تمثل القداسات والصلوات حلقة الوصل بين الإنسان و ربه عرفت الصلاة منذ فجر التاريخ، و يعود أول ذكر للصلاة في مخطوطات تراثية يزيد عمرها عن 5000 عام و على الرغم من الاختلافات الجوهرية و الطرق و الطقوس و أحكاها بين الأديان الا انها الرابط الانساني الذي يتبعة الانسان من أجل التقرب الى الله و العمل الذي يرجو به الانسان رضا الله. ويعود مصطلح " القداس" إلى اللغة سريانية عبرية و تعني التقديس أي الصلوات (القراءات والأسرار) التي تقرأ أثناء القداس الإلهي الذي يتخلل تقديس الخبز ورفع البخور و تطيب المذبح المقدس أبرز طقوس الصلوات ، فالقداس بمعناه المسيحي هو الاشتراك في خدمة الشكر والتسبيح لله . و قد وصفها قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية, خلال الغظة العليمية التي القاها من أجل شرح و تفسير أهداف الصلاة و دور الاديرة التي تمثل الجامعات الروحية و منبر العبادات القلبية رفع الصلوات و القداسات,بأنها قوة الكنيسة ,و تتنوع الصلوات المسيحية فهناك صلاة جماعية تشبهًا بصلاة المسيح مع التلاميذ و صلاة فردية تشبهًا بصلواته منفردًا في الجبال , و تعرف الصلاة وفق الإيمان المسيحي أيضًا بأنها "اللقاء مع الله"، فيها يقدم المصلّي لله الشكر ويسأله غفران خطاياه ويرفع الدعاء و التضرع, وتعتبر هى أهم العبادات التى كرسّ الكاهن و الراهب حياته من أجلها فهى صلب حياة المؤمن المسيحي إذ تُعتبر الغذاء الروحي الذي ينمّي الإيمان داخل قلب كل مؤمن , ولذلك فقد لجأ كل من توصل قلبة إلى الله لمحبة العزلة و الرهبينة من أجل التعمق في التعليم و تلاوة الكتاب المقدس و الوصول إلى وصية المسيح من أجل التوبة ولعل هذا السبب هو ما شيدت من اجلة الأديرة. و كان قد أشار البابا تواضروس الثاني إلى الهدف الرئيسي في أداء مراسم القداس الالهي"الصلاة" في المسيحية هو "الخلاص الأبدي " وهو مصطلح مسيحي يعنى تخلص الانسان من الافعال التى تسبب البعد عن الله , مثل الغضب والانشغال بالحياة و الصفات القلبية السيئة التي تبعد القلب من نقاء لقاء الله , و قال قداسة البابا أن الاحتياجات الانسانية التي يجب ان ينشغل بها الانسان هو الخوف من دينونة الله , و كرة الخطية و التوسل إلى الله و التوبة عن الاخطاء باستمرار من خلال الصلاة. و جدير بالذكر أن المسيحيين قد توصلوا إلى تعاليم الصلاة في المسيحية من خلال من تتلمذ على يد المسيح وتعلم طقوس الصلوات و التى تعتمدها جميع الكنائس المسيحية حول العالم ,وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في هذه الطقوس مثل صلوات الكنيسة الكاثوليكية (التى تتبع طقس الذبيحة المقدسة )ولا تصليها باقي الكنائس إلا ان الهدف هو إحياء تعاليم ورعاية أبناء يسوع المسيح و تقدم الكنائس , و تتضمن الصلوات بعض المراسم الموحدة داخل جميع الكنائس في تلاوة آيات الإنجيل و رفع الدعوات التى تعرف وفق المصطلحات الكنيسة بكلمة الصلاة.