تقيم الكنائس القبطية اليوم الجمعة صلوات عيد الغطاس المجيد و الذي يحمل خصوصية في قلوب مسيحيين العالم اذ يرتبط بأعياد السيدية الكبري أى أعياد السيد المسيح و يأخد عيد الغطاس عدة أسماء منها عيد تعميد المسيح ,و عيد الظهور الإلهي , وعيد الابيفانيا ,وعيد اللقان ,و عيد برامون , و لعل مسمى الغطاس جاء نسبةً بطقس المعمودية أحد أهم اسرار الكتاب المقدس و الذي يقوم به القساوسة و الكهنة لكل طفل مسيحي او كل مخطئ اراد ان يعود إلى الله. ويُسمى هذا العيد عند الأقباط بعيد الغطاس لأن المسيح قَبِلَ العماد فيه بالتغطيس، ولذلك ارتبطت طقوس هذا العيد بالغطس في نهر الأردن وفي فلسطين، وفي مياه نهر النيل في مصر، بعد تقديسها تيمنًا بنهر الأردن ويعود عيد الغطاس في المسيحية إلى إشارة اغتسال الإنسان من الخطايا والذنوب و العودة إلى الله بعد الاغتسال، ومن أشهر أقوال البابا تواضروس عن عيد الغطاس أنه" فرصة للتوبة عن الخطايا والذنوب والعودة إلى الله من جديد" ,و يرجع احتفل الكنائس بهذا العيد سنوياً تذكاراً لعماد اليسوع, في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، كما ذُكِرَ بالكتاب المقدس, و يبدأ الاحتفال بإقامة القداس الإلهي و ترتيل بعض آيات الانجيل و رفع البخور و من ثم مباركة المياه التى يتم الاحتفاظ كرمزًا لمياة نهر الاردن، ثم يبدأ القساوسة و مترأس القداس بصلاه تعرف بإسم "اللقان" و تعنى "الوعاء" لوضع المياه نسبةً لعيد الغطاس حيث يعتبر هذا الطقس من الطقوس المرتبطة بإستخدام المياة المباركة تيمنًا بطقس المعمودية لظهور المسيح , و يستخد هذا الطقس في عدة أعياد اخرى مثل أعياد الرسل والتى تعتمد على إستخدام المياة المقدسة خلال القداس. يستقبل الأقباط عيد الغطاس بصيام "البرامون" والذي يمتنعون فيه عن أكل اللحوم ليومين ، و يستمر الاحتفال بهذا العيد لمدة ثلاثة أيام، ويحرص الأقباط خلاله على أداء طقس المعمودية لأطفالهم،و شراء القصب و أكل نبات " القلقاس"، بينما يقصد العديد من المسيحين خلال المناسبة دولة الأردن لإحياء ذكرى معمودية المسيح هناك, و يحتفل بعيد الغطاس أبناء الطائفة الأرثوذكسية والكاثوليكية بينما لا تحتفل الطائفة الإنجيلية به. ومن أبرز مظاهر العيد في المجتمعات المسيحية التابعة إلى الطائفة الأرثوذكسي مثل روسيا وبلغاريا واليونان وإسطنبول أن يُلقى صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة , وكانوا أقباط مصر يحتفلون بعيد الغطاس في العصور القديمة بإقامة احتفالًا كبيرًا و اداء طقوس الصلوات على ضفاف نهر النيل مع حمل المشاعل والغطس في النهر بعد إتمام الصلوات، وإلقاء الصليب المقدس في النهر، ثم فيما بعد يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال بعيد الغطاس,و استمر هذا الطقس حتى عصر الحاكم بأمر الله , ثم تحول الاحتفال بعيد الغطاس من شاطئ النيل إلى داخل الكنائس ، وظهر عندئذ ما يُعرف بالمغطس او اللقان كبديلًا عن نهر الأردن .