اكتشفت «عدوية» و«بليغ» قدمنى ل«كوكب الشرق» أضفت ال«ربع تون» للأكورديون.. وشاركت عمالقة الغناء فى حفلاتهم ● سألته: متى كانت بدايتك مع آلة الأكورديون؟ - البداية منذ الطفولة، حاول والدى أن يعلمنى الكمان فعزفت عليها ما تيسر إلا أننى عزفت على البيانو ثم وجدت نفسى فى آلة الأكورديون ووالدى هو عازف آلة «الترومبيت» حافظ سلامة، الذى كان يعزف فى أوركسترا القاهرة السيمفونى، ووكيلاً لنقابة الموسيقيين وكان يصحبنى معه فى البروفات والحفلات وكنت أشاهد مشاهير الفن وهم يغنون وكانت والدتى صاحبة صوت جميل وخالى يعزف على الة العود، وكانت الأفراح الشعبية بحى عابدين نافذة تعرفت فيها على آلة الأكورديون وكنت أستمتع بالجمل الموسيقية التى تعزفها هذه الآلة. ● لكن كيف أضفت إلى هذه الآلة الغربية درجة «السيكاه»؟ - كنت أحلم بهذا، وذات مرة وأنا فى الإسكندرية ونتيجة مباشرة لهواء البحر تسبب فى خفض بعض درجات الأكورديون فأصبحت من تلقاء نفسها على درجة «السيكاه» نتيجة الانخفاض فى «تون» بعض الدرجات الموسيقية الأخرى على الأكورديون لتطابق درجة «السيكاه» وقد كان، فرحت بهذه التجربة التى كنت أول من فعلها وقد تعرفت فى بداية مشوارى على عازف أوكورديون شهير اسمه «الباشا»، كان يجيد العزف والتقاسيم البلدى، وكان يأخذنى لأعزف معه فى الحفلات وكان يحب أن ينام بعض الليل بينما أقوم أنا بالعزف. وتواصل مشوارى إذ فى إحدى حفلات الموسيقار عطية شرارة سمعنى الموسيقار صلاح عرام، الذى أقنعنى بالانضمام لفرقته الموسيقية، الفرقة الذهبية، والتى كانت تصاحب مجموعة من شهر المطربين أمثال محمد رشدى وشريفة فاضل، والعطار وشكوكو. ● ما الأجر الذى كنت تتقاضاه وقتها؟ - فى هذا التوقيت تحديداً زاد أجرى إلى 7 جنيهات وما أدراك ما قيمة ال7 جنيهات فى هذا التوقيت، ومع ارتفاع أجرى وإضافة الربع تون إلى آلة الأكورديون تسبب ذلك فى فتح الطريق أمامى للتلحين، تلك الآلة التى أحضرها لى أبى بعد أن علم عشقى لها من زملائه الموسيقيين الذين كانوا يشاهدون حبى لهذه الآلة، وحين كنت فى مدرسة شبرا الثانوية، كان أصحاب الأفراح يأتون إلى المدرسة ليتفقوا معى على إقامة الاحتفالات والأفراح. وأقمت فى شارع محمد على وعمرى 19 عاماً وكانت والدتى قد لحقت بنا فى هذا الشارع إذ لم تتمكن قبلها من زيارتنا فى عابدين بعد أن تزوج والدى بأخرى. وفى شارع محمد على أدركت أنه لا بد من أن أضع الربع تون لكى أتميز عنهم، وكان معى عازف بالعود اسمه «على القزاز»، الذى كنت أتعلم منه وأنا صغير، حتى حللت محل عازف الأكورديون الشهير وقتها «الباشا»، ثم توالت حفلاتى مع عطية شرارة، ثم عزفت مع صلاح عرام، ومع محمد عبدالمطلب وشكوكو بالإسكندرية تلك الحفلة التى أضفت لها الربع تون بفعل البحر بالفرقة الماسية، التى عزفت معها الربع تون، ثم تحولت فى كل بلاد العالم وكنت أترك فيها الأكورديون الذى أعزف عليه كى ينتشر الربع تون عليه. ● متى كان لقاؤك بأم كلثوم؟ - جاءنى بليغ حمدى وقال لى نحن فى حيرة بعد أن لحن عبدالوهاب «إنت عمرى» واستعان بالجيتار فأراد أن يدفع بشىء جديد مع أم كلثوم فأقنعها بليغ بى ثم ذهبت فى بروفة «سيرة الحب» وسمعت البروفة وفى ختامها قالت لى: «سمّعنا الأكورديون لأن بليغ قلب دماغنا بيك» ثم قمت بعمل تقسيمات وسمعتنى أم كلثوم ووافقت علىّ رغم اعتراضها فى البداية، وعلموا بعد ذلك أننى ابن حافظ سلامة ففرحوا بى وعلى مدار اليوم كله كان يتجول معى بليغ فى كل مكان وقال لى: لا أجد صولو الأكورديون حتى قلت له جملاً من الموسيقى الشهيرة «يا رب توبة» ثم كان يأتينى فى بيتى بالزمالك وتواصل العزف مع أم كلثوم فى أغنيات «أمل حياتى» و«فكرونى» و«هذه ليلتى»، ثم سافرت لبنان مع فريد الأطرش وصباح ثم عملت فى «الڤينوس» هناك ثم جاء بليغ فى آخر ثلاثة شهور ثم اشتريت أورج، وقبل أن أسافر لبنان كنت قد تخاصمت مع زوجتى نوال الصغيرة ثم سافرت وصورتى معلقة بالمنزل. وفى أواخر أيامى بلبنان جاء بليغ ومحمد حمزة وعبدالحليم ليسمعوا وديع الصافى وأبلغنى بليغ أنه كان قد سهر عندى ليلة على رغم عدم تواجدى بالمنزل، واشترى أورج فأخذه منه شقيقى جمال سلامة وعزف معها «أقبل الليل» ثم ذهبت لأم كلثوم بعد غياب عدة أشهر فقالت لى: أنا مسافرة الكويت مع عازف أكورديون آخر وقالت لى: «يا ليتك جئت مبكراً» ثم ذهبت لعبدالوهاب ووجدته يلحن «ودارت الأيام» وفى تلك الفترة كانت صورة بليغ لا تغيب عنى بسبب ما فعله ثم استمعت لعبدالوهاب الذى كنت أتعلم منه كثيراً. ● متى كانت البداية مع التلحين؟ - فى تلك الفترة اكتشفت أحمد عدوية وقدمت له ألحاناً مثل «السح الدح إمبو» و«كله على كله». ● هل كنت تواصل البروفات مع أم كلثوم مثل كل فرقتها؟ - الحقيقة أنا كنت أعزف فى البروفات وقتاً قليلاً وأذهب لحفلاتى مع المطربين الشعبيين وكنت أخلو لأم كلثوم يوم الحفلة فحسب وكنت أتقاضى مبلغاً زهيداً فأرسلت إليها عازف «الرق» حسين معوض وطلبت أن يبلغها أن ترفع أجرى مثل الحفناوى فرفضت معللة ذلك بأنها لو زادت أجرى، فإن الفرقة كلها ستطالب بزيادة مماثلة، فكان عبدالوهاب يعطينى من جيبه الخاص زيادة. وفى عام 1978 كان عبدالوهاب يجهز «فى يوم وليلة» لميادة الحناوى وجاء أمير عربى وقال لعبدالوهاب إنه يريد هذه الأغنية لوردة وأعطيك مائة ألف دولار فأعطاها لوردة. ● بماذا تنصح المطربين الجدد؟ - أن يهتموا بشكلهم ويرتدوا «بذلا» أنيقة كما كان من قبل لأن ظهورهم بملابس «كاچوال» ونحوها يكون دافعاً لا شعورياً لاختيار الركيك والقبيح.