أحيا مئات من شباب الحركات الإصلاحية في الأردن مساء اليوم الذكرى السنوية الأولى للصدامات الدامية بين محتجين يطالبون باصلاحات سياسية وقوات الأمن. وهتف المحتجون خلال اعتصامهم بالعاصمة عمان ضد "الديوان الملكي والحكومة"، حتى ساعة متأخرة من ليل الأحد وسط تواجد أمني مكثف. وقال أحد منظمي الفعالية حاتم ارشيدات، في كلمة له خلال الاعتصام،: "نطالب بإصلاح النظام منذ أكثر من عام، لأننا نؤمن أن كلفة إصلاح النظام أقل من إسقاطه". وهدد ارشيدات بالتصعيد في حالة عدم تجاوب النظام لما قال إنها "مطالب الشارع" بالتصعيد ضد الحكومة ليكون اعتصامهم "نواة لاعتصام مفتوح تتشاور عليه الحركات الشبابية والشعبية". وتطالب المعارضة بإصلاحات دستورية تفضي إلى حكومة ومجلسي نواب وأعيان منتخبين، ووفقا للدستور يعيّن رئيس الوزراء والأعيان من قبل الملك. وعرض خلال الاعتصام فيلم تسجيلي عن أحداث 15 يوليو تموز من العام الماضي، أكد فيه المحتجين أن الاعتصام كان سلميا، وأن الأمن الأردني هو الذي أراد التصعيد. وأشعل المعتصمون "منقلا" رمزيا للسخرية من حادثة "أبو منقل" الشهيرة، وهي صورة ظهر فيها أحد رجال الأمن الأردني وهو يعتدي بالضرب على أحد المتظاهرين في ذلك اليوم، مستعينا بمنقل للشواء، وهتف المعتصمون: "ليش (لماذا) المنقل منقل ليش.. إحنا مشاوي ولا إيش". كما رفع المعتصمون لافتات كتب عليها "مستمرون حتى إصلاح النظام"، و"التصعيد قادم ولن نتراجع"، و"الشعب يريد مقاطعة الانتخابات". وهتفوا "سمعلي المخابرات قاطعنا الانتخابات"، "مين اللي جاب الفاسدين ومين اعطاهم شرعية.. جاوب جاوب يا نظام". وشهد يوم 15 يوليو تموز العام الماضي اشتباكات بين رجال الأمن الأردنيين والمشاركين في اعتصام تجمع الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح "حركة 15 تموز"، أثناء توجه المعتصمين لتنفيذ اعتصام مفتوح. وأصيب أكثر 30 من المعتصمين في المواجهات التي سبقت بدء الاعتصام الذي انطلق بمسيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني باتجاه ساحة النخيل في أمانة عمان. ورافق المسيرة، التي شارك فيها نحو ألف من شباب الحراك الشعبي، مسيرة أخرى لموالين للنظام وجهوا شتائم للمعارضة وهتفوا بالولاء للأردن وللملك عبد الله الثاني. وأصيب عشرة صحفيين خلال المواجهات رغم ارتدائهم سترات تميزهم وزعها عليهم المكتب الإعلامي في الأمن العام بالتنسيق مع نقابة الصحفيين ومركز حماية الصحفيين. وقالت مديرية الأمن العام آنذاك إن تسعة من رجال الأمن أصيبوا بجروح خلال المواجهات بينهم اثنان أصيبا بطعنات بآلات حادة، مؤكدة أنها "ستمنع أي اعتصام مفتوح وتحت أي ظرف". ويعيش الأردن منذ أكثر من عام احتجاجات متصاعدة تطالب بإصلاح سياسي واقتصادي ومحاربة للفساد.