تسيطر على الجمهور المصري كل عام حالة من الترقب في انتظار الأعمال الدرامية الخاصة بالموسم الرمضاني، والذي تكون فيه المنافسة على أشدها باعتباره الموسم الدرامي الأهم على مدار العام، فيحاول كل صناع الدراما إخراج عصارة إبداعهم علي أرض الواقع، إلا ان بعضهم يصاب بفقر الإبداع فيلجأ إلى ما يسمي في لغة الشارع المصري ب"النحت"، وقد تاه عن فكره ان المشاهد أصبح بإمكانه ان يتقمص دور المحقق السري ويكتشف العمل الذي اتخذت فكرته تحت أي مسمي كان، سواء تقليد أو إقتباس. ومع انتهاء موسم دراما رمضان لعام 2019، نجد ان الجمهور الذي تعلم تقصي الحقائق وراء كل شئ بعد انتشار السوشيال ميديا، قد كشف الستار عن الأعمال الدرامية المقلدة والمأخوذة عن أخرى فنية أو أدبية دون الإشارة إلى ذلك. وتستعرض "بوابة الوفد" لمتابعيها أبرز الأعمال الدرامية التي اتخذت من الإقتباس والتقليد غير المعلن منهجًا لها. زي الشمس كان لمسلسل "زي الشمس" النصيب الأكبر من ضجة السوشيال ميديا، التي أثيرت حوله بسبب تشابه محتواه مع المسلسل الإيطالي "Sorelle"، والذي رغم تطابق سير الأحداث بين العملين، إلا أن المشاهد المصري ظل ينتظر في حالة من التشوق لمعرفة النهاية أملًا في حدوث بعض التغيير في حبكة المسلسل. وتدور أحداث "زي الشمس" حول (نور) دينا الشربيني، التي تبحث عن قاتل شقيقتها (فريدة) ريهام عبد الغفور، فتثار الشكوك ويبقي الجميع في حالة اشتباه حتي الحلقة الأخيرة والتي ينكشف فيها الستار عن القاتل الحقيقي. ورغم أن الجمهور فضل أن تكون النهاية مختلفة عن شبيهه الإيطالي التي يكون فيها القاتل هو الزوج، إلا أنها لم تأتي حسب أهوائهم ولم تنل إعجابهم، وذلك بعد أكتشاف أن شهيرة زوجة المحامي (جمال) جمال سليمان، هي من قتلت فريدة. وقد صرحت السيناريست نجلاء الحديني أن المسلسل خضع لمعالجة درامية تحت إشراف المؤلفة مريم نعوم، فصنعوا دراما مصرية أحداثها ثلاثون حلقة، تحاكي شبيهتها الإيطالية المكونة من ست حلقات فقط. ولد الغلابة رصد الجمهور المصري أيضًا حالة التشابه بين مسلسل "ولد الغلابة" للفنان أحمد السقا وبين المسلسل الأجنبي الشهير "breaking bad" الذي يقوم ببطولته برايان كرانستون، في المحتوي ومهنة البطل وظروفه، وما أكد شكوكهم أكثر وجود بعض الكادرات المتشابهة بين العملين، و نقل بعض المشاهد كما هي دون تغيير. وقد أثار مسلسل "ولد الغلابه" حالة من السخرية عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، بعد أن كثف نشطاء السوشيال ميديا كل جهودهم لإستنتاج حالات التشابه بين العملين، وبالتدريج خرج الأمر عن إطار السيطرة بعد أن نشر موقع "Hollywood Reporter"، تقريرًا يؤكد فيه علي أن قصة العمل المصري، هي نسخة مطابقة ل "breaking bad". ورغم كل الشواهد التي تؤكد حالة التقليد، إلا أن أيمن سلامة، مؤلف مسلسل "ولد الغلابة"، نفى وجود أي تشابه بينه وبين شبيهه الأجنبي، مبررًا موقفه بأنه لم يشاهد مسلسل "breaking bad"، إلا بعد عرض مسلسله، وأكد أنه لا يري أي وجه شبه بين العملين، من حيث شخصية البطل "عيسى" والبيئة والظروف المحيطة بالعمل. وتدور أحداث مسلسل "ولد الغلابة"، حول مدرس بإحدى المدارس الحكومية يُدعي (عيسي) تضطره الظروف المادية للعمل كسائق تاكسي الي جانب التدريس، إلا أنه يدخل السجن ظلمًا بعدما يتهم في قتل شقيقته، ليخرج منه وقد أصبح شخصًا أخر حيث يتجه إلى تجارة المخدرات، بالتعاون مع أحد أخطر تجار المخدرات بالصعيد، ويصبح الرجل الأول في عصابته، ليتولي بعدها زمام الأمور ويتحول إلى التاجر الأصلي. حكايتي أثيرت أزمة "حكايتي" بعد خروج الكاتبة نور عبد المجيد عن صمتها، عند تلقي تنبيهات من قرائها تشير إلى تشابه أحداث المسلسل إلي حد كبير مع أحداث روايتها "لاسكالا"، وقد عبرت عن استياءها من ذلك في بيان أصدرته عبر حسابها بموقع "فيس بوك". وأشارت نور في بيانها إلي أن مسلسل "حكايتي"، هو نسخة طبق الأصل من روايتها، ولا يختلف عنها سوي أسماء الشخصيات ف (داليدا) في المسلسل هي (يسر الغندور) في الرواية، و(صوفيا) والدتها الفرنسية هي (ناتاشا بافلوف) في روايتها، إلي أخره. ونستطيع القول أن ما لفت انتباه قراء نور عبد المجيد إلي ذلك التشابه الكبير، هو أنها سبق وأن قدمت عملين دراميين للتلفزيون عن روايتين لها، هما "أريد رجلا، و أنا شهيرة أنا الخائن"، محققين نجاحًا كبيرًا، فكان التوقع أن يكون ذلك عملًا يحمل إسمها إلا أن المفاجأة كانت أنه يحمل أسم المؤلف محمد عبدالمعطي. وتدور قصة المسلسل حول فتاه تمر بأزمة بعد وفاة والدتها أمام عينَيْها في طفولتها، وحدوث خلافات مع عائلة والدها، فتسافر إلى الإسكندرية لتبدأ حياة جديدة من خلال تحقيق حلمها بالدخول إلى عالم تصميم الأزياء، وهو ما أختلف عن الرواية، حيث كانت بطلة "لاسكالا"، تحلم بتحقيق طموحها في عالم الباليه. قابيل تشابهت أحداث مسلسل "قابيل" مع أحداث المسلسل البريطاني "River" المكون من 6 حلقات، حيث تدور أحداثه حول ضابط شرطة يُدعي (طارق) محمد ممدوح، يتعرض إلى صدمة حادة بعد وفاة زوجته بسبب إحدى القضايا التي كان يحقق فيها، ويترك علي إثر تلك الأزمة العمل لفتره ثم يعوم ليقوم بالتحقيق في جرائم قتل متعدده لقاتل متسلسل مجهول الهوية، إلا أن صدمة وفاة زوجته تجعل عقله يترنّح بين عالم الأموات والأحياء. ورغم أن قصة "قابيل"، لم تختلف عن شبيهه الأجنبي، إلا أننا يجب أن نعترف أن المؤلف محمد عزالدين قام بعمل معالجة درامية متقنة من أجل صنع عمل درامي مدته 30 حلقة، اخرجه كريم الشناوي، لن تشعر معه أبدًا بتأثرهم بالحبكة الأجنبية الخاصة بالمسلسل الأصلي. الكاتب أعلن الكاتب السوري خلدون قتلان عن تشابه قصة مسلسل "الكاتب" للفنان باسل خياط، مع مسلسل يحمل أسم "الخونة"، قام بتأليفه عام 2012 ، وبيعه لإحدي شركات الإنتاج إلا أنه لم يعرض بعد، حيث جاء ذلك التشابه من خلال نقل الحبكة الرئيسية وعدد من الخطوط الدرامية للعمل. وقد وجه خلدون قتلان، عبر حسابه بموقع فيس بوك، اتهام صريح إلي المخرج رامي حنا، بتقليد فكرة مسلسل "الخونة"، خاصة وأنه كان أحد المخرجين الذين اطلعوا على النص الخاص به، واوضح أن تلك ليست المرة الأولي التي ينهل فيها من العمل دون وجه حق، فقد قام باقتباس إحدي شخصيات المسلسل من قبل وأضافها إلي مسلسله "غداً نلتقي". وأشار خلدون إلي أن المسلسل مسجل في دائرة حماية الملكية في سورية منذ عام 2013، مؤكدًا أن هناك قانون يُدعي حماية الملكية الفكرية سيحفظ له كامل حقوقه.