وعد الله تعالى عباده المؤمنين الذين يجاهدون بأنفسهم في سبيل تأدية الطاعات والعبادات التي تُقرّبهم منه عزّ وجل، بالأجر الكبير والمغفرة والخلود بنعيم الجنة الدائم؛ فالصلاة وذِكر الله تعالى من العبادات المهمة التي يأخذ مُؤديها الأجر والثواب. اختص عز وجل الذين يقومون الليل بمنزلةٍ خاصّةٍ وبأجرٍ مضاعفٍ عمّن كانت عبادته في النهار فقط، فالذي يقوم الليل يتهجّد ويصلّي ويقرأ القرآن، ويذكر الله تعالى لطلوع الفجر، يستحق الأجر الكبير من الله تعالى، فهو ترك لذة النوم ولحق بركب المستغفرين والمسبحين. قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَن الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون)، فقد كان النبي "صلى الله عليه وسلم" خير قدوةٍ للمسلمين في قيام الليل، على رّغم أنّ الله تعالى غفر له ذنوبه كلّها، ومع ذلك لم يترك قيام الليل والتلذّذ فيه بالعبادة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)، وهذا الحديث دليل على أهمية صلاة الليل والتهجد لله تعالى، فهي تأتي بعد منزلة الصلاة المفروضة التي تعد ميزان المؤمن يوم القيامة، فإذا صلحت صلح باقي عمله.