يصادف اليوم الاثنين، تذكار استشهاد القديس ايسيذوروس الأنطاكي الذي نال اكليل الشهادة عام 304م،وقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالاسكندرية اليوم بغحياء ذكرى انتقال هذا القديس الذي تحمل الالام من أجل الايمان. وُلد هذا القديس الشهيد في إنطاكية من أب يُدعى "بندلاؤن" وأم تدعى "صوفية" الذين حرصوا على تعليم أبنائهم الآداب المسيحية و كان من أكابر المملكة فقد كان والده قريبًا للملك نوماريوس، وكان يشغل منصب حاكم مدينة أنطاكية في عصر الامبراطور"دقلديانوس" الذي يعد النقطة الفارقة في التراث القبطي فقد أثر هذا العصر التاريخ القبطي و لعل هذا لما يحمله هذا العصر من تناقضات كبيرة، فقد ولد هذا الامبراطور عام 245 م في مدينة سالونا بولاية دالماشيا بإقليم ايلليريا المطل على البحر الأدرياتي غرب كرواتيا، وكان أبواه فقيرين، وكان يعمل في اسطبلات الإمبراطورية كسائس للأحصنة, وانضم إلى طبقة الفرسان ووصل إلى رتبة دوق في ولاية ميسيا، ثم أصبح قائد قوات الحرس الإمبراطوري الخاص وهي من الوظائف الخطيرة، وتجلت كفاءته العسكرية في حرب فارس, بعد موت الإمبراطور نوريانوس (283 – 284 م) اعترف به بأنه أجدر شخص بعرش الإمبراطورية. وسُمى عصر الامبراطو "دقلديانوس" عصر الإضطهاد و عصر الشهداء، وعلى الرغم أن سنوات حكمة الأولى كانت تحرص على اتباع سياسة تسامح ديني مع المسيحيين، ثم تحولت سياسته ضد المسيحيين في أواخر حكمه، فأصدر دقلديانوس أربعة مراسيم فيما بين عامي 302-305 م تحث على اضطهاد المسيحيين، وقد شهدت هذه المراسيم حرق الأناجيل والكتب الدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم الكنائس وقتل أكثر من ألف مسيحي وتحريم القيام بأي صلوات أو طقوس دينية، وقتل كل رجال الدين المسيحي وصادر جميع أملاك الكنيسة وانتهى هذا الإضطهاد على يد الملك، وكان وقع الإضطهاد شديدا على الأقباط في مصر لدرجة أنهم اتخذوا منذ عام 284 م (تاريخ تولي الحكم) بداية للتقويم القبطي. فعندما بدأت هذه السياسة وتلك القوانين الصارمة بعد كفر دقلديانوس، هرب كل من القديس بندلاؤن وابنه ايسيذوروس خفية إلى أحد الجبال وسكنا عند رجل قديس يُدعى الأنبا صموئيل وعندما علم الإمبراطور بأمرهما استدعاهما وأمرهم بالارتداد عن الايمان فرفضوا الكفر وحينها عضب الامبراطور و أمر جنوده بقطع رأس "بندلاؤن"، وأما القديس ايسيذوروس فعذبوه بأنواع كثيرة وكان عمره وقتئذ اثنتي عشرة عام ، وكانت أمه تدعوه بالثبات و التحمل فأمر الملك بقطع رؤوسهم جميعا وهكذا نالوا إكليل الحياة.