تحتفل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالاسكندرية، اليوم الثلاثاء، بذكرى استشهاد القديس أبا بيجول الجندي أحد أبرز الشخصيات التاريخية التي حفظها كتب التراث القبطي وكتب آدب الشهداء الذي يتناول سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر العصور. ولد القديس الشهيد بيجول الجندي، بقرية تلا التابعة لمركز طلخا، بمحافظة المنيا، من والدين تقيين أشتهرا بالايمان القوى وهما "بامون و مرثا". وروت الكتب التراثية أنه كان منذ صغره محبًا لحياة العفة وحرص على ممارسة العبادات والصوم والصلاة والتسابيح، كما كان حاملًا لمبادئ الكتاب المقدس، وتعاليم يسوع المسيح خلال مسيرته، و قد ظل ينفق أمواله على الفقراء والمحتاجين وخدمة مرضى السجون والمعذبين وقد روت بعض الكتب انه كان قديسًا يسمع الهتاف من السماء. وحين ارتد الامبراطور دقلديانوس عن الايمان المسيحي تغيرت سياستة و سُمى عصره بالإضطهاد و عصر الشهداء، وعلى الرغم أن سنوات حكمه الأولى كانت تتبع سياسة تسامح ديني مع المسيحيين، إلا انها قد تحولت ضد المسيحيين في أواخر حكمه، فأصدر دقلديانوس أربعة مراسيم فيما بين عامي 302-305 م تحث على اضطهاد المسيحيين، وقد شهدت هذه المراسيم حرق الأناجيل والكتب الدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم الكنائس وقتل أكثر من ألف مسيحي وتحريم القيام بأي صلوات أو طقوس دينية، وقتل كل رجال الدين المسيحي، وصادر جميع أملاك الكنيسة. وانتهى هذا الإضطهاد على يد الملك. وكان وقع الإضطهاد شديداً على الأقباط في مصر لدرجة أنهم اتخذوا منذعام 284 م (تاريخ تولي الحكم) بداية للتقويم القبطي. وعندما أشتد الاضطهاد توجهه هذا القديس إلى الاسكندرية وقد واجهه ابابيجول الجندي هذا الامبراطور والحاكم أرمانيوس والى الاسكندرية عدو المسيحية، وأعلن إيمانه و مسيحيته، مما عرضه لتلقي الضربات والقائه في السجن لفترات كبيرة، وقد حكت الرويات القبطية أنه اعتاد خلال هذه الفتره على ممارسة الصوم والصلاة والتسابيح، ونشر المبادئ المسيحية حتى ظهر له الملاك ميخائيل، و عندما علم الأمبراطور أمر بتعذيبه والقاه على سرير محمي بالنيران وضربه لفترات متباعده، ثم نفيه إلى بلدة أنصنا بصعيد مصر . واستمر هذا الدقيس على نشر الايمان المسيحي رغم ما تلقاه من عذاب هو ومن عاونه من القساوسة والقديسين خلال هذه السنوات التي عانت أبناء الكنائس على يد دقلديانوس وأرمانيوس، ونال هذا القديس إكليل الشهادة في مثل هذا اليوم بعد قطع رأسه.