رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ليبيا عصفت بالإسلاميين في أول انتخابات برلمانية تشهدها ليبيا منذ خمسة عقود ولم تسر على خطى دول الربيع العربي كما هو الحال في مصر وتونس مرحبة بالليبراليين الذين لم يجدوا نصيبا لهم فى مصر وتونس. وقالت الصحيفة إن بوادر النتائج الأولية لانتخابات المجلس الوطني الليبي يشير إلى صعود أسهم الأحزاب الليبرالية ذات الميول الغربية وتخطو متقدمة على خصومهم الإسلاميين الذين أملوا ان تسير ليبيا على خطى مصر وتونس اللتان هيمن الإسلاميون فيهما على البرلمان، مؤكدة أن تلك النتائج غير رسمية وأن النتائج النهائية ستظهر بعد عدة أيام. وأوضحت الصحيفة أن صعود الأحزاب الليبرالية يرجع إلى عرضهم استراتيجيات جديدة ومختلفة في ليبيا عنها في باقي دول الربيع العربي وتدفق الولاءات القبلية داخل مبادئهم الشخصية والحزبية في حين انتقد الشعب الليبي جماعة الإخوان المسلمين التي في وقت سابق تعاونت كثيرا مع حكم الديكتاتور معمر القذافي. ومن جانبه، قال فتحي الفضالي، محلل سياسي موال للإسلاميين، والذي عاش في المنفى لمدة 30 عاما " أي شخص تربطه علاقة بالنظام القديم لن يلقى سوى الكره والاحتقار من الشعب الليبي، وأن أي اسم ارتبط بالنظام القديم فهو بمثابة "كرت محروق". وذكرت الصحيفة ان الفارق في تلك الانتخابات البرلمانية التي يتولى أعضاؤها تشكيل الحكومة بعد ذلك هو الفكر السياسي في الموضوعات الشائكة التي تمس حقوق المرأة وإلى أي مدى يتم تطبيق الشريعة الإسلامية والعلاقات الدولية بين ليبيا والغرب وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالامريكية. ومن جانبه، هنأ الرئيس الامريكي "باراك أوباما" الشعب الليبي على الانتخابات السلمية ووصفها بانها علامة بارزة في تاريخ تحول البلاد إلى الديمقراطية الحقيقية التي لم تعرفها ليبيا منذ عقود مريرة.