تشهد ليبيا غدا اول انتخابات برلمانية بعد الاطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي حكم قبضته علي البلاد اكثر من42 عاما, وهو ما يجعلنا نتساءل هل يتمكن الاسلاميون من كسب الرهان ويفوزون بأغلبية مقاعد البرلمان ويسيرون علي خطي اخوانهم في مصر وتونس, ويكتسحون مقاعد البرلمان الذي من المتوقع ان يكون نسخة من البرلمان المصري التونسي. وقالت صحيفة شيكاغو تريبيون الامريكية ان المرشحين الاسلاميين يخوضون أول تجربة انتخابية حرة تشهدها طرابلس منذ نصف قرن لاختيار نحو200 عضو لبرلمان ما بعد الثورة, وهم يحاولون توصيل رؤيتهم وافكارهم لكسب قاعدة كبيرة من الشعب. ونقلت الصحيفة الامريكية عن احد اعضاء حزب الوطن قوله الناس سيسألونكم عن رؤيتكم وتعاملكم مع المرأة في الحزب. وتوقعت الصحيفة ان ليبيا ستسير علي النهج المصري التونسي, مشيرة الي ان الاسلاميين في كل هذه الدول في صعود مستمر بعد ان ظل رؤساء هذه الدول الذين تمت الاطاحة بهم في الانتفاضات الشعبية والتي تسمي بالربيع العربي يعتبرون تلك الاحزاب محظورة, فاخوان ليبيا ظلت جماعة محظورة حتي قبل ان يتولي القذافي الحكم حتي جاء القذافي الذي اضطهدهم واستخدم اساليب التعذيب ضدهم وشنقهم علي اعمدة الانارة بالشوارع, فأي شخص يربي لحيته ويؤدي صلاة الفجر بالمسجد كان هذا سببا كافيا لاعتقاله والزج به في السجن وهو ما دفع كثير من الاسلاميين للهرب خارج البلاد. واشارت الصحيفة إلي ان الليبيين اليوم يمكنهم تقرير مصيرهم بحرية فهي اول تجربة ديمقراطية تشهدها ليبيا وعلي هذا الشعب العريق ان يستغلها بنجاح. ونقلت الصحيفة عن احدي الصحفيات البريطانيات التي تتابع الصعود الاسلامي في ليبيا لحظة بلحظة ان ليبيا تفتقر الي لغة السياسة بل ولغة الديمقراطية ايضا وليس لديها اي مستوي من الخبرة او الحنكة السياسية التي تحتاجها البلاد خاصة خلال هذه الفترة.واضافت الصحفية انه حين يخوض شعب كهذا الانتخابات للمرة الاولي فالمرشحون يستغلون ذلك من خلال استخدام اللغة الرنانةاي التي تخاطب قلوب الليبيين الطيبة وذلك بتغليب لغة الدين والتقاليد والثقافة. واشارت الي ان الليبيين يشبهون المصريين والتونسيين فهم نشأوا علي القيم والعادات والتقاليد التي تعد اهم جوانب الحياة عندهم, ففي ليبيا وفي عهد القذافي نفسه كانت الخمور ممنوعة رغم ان الاسلاميين والمعارضين كانوا داخل السجون. وقالت الصحيفة انه رغم اختيار الليبيين لمرشحيهم علي اساس الروابط القبلية والشخصية التي لا تزال اساس التجارة والتعاملات السياسية هناك الا ان الخطاب الاسلامي يتصدر الساحة الليبية في اول انتخابات برلمانية خلال نصف قرن.