كانت لحظات رائعة يصعب وصفها بعد أن وعدنا نحن الثلاثة بفانوس رمضان.. مرت الدقائق والساعات كالدهر في انتظار هذا اليوم وقبيل سحور اول يوم رمضان بساعتين فتح ابي الدولاب ليخرج الفوانيس لأطفاله الثلاثة.. الا ان بهجتي انطفأت، حيث فوجئت بالفانوس الكهرباء والذي يعمل بالبطاريات وكنت في انتظار الفانوس أبو شمعة. وفشلت كل محاولات اقناعي بأن هذا هو الأفضل.. ومع عناد طفل والإصرار.. تم تلبية طلبي.. وقتها كنت متأثراً بفيلم إسماعيل ياسين الفانوس السحري.. كانت احلام طفولة بأن يخرج من هذا الفانوس القديم الشكل حارس المصباح يصرخ في وجهي كما في الفيلم «شبيك لبيك عبدك ملك اديك.. تطلب ايه؟».. سنوات مرت وأنا أحلم بهذا الفانوس السحري وفي كل مرة ادعك الفانوس ولا يخرج العفريت. الا ان كل تلك الأحلام غير المتحققة لم تمنعني وأطفال الجيران من بهجة الخروج ليلا بالفوانيس وانشاد الأغنية الشهيرة.. «وحوي يا وحوي ايوحة» ولكن مع الحلم كان لابد من أن اتعرف على تاريخ هذا المصباح الساحر وقصته. فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية الأصلية في مصر. واحد من الفنون الفلكلورية الذي ارتبط بشهر الصوم ثم تحويله إلى قطعة جميلة من الديكور في الكثير من البيوت المصرية الحديثة. والمعنى الأصلي لكلمة الفانوس هو «النمام» ويرجع تسميته بهذا الاسم إلي أنه يظهر حامله وسط الظلام. هناك العديد من القصص عن أصل الفانوس. إحدى هذه القصص أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق. كان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.