هل هو أوان حفلات الدم الحلال.. الجريمة المقدسة باسم الدين، هل هو أوان انطلاق الغريزة الشريرة والوحشية الهائمة الباحثة عن مبرر وعنونه لبشاعتها فلا تجد أنسب من التستر وراء إرهاصات الدولة الدينية التي سعي إليها جزء من الشعب المصري سيدفع ثمناً باهظاً لهذا الاختيار وتوابعه المرعبة، فالمأساة ليست في د. مرسي ولكن في البوابة «الجهنمية» التي فتحت للعوام، الدهماء الذين يقترفون المزايدات المنسلخة عن أي عقيدة بل أي ضمير إنساني، وها هي البشائر القانية، جريمة السويس المروعة، شاب يسير مع فتاة خطيبته، زميلته، جارته، شقيقته، هذه مسألة لا تخص أحداً، حرية أن تمارس الحياة أثمن عطايا الله سبحانه وتعالي ما دمت لا تتعدي علي حق الآخر، قتل الشاب بأبشع أسلوب, فهل هي جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المستوردة أم بطلجية استغلوا فرحة هوجة التكفير وهوس الاتجار بالدين لممارسة الشر الذي يباركه البعض من خلال الخطاب الملتبس والهاجس الملح لوأد النساء وتحويلهن إلي محظيات يصلحن فقط لمضاجع المتعة للسادة الذكور، أو القيام بدور الأوصياء، الأتقياء الذين يحللون لأنفسهم لذة القتل، الرشوة، وأحياناً التزوير، التضليل والتزييف الحلال بداية من النقراشي وماهر والسادات.. ثم ذبيحة السويس. يقول نجيب محفوظ: إذا لم تقابل الإرهاب بالغضب الذي يستحقه فلا عاش الوطن بعد اليوم.. لا أعلم ديناً وسيلته العنف والإرهاب، ليس هناك دين يمسك سكيناً ويضرب به الناس لكي يحملهم علي اعتناقه. أيضاً جريمة قتل اثنين من المطربين في الشرقية بحجة أن الغناء حرام!، إذن كل شيء مباح ما دام الطابع العقائدي يهمن، إن إسلام مصر الوسطي لا يحرم الحياة بكل مباهجها.. التنوير، الإبداع والتسامح، الذي يكلله الأزهر الشريف الذي يتلقي الطعنات القبيحة شامخاً، حتي المتلبس بفعل ما لا يحق لأحد الاعتداء عليه فنحن في دولة القانون لا جماعات القتل، الاغتيال الحلال، الجهل المقدس والأجنحة العسكرية وشريعة الغاب بل أسوأ، وكفانا كذباً علي الذات وديمقراطية الأكفان، الترهيب والترويع، الديمقراطية التي يقضوا منها وطراً ثم يلقون بها في مخلفات التاريخ، وأتعجب من المسماة «نخبة» الذين احترفوا الضجيج في الفضائيات والمؤتمرات عندما تكون الضحية مشهورة أم المطرب المغمور لا يستحق!!.. أين حمرة الخجل؟ أطالب د. مرسي بسرعة المواجهة الحاسمة بالفعل ضد كل من تسول له نفسه ارتكاب الكبائر باسم الإسلام الذي سيتم تشويهه، وأن يصحح الثغرات في خطابه التي تتسلل منها الشهوات الدموية، «عمر عبدالرحمن» لن يكسبك شعبية مصرية إلا إذا كنت تريد أن تصبح رئيس جمهورية الميدان فحسب المكتظ بالأكفان والسلاح. أهدي إليك ما سطره نجيب محفوظ: «يصبح مقياس الديمقراطية هو قدر ما يتعرض له الحاكم من نقد.. ويصبح هذا النقد هو الخبز اليومي الذي تتغذي عليه الديمقراطية السياسية. سوف اكتفي بسماع تغريد العصافير الصادحة إليّ لا يكفرها أحد حتي إشعار آخر، وحتي لا أسمع النعيق العبثي بأن أحد قتلة ضحية السويس غير ملتحٍ، إذن براءة يا رجالة.