نستكمل معا عرض الجزء الثاني من دراسة الناقد د.إيهاب بديوي، حول رواية "أشباح بروكسل" للكاتب محمد بركة. *الفصل الثاني يصف لنا البطل حبيبته كارلا. فتاة من أوستيا القديمة أو روما الحالية بالغة الجمال والرقة والاندفاع. قوية ومغامرة وتذوب به عشقًا. تحتفل معه دائمًا يسكب النبيذ الفاخر على جسده وامتصاصه كله. تناديه بميكي وتفضله على قطتها مياوا. تأخذه حين يحضر من بروكسلالمدينة التي يقطن بها على دراجتها النارية وتسابق به الريح ولا تكترث لخوفه ورعبه أحيانا. غيرت عادتها في شرب السجائر وخففتها تماما واستبدلتها بتبغ البفرة. كما تحرص على إيقاظه بكوب كبير من مكونات طبيعية منشطة. تغار عليه بشدة حتى من طليقته أم ابنته الوحيدة حين تتصل به من القاهرة. وتناديه حينها باسمه الحقيقي مكاوي. يبرع الكاتب في رسم شخصية كارلا حتى تراها أمامك وتتمنى أن تكون مكان المحظوظ مكاوي بهذه العاشقة الفاتنة. وهو تكرار نمطي لصورة الفتاة الأوروبية المتحررة المنطلقة العاشقة التي تعطي حبيبها الشرقي ثورة جنسية غير تقليدية وتسبح معه في عالم من المتعة تجعلها حلمًا لكل شاب. *الفصل الثالث يعود مكاوي إلي الواقع الذي يعيشونه في تلك الرحلة بالمنتزه الوطني الإيطالي. يصف الأجواء العامة وشركاء الرحلة. يسألها عن برناردينو العجوز المتصابي فتخبره أنه كان يحاول إغراءها بصفته رئيس مجلس إدارة الشركة لكنها ظلت تقاوم حتى ظهر هو في حياتها فقدمته على أنه البوي فريند وتعمدت تقبيله للتخلص من ملاحقته. يبرع في وصف المشاهد الطبيعية المحيطة ويتغزل في عين كارلا الزرقاء. *الفصل الرابع نستطيع أن نقول أن الوصف هو بطل هذا الفصل. يصف مكاوي علاقاته بالمحيطين به ويرسم لوحة ثلاثية بين روماوبروكسلوالقاهرة. يقارن بين خصائص روماوالقاهرة ومدى التشابه بينهما في التفاصيل الصغيرة. واختلاف بروكسل الشابة التي أثر عليها تحول الطقس والاحتباس الحرارة جنى لم تعد الشمس تشرق إلا نادرًا. قارن بين مأكولات القاهرة وذكر عبده تلوث ومجدي وساخة وبين محلات البيتزا التي ينتشر بها العاملون من الجنسيات العربية المهاجرة. تظهر شخصيات جديدة هي فاطيما المغربية وزوجها الأوروبي. تسأله عن الفنانين في مصر تعبيرا عن غزو الثقافة الفنية القديمة للعالم العربي. يغرق في وصف العلاقات الضبابية التي تربط بين كل من يحيط به. ومازال الكاتب في هذا الفصل يرسم ملامح المكان والشخصيات التي تحيط بالبطل الرئيسي. ومازالت العلاقات كلها ضبابية غير واضحة المعالم. *الفصل الخامس ندخل أكثر في عالم ميكي وحبيبته. تغار عليه بشدة. هذه المرة من كيارا الفتاة بولندية الأصل كبيرة الصدر التي تعتقد جازمة أن العرب في انتظار فرصة لحرق اليهود كما يقول الدين. تستعرض الرواية العلاقة العاطفية العميقة بين ميكي وكارلا وتشرح وهي في بيت كيارا لشراء بعض مقتنيات والدتها اليهودية المتوفية على لسان كيارا الفكرة القابعة في أذهان اليهود وتعكس رعبهم من وعد آخر الزمان وقتل المسلمين لليهود. لم يكن مكاوي يريد أن يدخل في جدال عقيم فاعتذر لكيارا التي استمرت في إثارة غضب كارلا بسبب صدر كيارا النافر وملاحظتها اهتمام مكاوي به.