كتب_خيري حسن : يصدر للكاتب الروائي محمد بركة روايته الجديدة " أشباح بروكسل " في معرض القاهرة الدولي للكتاب . يتناول العمل حياة الجاليات العربية في أوروبا ، وتحديدا في العاصمة البلجيكية بروكسل ، من خلال مراسل صحفي مصري يصطدم بواقع مختلف عن تلك الصورة الوردية التي نرسمها جميعا للحياة في أوروبا حيث التطرف الإسلامي يعبر الحدود و العرب يتفننون في خداع السلطات المسئولة . الرواية صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وهى النص الروائي الرابع لبركة بعد " الفضيحة الإيطالية " و " عشيقات الطفولة " و " الزائر " وثلاث مجموعات قصصية هى " كوميديا الانسجام " و " 3 مخبرين و عاشق " و " عشيقة جدي " . من أجواء " أشباح بروكسل " نقرأ ": "كانت هذه الأشياء مجرد دفعة من مقتنيات لأم كيارا ، اليهودية الثرية التي رحل زوجها منذ سنوات وورثت عنه كجنرال في البحرية ينتمي لأسرة نبيلة ، ثروة معتبرة أتاحت لها رفاهية عمل جولات شوبنج بميزانيات مفتوحة هي التي كانت لا تزال تتمتع بجمال لافت رغم دخولها دائرة الخمسين . لم تضيّع كيارا وقتاً و دعت الصديقات إلى بازار أقامته بمنزل والدتها التي لم تجف دماءها بعد في القبر عبر صفحتها على الفيس بوك و قد خصصت الوقت من الخامسة و النصف إلى السابعة و النصف ، غير أن كارلا استطاعت إقناعها باستقبالنا بعد انتهاء الموعد المحدد لظروف استثنائية متحججة بوجودي . - إن دم الأم لم يجف بعد في قبرها ، و الابنة تتلهف على بيع مقتنياتها ، ماذا يضيرها لو انتظرت بعض الوقت ؟ - هل تظن أنها ابنة بلا قلب ؟ - لم أقل أنها تجردت من المشاعر، و لكن يصعب علىّ استساغة الموقف . - أتعلم لماذا ؟ لأنكم في جنوب المتوسط تهتمون كثيراً بالشكليات و تحسبون دائما ألف حساب لما يسمى " نظرة المجتمع " . لا تنس أنني أقمت العديد من المعارض و بقيت أسابيع في القاهرة و بيروت و الضفة الغربية ، و دمشق قبل الحرب السورية . - و ماذا عنكم يا أهل الشمال ؟ قالت متجاهلة نبرة السخرية في صوتي : - نحن نشارككم نفس الثقافة المتوسطية ،و لكننا عمليون أكثر . كيارا بالفعل كانت متعلقة بأمها ، و ستنتقل للعيش مع ابنتها بشقة الفقيدة حسب وصيتها و ستعرض شقتها للإيجار و ربما البيع . كل ما هنالك أنها تريد تجهيز الشقة الجديدة سريعاً و الخطوة الأولى تتمثل في التخلص من مقتنيات الأم" .