الآن وبعد إنتهاء الطلبة من آداء إمتحان الثانوية العامة بمرحلتيها الأولى والثانية يتحسب الطلبة والآباء والأمهات من التصحيح والأخطاء التي سبق وأن حدثت في الأعوام الماضية، من نسيان تصحيح بعض الفقرات في الأسئلة أو أخطاء في جمع الدرجات .. الأمر الذي يترتب عليه ضياع مستقبل الطالب الذي عانى على مدار سنتين كاملتين هو و أسرته التي إقتطعت من قوتها لتوفر له أجر الدروس الخصوصية لتحقق حلمها بتفوق أبنائها على أرض الواقع. وفي حالة الشك في صحة درجة احدى هذه المواد تضطر الأسرة المصرية المسكينة إلى إستكمال رحلة معاناتها بدفع مبلغ 100 جنيه لتقديم التظلم في المادة الواحدة , وقد يكون التظلم في أكثر من مادة ، وحتى في حال ثبوت حق للطالب في عدد من الدرجات , فهو يحتاج في هذه الحالة إلى رفع قضية لإثبات حقه ؛ وقد يستغرق هذا سنة أو سنتين أو أكثر ، أي بعد دخول الطالب الكلية المفروضة عليه ظلماً , بل و قد يتخرج منها في أحيان أخرى قبل الفصل في مشكلته, وهنا يصبح جزاء إجتهاد هذا الطالب إضاعة سنوات من عمره بلا فائدة ، أو الإستسلام للأمر الواقع والقبول بكلية لايريدها ولا يستحقها ... فهل يا ترى سيتم حل هذه المشكلة هذا العام وسيحصل كل طالب على حقه ولن يضطر إلى رفع قضايا والإنتظار في طوابير التظلمات ؟؟ ؛ وحتى وإن حدث ، هل سينصفه القضاء العادل العاجل ليحمي مستقبله ويحافظ على سنوات عمره من الضياع ويتجنب قهر أسرة مسكينة تضورت جوعاً لتدفع ثمن تفوق أبنائها . " اللي له ظهر.." تعلق " ياسمين أسامة " ،طالبة في الصف الثالث الثانوي، بأنها قدمت تظلمات العام الماضي في مادتي الفرنساوي والرياضيات وحصلت في الأولى على 3 درجات وفي الثانية على درجتين , وتحولت نسبتها من 94,5% إلى 97% وهو ما أنقذها من تحويل مسارها من شعبة العلمي إلى شعبة الأدبي , ولكنها لم تكن لتستطيع الحصول على هذه الدرجات بهذه السرعة لولا وجود واسطة لها في الكنترول أنجزت لها الأمر بسرعة , وأضافت أنهم ذكروا لها أنه في حالة عدم تصحيح أي جزء بالقلم الأحمر لن يستطيع الطالب الحصول على أي درجات، وهو ما حدث معها في إحدى الفقرات التي كتبت إجابتها في آخر الورقة ولم يتم تصحيحها وفقدت درجتها بالفعل . لسه فاكر وتروي " سمية جودة " ،والدة طالب بالمرحلة الأولى في الثانوية العامة، رواية ينطبق عليها مقولة ( شر البلية ما يضحك ) وهو ما حدث مع طبيب بيطري زميل ولدها الأكبر الذي قدم تظلماً في إحدى المواد، ووجد أن من حقه درجتين وإضطر إلى رفع دعوى بخصوص الحصول على درجاته.. ولكن بقيت الدعوى في المحكمة لسنوات حتى تخرج من كلية الطب البيطري وسافر للخارج لتحضير الماجستير.. وأثناء ذلك فوجئ بإبلاغ أسرته له أنه كسب الدعوى وحصل على الدرجتين ومن حقه الآن دخول كلية الصيدلة!! وبالطبع فضل الطبيب البيطري أن يستمر في طريقه وألا ينظر للوراء ليضيع كل هذه السنوات من عمره ... حقاً " شر البلية ما يضحك " . ويذكر " سيد عرفات " ،مدرس لغة إنجليزية بالمرحلة الثانوية ، أن ظروف التصحيح في أجواء شديدة الحرارة تؤثر بالتأكيد على المدرسين الذين يكون من بينهم من لا يتحمل هذه الظروف , وأشار إلى أن ورقة الإجابة تمر في البداية على عدد من المدرسين كل منهم مسئول عن تصحيح سؤال محدد، ويقوم مدرس آخر بمراجعة السؤال بعد تصحيحه , ثم مراجعة الورقة مرةً أخرى ومراجعة جمع الدرجات وهو نظام من المفترض ألا يسمح بضياع أي درجات للطالب. ولكن يحدث في بعض الأنواع من الأسئلة مثل سؤال "البراجراف" في اللغة الإنجليزية أن يحصل الطالب على درجة أقل من حقه , وبالفعل حضر إليه طالب في العام الماضي ممتاز في المادة إكتشف بعد تقديم تظلم أن له حق في درجتين في سؤال البراجراف، حيث تم تقدير الدرجة له 4 من 6 (الدرجة الكلية للسؤال) على الرغم من أنه يستحق الدرجة كاملة .. ومع ذلك لم يحصل على حقه . ويأمل " عرفات " ألا يضطر الطالب في العهد الجديد إلى إلإنتظار لسنوات لإثبات حقه ويكون هناك إجراء سريع للحصول عليه .