وصفت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء الأجواء التي تشهدها لجنة محكمي جائزة نوبل للعلوم هذا العام بسبب الاختلاف بين الأعضاء - بالصداع حول من يستحق جائزة الاكتشاف العلمي المثير للجدل "بوزون هيجز". وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أن جائزة نوبل عادة ما تذهب إلى ثلاثة أشخاص على أقصى تقدير ، غير أنه قد ثار بالفعل الجدل حول من يستحق الجائزة هذه المرة ، مضيفة أن خبر الفوز بالجائزة عادة ما يكون مبعث فرح لعلماء الطبيعة ، غير أنه على الجانب الآخر سبب صداع مرعب للجنة التحكيم ، فاكتشاف - أو شبه اكتشاف - "بوزون هيجز" يتطلب فوز أحد العلماء بالجائزة ، ولكن من يستحق الفوز ؟ . ولفتت الصحيفة إلى أن القاعدة التي تتبعها لجنة المحكمين في الاختيار عفا عليها الزمن ، وأنها متبعة منذ زمن بعيد حين كان الاكتشاف ينفرد به شخص واحد أو مجموعة صغيرة العدد بعكس ما هو قائم الآن بعد شيوع ما يسمى فرق العمل ونجاحها . وأشارت الصحيفة إلى أنه ثمة فريقان من العلماء في مختبر سرن يصل عددهم إلى ألاف الأشخاص أنجزو معا هذا العمل المذهل وهو تعقب الجزيء وسط حطام "دون ذري" ناتج عن ما يزيد عن ألف تريليون تصادم داخل "مصادم الهادرونات الكبير"، وجميع هؤلاء العلماء يستحقون التقدير على هذا الجهد الهائل . ومضت صحيفة الجارديان البريطانية في تقريرها " غير أن تلك هي أصغر مشكلات اللجنة ، فأغلب الظن أن الجائزة ستذهب إلى علماء نظريين اشتغلوا على نظرية كتل الجسيمات منذ 50 عاما مضت ؛ وهنا تكمن المشكلة " . وكان ستة من علماء الطبيعة قد نشروا هذه النظرية في غضون أربعة أشهر عام 1964، مستفيدين من نتائج توصل إليها آخرون ، كان البحث الأول قد تم نشره في شهر أغسطس أصدره "روبرت براوت" و"فرانسوا إنجليرت" في بروكسل، وقد توفي براوت عام 2011 ولا يمكن أن تمنح الجائزة بعد الوفاة . وكان الثاني في نشر الأبحاث هو "بيتر هيجز" حيث نشر ورقتين بحثيتين عن النظرية في سبتمبر وأكتوبر من عام 1964 ، وفي ورقته البحثية الثانية ، أثبت للمرة الأولى وبشكل قاطع أن النظرية تطلبت وجود جسيم جديد في الطبيعة أطلق عليه اسم "بوزون هيجز" كان ذلك في عام 1972، ولفت هذا الاكشتاف الأنظار لما أمد به العلماء من مادة ملموسة . وكان البحث الثالث الذي تم نشره في شهر نوفمبر من العام المذكور لمجموعة مكونة من ثلاثة علماء نظريين بينهم باحثان أمريكيان وعالم طبيعة بريطاني . وعليه ، فإن هناك على الأقل خمسة علماء أحياء يمكنهم المطالبة بالفوز بالجائزة، وإذا كان الجسيم "بوزون هيجز" تم اكتشافه في مختبر سرن فإن هيجز هو من يستحق التكريم ، تاركا وراءه اربعة من علماء الطبيعة يتصارعون على مقعدين ، "إنجليرت" نشر بحثه أولا ومن هنا تكمن صعوبة استبعاده ، وبهذا يبقى مقعد واحد شاغر ، لمن يكون ؟ هذا هو السؤال؟ . واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الجدل حول من يستحق الجائزة قد ثار بالفعل في عام 2010 حينما تقدم علماء طبيعة أمريكيين بشكوى احتجاجا على قرار منظمي مؤتمر باريس حول اكتشاف جسيم "بوزون هيجز" بإقتصار التكريم على هيجز وإنجليرت وبراوت وإغفال الآخرين.