عقد المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية المصرية للأمراض المتوطنة والمعدية والطفيليات على مدار يومين بالاسكندرية بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين في مجال الجهاز الهضمي من مصر والدول العربية وبعض الدول الأجنبية. وناقش المؤتمر علاج أمراض الكبد خاصة الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» وسرطان الكبد ومجال تصوير الكبد وتأثير وأهمية المعمل في تشخيص ومتابعة الحالات، كما ألقي المؤتمر الضوء على التحديات والأخطاء التي تواجه علاج فيروس «سي» في مصر. وأكد الدكتور حلمي أباظة - أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الاسكندرية ورئيس المؤتمر - أن مصر مازالت تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث معدلات الاصابة بفيروس «سي»، حيث أشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة الاصابة تصل الى 22٪ كما أكد التقرير أن الفيروس يصيب حوالي 165 الف شخص في مصر سنويا. وأضاف الدكتور حلمي أباظة: لقد ضاعفت وزارة الصحة جهودها خلال السنوات الماضية للقضاء على فيروس «سي» الذي يظل مشكلة قومية وقنبلة موقوتة لا يجب الاستهانة بها، فيجب أن يكون لهذا المرض أولوية قصوى لدى الحكومة الجديدة، كما نوصي الوزارة بضرورة إعادة تقسيم برنامج علاج فيروس «سي». ويقول الدكتور يسري طاهر - أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الاسكندرية ومقرر المؤتمر - بالرغم من معدلات الاصابة المؤسفة فإن نسبة الشفاء التام تصل الى 65٪ بالأدوية المعتمدة دولياً مما يمثل بارقة أمل تدعونا الى التفاؤل، ولذلك نناشد اساتذة الكبد والجهاز الهضمي باستخدام تلك الأدوية وعدم التسبب في انتظار المريض وتأخر بدء العلاج من أجل أدوية مازالت قيد التجربة ولم يتم التأكد من أنها تناسب المرضى المصريين. وأضاف الدكتور يسري طاهر من أمثلة تلك العقاقير مثبطات انزيم «البروتيز» والتي مازالت قيد التجربة ولم يتم بعد التأكد من فعاليتها في علاج مرض النوع الجيني الرابع الأكثر شيوعا في مصر، بالاضافة لآثارها الجانبية التي قد تهدد حياة المريض في بعض الأحيان ولا تستخدم هذه العقاقير إلا بالاضافة للعلاج الثاني الانترفيرون والريبافيرين لرفع نسبة الشفاء. ويتساءل الدكتور يسري طاهر عن 120 ألف مريض تم علاجهم بمراكز العلاج التابعة لوزارة الصحة من فيروس الكبد «سي» هؤلاء تم عمل عينة كبد لهم.. فما هى نتائج هذه العينات وما هو مدى تأثيرها في تحديد العلاج. فمن المعروف عالمياً أن عدداً قليلاً جداً من المرضى عالمياً يتم اجراء عينة كبد لهم ولظروف بحثية.. ولكنها موجودة ضمن البروتوكول الخاص بعلاج مرض فيروس «سي» في مصر على الرغم من أن ليس لها أي تأثير في تحديد المريض المناسب حيث يمكن تحديد المريض المناسب لتلقي العلاج بدون اللجوء الى عينة الكبد حيث توجد وسائل عديدة بالاضافة لتخفيض معاناة المريض. ويؤكد الدكتور يحيى الشاذلي - أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس - على ضرورة أن تشترط وزارة الصحة خضوع أي عقار جديد قبل تسجيل كافة الدراسات التي تثبت كفاءته طبقاً للمعايير العالمية لذلك يجب أن يكون العقار معتمداً من جهتين عالميتين على الأقل مثل منظمة الأغذية والأدوية الامريكية والوكالة الأوروبية للأدوية قبل تسجيله محلياً وذلك للتأكد التام من مطابقة جميع المعايير والشروط الأساسية في مراحل تطوير العقار. وطالب الدكتور جمال شيحة - أستاذ الجهاز الهضمي بكلية طب المنصورة ورئيس جمعية رعاية مرضى الكبد المصرية - وزارة الصحة بتوفير الأدوية المعتمدة والمتفق عليها دولياً فقط في علاج فيروس «سي» وتتمثل في العلاج المزدوج الانترفيرون والريبافيرين ويعد هذا العلاج الأمثل لحالات الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» المزمن خاصة للنوع الجيني الرابع. ويقول الدكتور هشام رأفت الخياط - أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس - لقد رأيت في انتخابات رئاسة الجمهورية وجود أكثر من مرشح مصاب بفيروس «سي» هذا الموضوع جعلني متفائلاً لأنني أرى أنه سوف يشعر بآلام المصريين وأوجاعهم لأن نهضة الامم تعتمد على ركيزتين الأمن ثم التعليم والصحة لذلك يجب أن تكون هناك سواسية في تلقي العلاج، وحذر الدكتور هشام الخياط من الادوية مجهولة المصدر لعلاج الفيروسات الكبدية لما تمثله من خطورة على صحة الانسان، كما نطالب بالرقابة الصارمة على المراكز الطبية الصغيرة التي تجرى عمليات صغيرة بدون اجراء عمليات تعقيم جيدة والوشم والتجميل كل هذا يصيب المواطنين ويجعل هناك أكثر من 165 ألف مريض يصابون بفيروس «سي» سنوياً. وفي نهاية المؤتمر خرجت توصيات مهمة لمواجهة التحديات والقضاء على المرض أهمها مناشدة أساتذة الكبد والجهاز الهضمي بعدم التسبب في انتظار المريض وتأخره عن تلقي العلاج من أجل أدوية مازالت قيد التجربة، ويناشد مريض فيروس «سي» ضرورة الابتعاد على العلاجات مجهولة المصدر أو التي لم تثبت فاعليتها وعدم تأجيل العلاج لانتظار أدوية مازالت قيد التجربة والبدء مبكراً في تلقي العلاج المعتمد دولياً حيث إن العلاج المبكر من أهم عوامل الشفاء. كما أوصى المؤتمر بالمزيد من حملات التوعية عن فيروس «سي» وتوعية المواطن المصري بأسباب المرض وأعراضه وأفضل طرق الوقاية وتشجيعه لاجراء فحص شامل للكشف المبكر عن المرض ومن ثم تيسير عملية العلاج.