عياد: دار الإفتاء تفتح أبوابها للتعاون مع المؤسسات الدينية في كازاخستان    القوى العاملة بجنوب سيناء تنظم ندوة لتعزيز الوعي بالقانون الجديد    أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 سبتمبر في بداية التعاملات    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 19 سبتمبر    محمد سعيد يكتب: وزارة الحرب    نجم الأهلي السابق يستعيد ذكريات الطفولة مع هدية مصطفى عبده    طقس اليوم الجمعة.. إنذار خاص للمصطافين    أصل الحكاية| سرقة الأسورة الملكية من المتحف المصري جريمة تهز الذاكرة الأثرية    لحظات رعب أعلى دائري قليوب.. تفحم سيارة ملاكي وميكروباص في حريق مروع| صور    درة التونسية تخطف الأنظار في حفل افتتاح مهرجان بورسعيد السينمائي    الأوبرا تحتضن الملتقى التاسع ل«أولادنا».. وصفاء أبو السعود تخطف الأضواء    مستشفيات جامعة المنوفية تنجح في إنقاذ حياة مريض وإزالة ورم ضخم بالرئة    أطاح ب 6 وزراء، تعديل وزاري في موريتانيا يشمل 11 حقيبة وزارية    أب يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته الثانية في جريمة مروّعة بالدقهلية    فلسطين.. الاحتلال ينسف مباني جديدة في المناطق الشمالية الشرقية لمدينة غزة    ياسر ريان: الزمالك قادر على الفوز بالدوري بشرط الاستمرارية.. وعمرو الجزار أفضل مدافع في مصر    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    دعاء الفجر|تعرف على دعاء النبي بعد صلاة الفجر وأهمية وفضل الدعاء في هذا التوقيت.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة    عاجل بالصور زيارة تاريخية.. ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، في رحاب معابد الأقصر    بمزج الكلاسيكي والحديث، عمرو دياب يتألق في حفل خاص على سفح الأهرامات (فيديو)    الصحفيين تكرم المتفوقين دراسيا من أبناء صحفيي فيتو (صور)    تغطية خاصة | مذبحة أطفال نبروه.. صرخات قطعت سكون الليل    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    فيدان: إسرائيل التهديد الأكبر على سوريا.. وأي عملية توسعية محتملة نتائجها الإقليمية ستكون كبيرة جدًا    هل يقضي نظام البكالوريا على الدروس الخصوصية؟.. خبير يُجيب    أمينة عرفي تتأهل إلى نهائي بطولة مصر الدولية للإسكواش    عاجل- صندوق الاستثمارات السعودي يضخ حزمة استثمارات كبرى في مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي بين القاهرة والرياض    نقيب الزراعيين: بورصة القطن رفعت الأسعار وشجعت الفلاحين على زيادة المساحات المزروعة    هيئة المسح الأمريكية: زلزال بقوة 7.8 درجة يضرب "كامتشاتكا" الروسية    موسم انفجار راشفورد؟ برشلونة يضرب نيوكاسل بهدفين    رسميًا.. الاتحاد السكندري يعلن إنهاء تعاقد أحمد سامي وإيقاف مستحقات اللاعبين    ميلونى: تدشين نفق للسكك الحديدية تحت جبال الألب يربط بين إيطاليا والنمسا    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    مصر والإمارات توقعان 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بقطاع الطيران المدني    محافظ قنا يناقش آليات تقنين أراضي الدولة والتعامل مع المتقاعسين    دينا الشربيني ل"معكم": تارا عماد نفذت مشاهد انتحارية في "درويش".. جريئة في الاكشن    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل ميرنا جميل داخل سيارتها والجمهور يعلق (صور)    بحضور الوزراء والسفراء ونجوم الفن.. السفارة المكسيكية بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال الوطني "صور"    الأسورة النادرة ساحت وناحت.. مجدي الجلاد: فضيحة تهدد التراث وكلنا سندفع الثمن    انخفاض سعر الذهب عيار 21 عشرجنيهات اليوم الجمعة في أسيوط    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    خليكي ذكية ووفري.. حضري عيش الفينو للمدرسة في المنزل أحلى من المخبز    أوفر وخالٍ من المواد الحافظة.. طريقة تجميد الخضار المشكل في البيت    رضا عبدالعال منفعلًا: «منهم لله اللي غرقوا الإسماعيلي»    4 أبراج «حظهم حلو مع كسوف الشمس 2025».. يشهدون أحداثًا مهمة ويجنون الثمار مهنيًا وعاطفيًا    شروط النجاح والرسوب والدور الثاني في النظام الجديد للثانوية العامة 2026-2025 (توزيع درجات المواد)    كسوف الشمس 2025 .. موعد أطول حدث فلكي وأماكن رؤيته    بمكونات متوفرة في البيت.. طريقة عمل الكيكة الهشة الطرية للانش بوكس المدرسة    بالصور.. جامعة الفيوم تكرم المتفوقين من أبناء أعضاء هيئة التدريس والإداريين    الشوربجى: اهتمام كبير برفع مستوى العنصر البشرى .. ودورات تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم كل ما تحتاج معرفته    "حافظوا على الحوائط".. رسالة مدير تعليم القاهرة للطلاب قبل العام الجديد    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : انتخابات الأمس واليوم؟؟؟    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ل"بوابة الوفد":
محمد مرسى وريث لحكام مصريين رفضوا أن يحنوا رءوسهم للأجنبى
نشر في الوفد يوم 01 - 07 - 2012

د. رفعت السعيد، المفكر اليسارى الكبير، رئيس حزب التجمع، أكد فى حواره ل «بوابة الوفد» بعد فوز د. محمد مرسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية: لابد من ضرورة تشكيل كتلة واسعة قوية تجمع كل القوى الوطنية الديمقراطية والليبرالية واليسارية والمسيحية والإسلامية وعلى الرئيس أن يوحد هذه القوى فى جبهة لحماية الدولة المدنية.
مطالباً الرئيس باحترام أحكام القضاء، خاصة حكم المحكمة الدستورية العليا ويذكره بأنه لم يوجد رئيس فى العالم إلا واحترم حكم المحكمة الدستورية فى بلاده، ولا يخضع لمن عبأهم فى التحرير حتى لا يكون كمن حضر العفريت ولم يستطع أن يصرفه!!
مؤكداً أن المهمة صعبة أمام الرئيس ولهذا على الجميع أن يساعده فى تذليل صعابها، وذلك بعد أن يطوى الرئيس صفحة الترشح ويبدأ صفحة الرئيس ويهدئ الخواطر حتى نبدأ فترة رئاسية هادئة وإلى نص الحوار..
هل تراجع الخوف على مدنية الدولة بعد فوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية؟
- الخوف لم يتراجع ربما تزايد لكننا لا نلقى العبء على أحد، بل نلقيه على أنفسنا، ود. «مرسى» فاز فى الانتخابات الرئاسية، وله كامل الحق فى أن نحترم هذا الفوز ونتعامل معه كرئيس لمصر، وعليه أن يدرك منذ اللحظة الأولى أن الفارق بين الفائز وغير الفائز هو 1.7٪ وهذه نسبة ضئيلة جداً، وتعنى أن قرابة نصف المواطنين لم يقولوا نعم للرئيس المتوج ومن ثم عليه أن يضع هذا الأمر فى الحسبان، كما قال إنه سيكون رئيس لكل المصريين، وعليه أن يعمل على كسب رضا الدائرة الأوسع من هؤلاء المتمثلين فى الإثنى عشر مليون وثلثمائة ألف صوت وهذه هى الحقيقة الأولى، ثم عليه أن يخلع ثياب المرشح وأن يلبس ثياب الرئيس، لأن المرشح من الممكن أن يبالغ أو يغازل أو يطالب ويعارض لكن الرئيس شىء آخر وبعيداً عن كل هذه الممارسات.
بمعنى؟
- بمعنى أن المهمة أمام الرئيس «مرسى» صعبة وعلى الجميع أن يساعده فى حل طلاسمها عن طريق تقديم الحلول والإرشاد إلى الطريق الصائب، وأيضاً بتشكيل كتلة واسعة قوية تستهدف تجميع كل القوى المصرية الوطنية والديمقراطية والليبرالية واليسارية، وعلى الرئيس أن يوحد كل هذه القوى فى جبهة تحمى الدولة المدنية وتفرض إرادة المواطنين فى حمايتها، خاصة حقوق المواطنة الكاملة والرجال كالنساء والمسلمين كالمسيحيين، والأغنياء كالفقراء وهكذا.
يوجد تخوف من عدم احترام المحكمة الدستورية العليا خاصة أن حكم المحكمة وصف بالقرار ورفض حل البرلمان؟
- هذه كانت تصرفات المرشح، ولكن بعدما أصبح د. محمد مرسى رئيساً لمصر عليه أن يلتزم بالدستور والقانون واحترام أحكام القضاء، خاصة حكم المحكمة الدستورية العليا ويتذكر أنه ما من رئيس فى العالم خالف حكم المحكمة الدستورية العليا.
ونتذكر أن «مبارك» على طغيانه وجبروته وفساده وإفساده إلا أنه أحنى رأسه احتراماً مرتين خلال 3 سنوات 87: 1990 إذا حكمت المحكمة الدستورية العليا بحل برلمان «مبارك» وبرلمان حزبه ونفذ على الفور حكم الدستورية العليا.
لكن يوجد معتصمون يرفضون حل البرلمان وحزب الحرية والعدالة الذى حشدهم بمباركة الرئيس الذى كان مرشحاً حينها؟
- نعم وهذه القضايا تنتمى إلى مبدأ تصرفات المرشح أى مرشح فى الدنيا يكون لديه رغبات وقدرات ونزعات ومحاولات للضغط على الطرف الآخر للتفوق عليه ولاكتساب جماهير للتصويت له وعلى هذا علينا أن نطوى صفحة الترشح، ونبدأ صفحة الرئيس، وعليه أيضاً أن يبدأ هو هذه الصفحة باحترام الدستور وأحكام القضاء وألا يخضع لمن هو عبأهم وألا يكون كمن حضر العفريت ولم يستطع أن يصرفه، لكن هذا سهل على الرئيس «مرسى» لأن معظم الموجودين فى الميدان من الإخوان المسلمين وهم يحتشدون على أساس مبدأ السمع والطاعة فإن انصرف الإخوان سيصبح الميدان فى الإمكان التصرف تجاهه.
ويوجد أزمة الثلاث لاءات التى تمسك بها المجلس العسكرى لا للتدخل فى شئون الدستورية العليا، ولا للرجوع عن حل البرلمان ولا للعودة عن المكمل الدستورى ورئيس الجمهورية يرفضها؟
- حالياً مصر أمامها طريق بإمكانها أن تسلكه هو طريق التفاهم والالتزام بأحكام الدستورية والدستور والقانون، ومحاولة إيجاد سبيل غير متصادم لإدارة شئون البلاد، ثم نقوم بإجراء انتخابات البرلمان، ود. محمد مرسى أصبح الرئيس فلن يقول: زوروا ضدى أو لم يزوروا وعلينا أن نعتمد أن العقل أساس العمل ونسعى نحو فترة رئاسية هادئة بدلاً من أن تكون صاخبة، وفى الفترة نفسها يوضع دستور يلبى مطالب المصريين جميعاً على قدم المساواة، وينبذ كل الأفكار التى تسعى إلى فرض تصورات أو تهيؤات مخالفة لفكرة الدولة المدنية، وينص فيه على احترام حقوق الإنسان وحريته وعلى حق الإبداع حرية الاعتقاد.
هل سيستمر الصراع المخيف على السلطة بين المجلس العسكرى والإخوان أم تراه انتهى بحسم الرئاسية لصالح جماعة الإخوان المسلمين؟
- هذا سيتوقف على مسلك الرئيس إذا التزم بالقانون والدستور واحترام أحكام القضاء.. أو العسكرى إذا نازع فى أحكام القضاء أو عطلها.. والأمر كله يتعين أن يحسب على أساس ما يمكن تسميته بالنوازع الاستعلائية من جانب الطرفين، وهذا يستدعى نوعاً من التفاهم والتفهم واحترام مصر، حمايتها من الطريق الوعر الذى قد تدفع إليه، وأن يعرف الرئيس أنه حائز على نسبة 51.7٪ وهذا لا يعيبه وكان من الممكن أن يفوز بصوت واحد ولا أحد ينازعه فى هذا الحق لكنه عليه أن يضع فى الاعتبار هذه الجمهرة التى صوتت ضده ويعمل على إرضائها وتهدئة مخاوفها ومشاعرها، لأنه لو لم يفعل هذا.. فإذا دخل فى نزاع مع المجلس العسكرى فكثير من هؤلاء سوف تقف ضده وهو ما لا نريده لأننا نريد تحولاً سلمياً للأمور بدلاً من أى تصادم.
لكن مؤيدى الرئيس يروا أنه رئيس بلا صلاحيات والآخرون يقولون جاهدنا حتى نلغى المادة 147 من الدستور التى تمنح الرئيس صلاحيات بلا حدود فكيف تحل هذه المعادلة؟
- لم يحدث أن «الإخوان» جاهدت أو نازعت فى المادة 147 لكن المهم أن تحول الوطن إلى ساحة الديمقراطية يحتاج إلى وقت، والتصادم غير المتعقل سيعطل مسيرة الديمقراطية، وأؤكد لو أن الكثيرين مختلفون مع الرئيس «مرسى» ومع حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين نعم يوجد الكثيرون مختلفون، ونحن معهم ولكن الكل يتفق مع مصر ولابد أن يكون العقل هو المتحكم فى تصرفات الجماعة والحزب والرئيس وأن يحاولوا جميعاً أن نتحاشى إهدار هذه الإنجازات بتصادمات مبكرة قد لا يعرف أحد إلا أين ستنتهى.
لكن الرئيس «مرسى» قدم تطمينات إلى الشعب المصرى بأن نوابه الثلاثة أو رئيس الوزراء ومعظم الوزراء يكونون من خارج حزب الحرية والعدالة؟
- قد يستطيع تعيين عشرة نواب فالدستور لا يعطى للنواب أية صلاحيات أو سلطة أو حتى مكتب، ورأينا الرئيس «عبدالناصر» كان لديه أكثر من نائب، ولم يكن لأحد منهم سلطة، والرئيس «السادات» عين «مبارك» وأعطى له سلطة الأمن القومى ولم يشعر به أحد فى غير ذلك، وقد يعين رئيس وزراء ليس من حزب الحرية والعدالة ويوجدالآلاف من المدنيين لا يشترط أن يكونوا أعضاء فى الإخوان وإنما يحبونها وتحبهم، ويميلون إليها وتميل إليهم أو يكونوا من الضعف حيث يقبلون المنصب زهواً وتمتعاً ويقبلون الضغط تملقاً ونفاقاً، إذن القضية ليست فى الاختيار المجسد إنما يتوقف على الأشخاص وممارساتهم ومواقفهم العملية.
وماذا عن تشكيل الجبهة الوطنية التى شكلها حزب الحرية والعدالة فى مواجهة المجلس العسكرى؟
- هذه الجبهة تشكلت من حزب الحرية والعدالة وعدد من الشخصيات التى لها كل الاحترام لكن لا أحد فيهم يستطيع أن تقول عنه إنه يمثل تياراً أو قوة بل هو واحد من تيار ولكنه مميز ومحترم، وكما قلت: المهم هو سلوك الشخص، وعلى الذين التفوا حول الرئيس «مرسى» فى هذه الجبهة أن ينسوها لأنه ليس شراً أن تعطيهم شيئاً فى التصرف العملى الآن، وأيضاً على الرئيس أن ينساها لأنه أصبح رئيساً وليست مهمته أن يتصادم مع هذا الطرف أو ذاك، وأيضاً لأن مصر أهم من أية محاولة لإرضاء هذا أو ذاك.
أهم التحديات الداخلية التى ستواجه الرئيس «محمد مرسى»؟
- التحديات هى أسلوب تصرفه مع المجلس العسكرى ثم الأمن وهذا شىء مهم، ثالثاً البناء الاقتصادى المتعثر والثلاثة عناصر مرتبطة ببعضها وأيضاً عليه أن يكف عن التهديد والوعيد.
وما التحديات الخارجية؟
- هذه التحديات تتحدد على أساس «اللى إيده فى المية مش زى اللى إيده فى النار»، وأحزاب المعارضة عادة ما تكون أيدها فى المية!! لكن الإخوان المسلمين عموماً كانت إيدها فى المية المثلجة، وكانت تصدر شعارات وبيانات والتزامات تجاه القوى الإقليمية مثل «حماس» و«حزب الله» و«إيران» وكل هذا الآن لابد أن يتم مراجعته على أساس عقلانية الرئيس ومكانة مصر ومصالحها من المنطقة.
البعض اعتقد أن أمريكا لها دور فيما حدث، خاصة بعد تدخل وزيرة الخارجية والسفيرة الأمريكيتين، ومطالبتهما المجلس العسكرى بتسليم السلطة للدكتور محمد مرسى؟
- نحن الحزب الأول الذى التقط هذا التصريح منذ اللحظة الأولى وأصدر بياناً أدان التصريح والتدخل الأجنبى وتحديداً تدخل «البنتاجون»، وقد نتفهم تصريح الخارجية الأمريكية ونعتبره تدخل «سمج» لكن «البنتاجون» شىء آخر، وطالبت د. «مرسى» عندما كان مرشحاً أن يعلن استنكاره لهذا التدخل وللأسف لم يحدث ولكن فى بيانه الرئاسى، قال كلاماً مصاغاً صياغة غير محكمة فى هذا الشأن، وهو كلام يريد به أن يتهرب من المواجهة، مع إنه وريث لحكام مصريين أبوا أن يحنوا رءوسهم للأجنبى.
هو الآن رئيس لمصر وليس مرشحاً أو معارضاً وتصريحاته ستحسب على مصر؟
- أتذكر الآن حجاج الخضرى، قائد الثورة المصرية ضد الحملة الفرنسية فى بولاق فأرسل «كليبر» خطاباً ل«حجاج» ليساومه فوقف فى جموع المصريين، وقال: أتانا كتاب من الكلب فأبيناه وخاض معركة عنيفة والتى أطلق عليها الانتفاضة الثانية للمصريين ضد الاحتلال الفرنسى، وأنا لا أطالب بمثل هذه التصريحات العنيفة، ولكنى أقول: د. «مرسى» وريث لمواقف كهذه مواقف أحمد عرابى ومحمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس وعبدالناصر وهكذا فهو ملزم أن يكون مثلهم طالما أصبح رئيساً لمصر، وهو مؤهل لأن يفعل ذلك إن أراد وسيقف الشعب بجانبه ويؤيده.
كيف ستكون علاقة الإخوان المسلمين بالأمريكان خاصة أنها بنت جزءاً كبيراً من شعبيتها من الهجوم على أمريكا وإسرائيل؟
- الإخوان المسلمون دائماً كانت تلجأ إلى السلاح الفكرى، ولعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت والشيطان والآخر والكافر والحاكم المتجبر أى شىء من هذا القبيل، ودائماً كانت تحقق فائدة من هذه اللعبة، وتكسب من المصالح المشتركة، فإن تناقضت تناقضوا، وبالتالى هم كانوا على علاقة وثيقة بالإنجليز لفترة وفترة أخرى مع الألمان وعام 45 كانت لهم علاقة بالأمريكان واستمرت هذه العلاقة لفترة طويلة وهذا لا يخترعه أحد على الإخوان المسلمين، لأن الكل يعلم أن وثائق الخارجية الأمريكية والCIA والمراسلات يفرج عنها بعد كل فترة وتوضع فى مكتبة الكونجرس فى ملفات يطلق عليها اللجنة الفرعية رقم «5»، فى لجنة العلاقات الخارجية، وعلى أية حال هذا يمكن أن نسميه الماضى، لأن وجود العلاقات الآن أمر طبيعى والمهم أن تتم علناً بعد أن كانت تتم سراً، ونحن لا نتعقب ماذا دار بينهما، ولكن فى النهاية العلاقات تكون معلنة ومفتوحة، ولا ينكرها أحد، وإن كان بعد فترة سيخرج تصريح ما فيرد عليه الإخوان، قائلين: لا لم نقل هذا، والرجل غير صادق وتمر الأحداث وهذه هى الإخوان.
ألا ترى أن بعض الشخصيات حول الرئيس «مرسى» أهانت الشعب المصرى.. فكيف يتعامل معهم الآن؟
- نعم وهؤلاء مثل الذخيرة الفاسدة تمسكها بيدك وتلقيها على الخصم فتصيب من تؤيده وعليه أن يلقى بهذه العباءة بعيداً عن بدلة الرئيس وهؤلاء يعرفهم الشعب المصرى بالاسم، ولكنى لا أريد أن أهين أحداً، وهذه الإساءة كانت بحجة أنها تؤيد الدكتور «مرسى» وقالوا تصريحات لا يمكن أن يقبلها الرئيس الآن، مثل عمل وحدة عربية وعاصمتها القدس مع أن من قال هذا لا يملك، ولا حتى الرئيس يملك هذا وبالتالى علينا أن نطوى صفحة الترشح وأن نأخذ فى الاعتبار أن الشعب المصرى بما فيه نحن ليس لديه ثقافة الانتخابات الرئاسية، ولا ثقافة الترشح ولا ثقافة التعامل بين الأطراف المختلفة خلال الترشح، وهذه الثقافة تكتسب فى الانتخابات المقبلة، هذا إن أجريت انتخابات رئاسية مرة أخرى فى مصر.
ظاهرة التهديدات والإنذارات التى أطلقت فى حال عدم فوز د. «مرسى» هل أخذها المجتمع مأخذ الجد أم لم يضعها فى الحسبان؟
- هى فى رأيى تهديدات كانت تهديدات غير صائبة وأخذها المجتمع مأخذ الجد، وحتى الآن البعض وأنا لا أوافقهم يتصورون أن النتيجة تم تغييرها خوفاً من تهديدات «مرسى» ولا نوافق على هذا التفسير، ولكن التهديدات وضعت الرئيس فى وضع صعب الآن وعليه أن يهدئ الخواطر وأن يتعامل مع المصريين بطريقة خالية من مثل هذه التهديدات، ونرجو أن يتعامل بالحكمة الواجبة فلسنا فى زائير أو بوركينا فاسو، وأن نبدأ مرحلة جديدة، وليدرك أن أكثر اثنى عشر مليوناً من الأنفس رفضته وعليه أن يتقبل منها كل نقد أو رفض يأتى بطريقة سلمية، وأن يكون قادراً على أن يكتسب منها ما يمكن أن يكتسبه بحسن تصرفه وحكمته يجب أن تفترض فى الرئيس المصرى ولم تكن مفترضة من قبل فى المرشح الذى لابد وأن يختلف عن الرئيس فى تصرفاته وتصريحاته.
لك مقولة بأن الإخوان المسلمين أقزام أمام فكر الإمام حسن البنا هل مازلت تصر عليها؟
- هم لا يتخيلون أن الجماعة ارتكبت خطأ ما، أو أن ثمة فكرة أتت إلى رأس حسن البنا وكانت خاطئة، فهم يسمونه الإمام الروحانى وأيضاً الإخوان لا يعتذرون ولا يخطئون أبداً ولا يعرفون النقد أو المراجعة، وأذكر أننى كنت فى برنامج تليفزيونى على الهواء مع أحد قادة الإخوان وسألته: هل «البنا» معصوم؟ فقال: أعوذ بالله.. فقلت إذن ممكن أن يخطئ؟ فقال نعم.. فأكملت هل يمكن أن تقول جملة ما لدى «البنا» خاطئة وتعتذر عنها؟ فتوقف مفكراً وقال طبعاً.. فقلت لمشاهدى يا سادة هذا الرجل سيأخذونه غداً ويمدوه على رجليه وضحكنا!! وثانى يوم اتصل بى معاتباً وقال: لقد ورطتنى والناس غضبانين منى، فما أقصده هم لديهم حالة من الولاء لفكر حسن البنا أياً كان و«البنا» قال عبارة فى أول برنامج للجماعة ومازالت تسيطر عليهم وهى «هذا المنهاج كله من الإسلام. وكل نقص منه هو نقص من الإسلام ذاته»، إذن أى أحد يرى أن هذه الجملة خاطئة، فهم يرونه أنه يرى الإسلام خطأ.. وإذا قال أحد أن البرنامج الخاص بهم فيه نقص فحينها يقصد أن الإسلام ناقص!! فرسخ فى ذهنهم أنهم حراس السماء وهم أصحاب صحيح الإسلام ولا يوجد أية إمكانية لأحد أن يختلف ويخالف مع ما يقولونه فى حين أن الأئمة الأربعة لم يكونوا هكذا.. والإمام «أحمد» وقف أمام قبر الرسول، وقال: كل إنسان يأخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر.
الإخوان المسلمين لم يقبلوا نقداً أو مراجعة لأفكارهم فهل سيتقبلون هذا بعد وصولهم للبرلمان والرئاسة؟
- ربما إذا ما خلعوا رداء هذا الفكر الجامد الذى يحتاج إلى التجديد التزاماً بالحديث الشريف «إن الله يبعث على رأس كل مائة من السنين لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها»، وبالتالى قد يعترفون أن تجديد أمر الدين مسألة مفروضة ومفترضة وسنة عن الرسول، ولكنهم يعملون شيئاً آخر بأن يراكموا المواقف جوار بعضها البعض بمعنى يقولون 2 + 2 = 4 و2 + 2 = 6 و2 + 2 = 1، ويتركون المواقف كما هى وإذا احتاج الموقف إلى أى نتيجة مما أعلنوها، قالوا: ما هو إحنا قلنا هذا من زمان، وهم يلتزمون بهذا طوال تاريخهم، ويعتمدون على الذاكرة البشرية الضعيفة.
معنى هذا سيصرون على مشروع الخلافة وقد ظهرت بعض التصريحات عن الإمارة والخلافة من قياداتهم؟
- مشروع الخلافة وهم كبير وأعتقد أنه سيظل شعاراً للإخوان طوال العمر ولمن يريد أن يعيش فى الوهم، ولا يمكن أن يكون للمسلمين إلا خليفة واحد، وهذا الخليفة من قال إنه الرئيس المصرى وهل سيكون خليفة على إندونيسيا وماليزيا وجيبوتى، وعلى المسلمين فى أوروبا؟!! وهل سيفرض عليهم البيعة؟! لأنهم يقولون من مات وليس فى عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية، وإذا بايعه مسلم أوروبى فماذا سيكون وضعه فى دولته؟! فهذا يضع المسلمين فى مأزق حقيقى.. والخلافة تأتى على أساس البيعة فهل ستتم انتخابات للبيعة على مستوى العالم؟ وعلى مسلمى العالم أن يبايعوا.. وتوجد خلافات مبدئية فى فهم الإسلام فجماعة الإخوان المسلمين مازالت ترى عدم جواز تولى المرأة للولاية العظمى، و80٪ من مسلمى العالم فى إندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وهذه الدول تولت المرأة فيها الولاية العظمى.. فكيف يحكم الخليفة القادم على أساس ال80٪ أم ال2٪ المسلمين فى مصر؟ وماذا سيكون الموقف من الأقباط؟.. فعلينا أن نبنى مصر أولاً لأن الخلافة مسألة ملتبسة ويوجد العشرات من الفقهاء هاجموا فكرة الخلافة وقالوا إنها سبب ضياع الإسلام والمسلمين لأنها تحولت إلى ملك عضوض.
اللجنة التأسيسية الثانية للدستور هل تختلف عن اللجنة الأولى التى أبطلتها المحكمة الدستورية؟
- اللجنة الثانية هى نسخة طبق الأصل وأسوأ من اللجنة التأسيسية الأولى، وهذا يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين لا تتغير كثيراً فى أفكارهم مع إننا اتفقنا على غير هذا، ولكن فى النهاية هم نفذوا ما يريدون.
الإخوان تركت العنف منذ 1954 ولكن ظهرت بعض الأصوات أعلنت عن أنهار من الدم ثم تراجعوا وقالوا لن نلجأ إلى العنف لو لم يفز د. «مرسى» فمتى يتم التوقف عن التلاعب بالتصريحات؟
- ليس صحيحاً أن الإخوان توقفت عن العنف عام 1954 بل عام 1965 كانت آخر عمليات عنف مفترضة على يد المرحوم الأستاذ سيد قطب والإخوان بها جهاز خاص ربما يكون مسلحاً فلا أحد يعرف، لكنه لا يستخدم الآن.. والتهديد والترويع والذى قيل، كان تهديداً ورأينا مشكلة فى مسيرة ميليشيات الأزهر، والتى كانت محاولة عبثية لإظهار بعض القوة، لكن القضية الأكثر عمقاً هى إلغاء التصريحات المختلفة، ثم اللجوء إلى أحد التصريحات عند الاحتياج إليه، ثم يقولون نحن قلنا ذلك من قبل.
هل د. «رفعت» يثق فى الإخوان بعد أن وثقت فيها بعض القوى الثورية؟
- قضية الثقة من عدمها تنتمى إلى دراسة الممارسات التى سيقومون بها، ويمكن أن تتغير هذه الثقة لو تغيرت الممارسات، ولكن الرؤية حتى الآن لا توحى بأن الممارسات تغيرت، ربما يغير الرئيس «مرسى» هذه الممارسات وهنا نتدارس الأمر ونرى هل يمكن أن توجد الثقة أم لا.
حرية الإبداع والتفكير هل من الممكن أن يتم التضييق عليها؟
- هذا سيتوقف على مدى ذكاء القائمين على الأمر، لأنهم من الجائز أن يقولوا هذا مخالف للشريعة ولابد من ارتداء الملابس الفضفاضة للممثلات فى الأفلام، وهذه أمور شكلية، ولكن التمسك بالشكل فى مثل هذه الأشياء يهدد حرية الإبداع مع أن الإبداع ليس له وطن، وعندما ضاقت الأمور بالمبدعين المصريين فى عهد الرئيس «عبدالناصر» كانت الأفلام تنتج فى لبنان وهذا قد يحدث إذا تم التضييق، وأيضاً سنسجلها ونشاهدها.
ماذا تقول لأقباط مصر بعدما تقابل الرئيس «مرسى» مع بعض الآباء والقساوسة وطمأنهم؟
- أقول لهم كونوا جزءاً من النضال المصرى الوطنى الليبرالى الديمقراطى ووجودكم حتمى وضرورى لأنه بإمكانه أن يحمى مصر.. أما الخوف منزوع الدسم أو التردد أو التفكير فى مغادرة البلاد لا أعتقد أنه الموقف الصحيح وإنما الموقف النضالى المصرى الصحيح هو المشاركة بكل قوة فى جبهة وطنية ديمقراطية ليبرالية يسارية تقدمية مسيحية مسلمة واسعة تحمى الدولة المدنية.
ماذا يقلق د. رفعت السعيد؟
- يقلقنى أننا نتعثر فى تأسيس وحدتنا وبعض الأطراف مازالت تلعب مناورات صغيرة على أمل أن تكسب مكاسب صغيرة، مع أنها لا تأتى فى معظم الأحيان، وحتى إن أتت المكاسب فهى لا تساوى أن نراهن على مصير مصر.
مصر رايحة على فين؟
- إذا استقرت الأمور ستتجه إلى دولة إخوانية، وإذا لم تستقر الأمور فذاهبة إلى جهنم!! بسبب الصراع على السلطة.
كيفية المحافظة على هوية مصر؟
- بتوحيد كل القوى الوطنية معاً وحينها نستطيع أن نحمى حرية الاعتقاد والفكر والتعبير والدولة المدنية بكل خصائصها التى تحدثنا عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.