قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن الاحتجاجات الاخيرة فى العاصمة السودانية الخرطوم تختلف عن سابقتها وتؤكد أن السودان تحتاج إلى ثورة حقيقية. وأضافت أن مجموعات صغيرة من المحتجين بدأوا ينتشرون فى مناطق مختلفة فى الخرطوم ويرهقون قوات الأمن التى بدأت فى الاختفاء من بعض المناطق. وأكدت أن موجة من الاحتجاجات تنشر فى مناطق (ودنوباوى ) و(بحرى) و( الجبرا) و(القلقلة ) و(ام بدا ) ووصلت الى شارع على الميرغنى بالعاصمة . وحاولت المجلة توضيح مايحدث وتطوراته مشيرة الى أن رفع الدعم آخر مايمكن للسودانيين أن يتحملوه بعدما شهدوا عقدا كارثيا بداية بالوضع الإنسانى المزرى فى دارفور ومرورا بحملة التطهير العرقى ضد شعب النوبة الى الاشتباكات الدموية على الحدود التى أدت الى انفصال الجنوب والشمال وفقد اكثر من 200 ألف حياتهم وهجر 2 مليون من دارفور إضافة الى مقتل الآلاف على الحدود فى الصراع بين شطرى السودان . وقالت المجلة إن الصراع الحالى هو صراع بين الشعب السودانى وعمر البشير الذى اغتصب الحكم فى انقلاب عسكرى وليس كما دأب أن يروج النظام صراعا بين المسلمين والمسيحيين او بين العرب والأفارقة . وأكدت ان القمع بلغ ذروته فى السودان مستشهدة بحادثة اغتصاب (صفية ايشاك ) عضوة فى حركة ( جريفنا ) للمقاومة الشبابية والتى شاركت فى مظاهرات 2011 تعبيرا عن التضامن مع تونس ومصر فاعتقلت وتعرضت للاغتصاب 3 مرات على يد ضباط مخابرات وأمن تابعين للبشير. وقالت إن نظام بشير الاسلامى الذى انتزع السلطة فى 30 يونيو 1989 فى انقلاب عسكرى استقبل اسامة بن لادن فى بداية التسعينيات ووصل بالبلاد الى وضع اقتصادى بالغ السوء بعد أن فقدت 70 % من مخزونها النفطى بعد انفصال الجنوب. المجلة أكدت على أن الاحتجاجات مختلفة عن سابقاتها فى أى وقت مضى وأنها تطالب بإسقاط البشير .