بدأ العد التنازلي لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو حتي 19 يوليو، وتستعرض "بوابة الوفد" أبرز ملامح المنتخبات المتأهلة إلى البطولة الأفريقية. جنوب أفريقيا: دولة تقع في الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا، ويحدها كل من ناميبيا، بوتسوانا، زيمبابوي، موزمبيق وسوازيلاند، وتحتل جنوب أفريقيا الترتيب ال25 في العالم من حيث مساحة الأرض. عدد سكان جنوب أفريقيا حسب إحصائيات عام 2017، وصل إلى 56.72 مليون، ويتحدث سكانها لغتين رسميتين هما اللغة الأفريقانية، واللغة الإنجليزية، إضافة إلى بعض اللغات المحلية كلغة الزولوية، ولغة السوتية الجنوبية، ولغة السوتية الشمالية، ولغة السوازية، وغيرها من اللغات. كما يتألف المجتمع السكاني في جنوب أفريقيا إلى مموعات عرقية متعددة، فهي تضم الأفريقيين السود والبيض والآسيويين والهنود، إضافة لنسب قليلة من الجنسيات الأخرى. وتعد جنوب أفريقيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضم ثلاث عواصم هي: العاصمة العمومية، وهي مدينة بريتوريا، العاصمة القضائية تمثلها مدينة بلومفونتين، إضافة إلى العاصمة التشريعية التي تمثلها مدينة كيب تاون. علم جنوب أفريقيا: في مارس 1994، تم اعتماد العلم الحالي لجنوب أفريقيا، ليحل محل العالم السابق الذي ارتبط بتاريخ الدولة مع الإنجليز، ويحمل العلم ستة ألوان ترمز إلى اختلاف الميول السياسية في البلاد، كما أنها ترمز إلى الموارد الطبيعية للدولة. أزمة العنصرية في جنوب أفريقيا: بدأ ظهور العنصرية في جنوب أفريقيا مع قدوم الأوروبيين إليها في عام 1652، حينما بدأوا بالتواجد من أجل حماية مصالح شركة الهندالشرقية الهولندية، وإقامة محطة فى كيب تاون لتموين السفن، وقاموا بإنشاء أسوار عالية لإبعادهم عن أصحاب الارض من الأفارقة. ثم توسع الاستيطان الأبيض، وهاجر إلى هذه البقعة الأفريقية الكثير من البشر، وبدأوا نشاط الزراعة ثم الرعى بعد ذلك، ومعظم الوافدين إلى البلاد كانوا من أصول هولندية، ثم برتغالية وإنجليزية بعد ذلك، وكونوا قومية جديدة عرفت بالقومية الأفريكانية وتحدثوا بلغة الأفريكانز، وهى لغة خليط بين اللغات المحلية الأفريقية والهولندية. واحتاجوا إلى العمالة لدعم نشاطهم الزراعي والرعوي، فبدأوا باللجوء للعمالة الأسيوية، من الهند وباكستان والشرق الأقصى بصفة خاصة، لتبدأ علمليات استيطان الأراضي الأفريقية من المستوطنون في ولندا الذين عرفوا باسم مزارعى البوير، لتقرر إنجلترا التدخل في البلاد لمحاولة التوفيق بين الأفارقة والبوير، ولكن الوفاق بين البوير والإنجليز لم يدم، وعمدوا إلى الهروب للداخل فيما عرف بالهجرة الكبرى حتى انتهوا إلى تكوين مستعمرة "الناتال"، ثم "الأورانج" و"الترانسيفال"، مع اكتشاف الذهب والألماس ظل الصراع ممتدا على الثروات الأفريقية. وفي عام 1948 وصل الحزب الوطني البويري للسطلة ليبدأ تطبيق سياسة "الأبارتهيد" أي التفرقة العنصرية بشكل قانونى ومؤسسى، ومنع السود من العمل في العديد من الأعمال، باستثناء أعمال محدودة أقل شأنا من البيض. كما تم حرمان السكان الأصليين لجنوب أفريقيا من حق الانتخاب والملكية، وانعدام المساواة بينهم وبين البيض في تقاضي الأجور، وعزلهم من المساكن وأماكن العمل والمدارس، لتعيش البلاد في أسوأ انواع التمييز العنصري، وهو ما جعل الأمم المتحدة تتخذ قرارات لمقاطعة جنوب أفريقيا وقاطعتها العديد من الدول، بسبب العنصرية المتبعة. بل أن جنوب أفريقيا تم حرمانها بذلك الوقت من المشاركة في كأس العالم، أو كأس الأمم الأفريقية، بسبب نظام الفصل العنصري، كما تم رفض السماح لجنوب أفريقيا المشاركة في تصفيات البطولة الأفريقية، بسبب إقناع النظام العنصري بعدم مشاركة السود في البطولة، وانتهاكات لحقوق الإنسان، وكانت جنوب أفريقيا معزولة دوليا، خاصة في المشاركات الرياضية كافة. وظلت جنوب أفريقيا تعاني فترة طويلة من التمييز العنصري، وتشكلت حركة مناهضة سياسات التميز العنصري في جنوب أفريقيا، وتم تنظيم العديد من أساليب المواجهة السلمية، وظهرت عدة شخصيات محاولة الانتصار للأفارقة السود، ويعد أبرزهم نيلسون مانديلا الذي يعد أول رئيس أسود يتولى منصب رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، بعد أول انتخابات ديمقراطية تم إجراؤها بالبلاد، وبعد معاناته الطويلة وراء القضبان من أجل تحرير جنوب أفريقيا من قيود سياسة الأبارتيد. اقتصاد جنوب أفريقيا: تعد جنوب أفريقيا صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا، وأكثره تطورا، كما أن مستوى الحياة في جنوب أفريقيا لا يقل عن أووبا، ولكنه أقل تكلفة إلى الربع في كل شيء، من التعليم والسكن إلى البنية التحتية. وسهم الوضع المستقر في جنوب أفريقيا، في أن تصبح وجهة مميزة للاستثمار العربي والسياحة العربية كونها توفر مزايا لا تتواجد في أوروبا أو أمريكا، من حيث سهولة الحصول على الأرض، ووفرة البنية التحتية التي تضاهي ما يتواجد في البلاد الغربية. مميزات جنوب أفريقيا: تتميز جنوب أفريقيا بمناخات متنوعة، ففي إقليم الكاب الغربي المطل على المحيط الأطلسي يوجد مناخ البحر الأبيض المتوسط، وفي إقليم الناتال الواقع غربا على ساحل المحيط الهندي يسود المناخ الاستوائي، بينما يسود المناخ المداري في الوسط والشمال والمناخ الصحراوي في شمال غرب البلاد. ويسهم هذا التنوع المناخي في جعل لكل منطقة مميزات خاصة بها، وتسهم في جذب عدة أنواع من السياح، فجنوب أفريقيا تجذب سنويًا مئات الآلاف من السياح. كما تتميز جنوب أفريقيا بكونها زاخرة بالآثار والتحف المتبقية من الإنسان الأول، فقد عثر علماء الآثار على بعض من أقدم الآثار البشرية في جنوب أفريقيا التي غالبا ما يطلق عليها اسم "مهد البشرية". كما تشتهر جنوب أفريقيا كذلك بنظامها التعليمي المعترف به عالميًا، حيث تشغل أغلب جامعات البلاد مواقع متقدمة في التصنيف السنوي لأفضل 500 جامعة عالمية. وسهمت كل مميزات جنوب أفريقيا سواء مناخها، أو موقعها أو مكانتها العلمية في أن تصبح من أكبر مراكز التمثيل الدبلوماسي في العالم. الرياضة في جنوب أفريقيا: تختلف جنوب أفريقيا في كونها تشتهر في مجال الرياضة، بسبب فريقها لرياضة الركبي، وذلك بفضل تفوقه الكبير بتلك اللعبة، حيث تمكن من الفوز بكأس العالم مرتين بعامي 1995 و2007. ولاعبا جنوب أفريقيا بيرسي مونجومري، وبرايان هابانا يعتبران من أفضل اللاعبان في لعبة الركبي، وفقا للترتيب العالمي. منتخب جنوب أفريقيا: تأسس اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم في عام 1932 وانضم إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم في 1992، وانضم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بنفس العام. وغاب منتخب جنوب أفريقيا فترة طويلة عن المشاركات الدولية أو الأفريقية، بسبب أزمة العنصرية، وحظره من المشاركة في البطولات بشكل تام، حيث لم يتمكن من المشاركة بأي تصفيات حتى نهاية الفصل العنصري، ليكون أول ظهور له في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم بعام 1994، ولكنه فشل في التأهل. وتعد الفترة الذهبية لمنتخب جنوب أفريقيا منذ عام 1996 حتى عام 2000، حيث احتل المركز ال16 في التصنيف العالم للفيفا كأفضل تصنيف له على الإطلاق، وذلك بعد أن تمكن من المشاركة في 96 في أول بطولة كأس أمم أفريقية التي تم تنظيمها على أرضه، وحصد اللقب في نهايتها على حساب المنتخب التونسي بهدفين مقابل هدف. وواصل منتخب جنوب أفريقيا مشاركته في البطولة الأفريقية، ووصل إلى نهائي 98 في بوركينا فاسو، ولكنه اصطدم بمنتخب مصر الذي نال اللقب، ليكتفي منتخب البافانا بافانا بالوصافة. وفي نسخة 2000 شارك بقوة ليصل إلى المربع الذهبي، ولكنه تلقى الهزيمة في نصف النهائي من المنتخب النيجيري، قبل أن يتمكن من حصد المركز الثالث على حساب منتخب تونس بركلات الجزاء التريجيحة، ونال الجنوب أفريقى بارتليت لقب هداف البطولة ب5 أهداف. بعد ذلك لم تتخطى مشاركات جنوب أفريقيا دور ربع النهائي، وأحيانا دور المجموعات، وغابت عن المشاركة في البطولة الأخيرة. وشارك منتخب جنوب أفريقيا لأول مرة في تصفيات كأس العالم لمونديال 94، ولكنه فشل في التأهل، وفي النسخة التالية فرنسا 98، تمكن من التأهل للمرة الأولى، ولكنه خرج من دور المجموعات دون تحقيق أي انتصار، وتمكن من التعادل مع السعودية الدانمارك، وتلقى الهزيمة من فرنسا. ثم واصل مشاركاته في كأس العالم، ليتأهل لنسخة 2002 بكوريا واليابان، وكان قريب من تخطي دور المجموعات بعد الفوز على سلوفينيا والتعادل مع باراجواي، ولكنه ودع البطولة مبكرا بفارق الأهداف فقط. وفي 2010 شارك منتخب جنوب أفريقيا في كأس العالم بصفته البلد المستضيف للبطولة، ورغم خروجه من دور المجموعات إلا أنها كانت تعد أفضل مشاركة للمنتخب في المونديال، وتمكن من تقديم أداء مشرف، حيث فاز على فرنسا وصيف بطل 2006، وتعادل مع المكسيك، وتلقى الهزيمة من أوروجواي، لتكون تلك آخر مشاركاته في البطولة. وشارك منتخب جنوب أفريقيا في بطولة كأس القارات في 2009، وتمكن من تحقيق المركز الرابع. ويسعى البافانا بافانا بقيادة مدربه الوطني جوردون إيجسوند، لتسجيل مشاركة إيجابية في بطولة كأس الأمم الأفريقية في النسخة المقبلة، بعد تخطيه التصفيات محتلا وصافة المجموعة خلف المنتخب النيجيري. ويحل منتخب جنوب أفريقيا المستوى الثالث في تصنيف المنتخبات المتأهلة للبطولة، باحثا عن إنجاز بعد غياب عن النسخة الماضية في الجابون والخروج المبكر من النسخة التي سبقتها في غينيا الاستوائية، محاولا استعادة أمجاد نسخة 96 وما تلاها.