كنت أختلق الأحاديث فى أى شىء حتى أسمع صوتها ليلًا أو نهارًا أما هى فكانت تقترب أحياناً وتبتعد كثيرًا. كانت لا تهتم بى إلا حين شعورها بالفراغ رتبت لكل شىء ورسمت أحلامى الجديدة لها وحدها. هنا سنعيش... وهناك سنسافر.. دائمًا كانت تقول لى ليتنى قابلتك منذ البداية وأكملت العمر معك حتى النهاية. واقترب يوم لقائنا فى بيتنا الجديد الذى أعددته بدمى وبقلبى قبل كل شىء.. ووفرت له من حنانى ووقتى وعمرى حتى لا تشعر فيه بلحظة غربة. أمسكت هاتفى وحدثتها فإذا بها لا تجيب. كان صوتًا آخر هو من يرد على تساؤلاتى بكلمات بسيطة قتَلَتنى.. ركبت سيارتى وذهبت إليها.. وكأننى أرى مخلوقة أخرى ترسم سعادة على وجهها وتسير إلى جواره مرتدية فستان أبيض. وتجلس مع من ستكمل معه حياتها أيقنت ساعتها أن مقعدى إلى جوارها لم يكن إلا مجرد مقعد احتياطى