عقدت المائدة المستديرة الثالثة من المؤتمر العلمي السادس للشباب الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان "شباب أفريقيا بين الواقع والمأمول" بقصر ثقافة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر الذي انتهى اليوم 9 أبريل الجاري. وجاءت المائدة تحت عنوان "السينما في أفريقيا" برئاسة د. أشرف عبدالهادي باحث بكلية الدراسات الأفريقية، والمخرج السينمائي والتلفزيوني، ومشاركة د. علياء الحسين، د. سحر محمد إبراهيم، د. محمد أمين، أماني فاروق. تحدث الدكتور أشرف عبدالهادي عن السينما والتغيير الثقافي لدى الشباب، وأهمية الصورة التي تقدمها السينما في إظهار الصورة الحقيقة لأفريقيا بعيدا عن الصورة السلبية المصدرة، ليتحدث عن تجربة نيجيريا في إنتاجها السنوي لتضرب رقم كبير في العائد المادي عام 2017 تقريبا حوالي "540 مليون دولار" رغم قلة الإمكانات والموضوعات. وذكر الاختلافات بين مدن صناعة السينما الأمريكية والهندية والأفريقية، ليبرز تساؤلات مهمة حول هل المقصود من السينما الأفريقية أنها هي الأفلام التي تم تصويرها في أفريقيا؟، أم الأفلام التي تتحدث عن أفريقيا؟، وأنه لا يخفي أن الهدف الاستعماري كان في الباديات يظهر سكان أفريقيا بمظهر سلبي، حتى بدأت السينما في بداية التسعينيات تستقل مع نضج حركات التحرر من الاستعمار. وهنا يأتي دور الأنثروبولوجيون لتقديم الصورة الحقيقة لتلك الشعوب العظيمة لما لها من تراث روحي وثقافي زاخر بكل أشكال الجمال والإنسانية، وإعادة صناعة الصورة الذهنية المقدمة عن أفريقيا برغم غياب مصادر التمويل ووجود خطة واضحة لنهضة تلك السينما. وركزت الدكتورة سحر محمد إبراهيم في حديثها عن تأثير السينما في تشكيل فكر ووعي الأفارقة في رسم صور العالم الخارجي البعيد عن ثقافته وبيئته، فهي اللغة السريعة للتواصل ونقل الثقافات بين المجتمعات المختلفة، ودور السينما في الترويج لتلك الاختلافات والتعريف بالثقافات الأفريقية وقيمها المتنوعة، مؤكدة دور السينما في تغير المجتمعات، ومناقشة القضايا الحقيقة للمجتمعات حتى أنها سهمت في تغيير بعض القوانين في بعض البلدان. وتناولت الدكتورة علياء الحسين الحديث عن أهمية أن تكون السينما الأفريقية مساهمة في نشر ثقافتها، وألا ستظل مُستقبل للثقافات الأخرى دون خروج ثقافتهم إلى المجتمعات الأخرى، مشيرا إلى أهمية السينما في تغيير صورة الواقع الأفريقي والمرأة الأفريقية خاصة. وناقشت أماني فاروق دور الدولة في نشر الثقافة الأفريقية من خلال دعم السياسات الإعلامية التي تقدم الصورة الصحيحة عن الأفارقة وبعضهم البعض بعيدا عن الصورة النمطية، إضافة إلى نشر ثقافة السينما الأفريقية في مختلف قطاعات الدولة ومنابر الثقافة لتسهم في التعريف بتلك الثقافات والتواصل معها. وتحدث الدكتور محمد أمين عبدالصمد عن دور السينما في إعادة البناء التاريخي عن طريق الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية، وهي أداة نشطة تستخدم لكتابة التاريخ المسكوت عنه، موضحا أن الخطورة تأتى أحيانا إذا تم البناء التاريخي في إطار توجيه لطمس بعض الحقائق الاجتماعية والثقافية، أو التقليل منها على حساب الحقيقة الاجتماعية. وتأتي خطورة البناء التاريخي إذا تم من دول كان يسبق لها استعمار الدولة المتلقية لدعمها السينمائي والإنتاجي، لذا يجب مراجعة كيف يتم إنتاج السينما؟ ولمن تنتج؟ ومن الذي قام علي إنتاجها؟، ولا بد عند دراسة السينما الأفريقية وضع هذه الآلية الثقافية في سياقها ورؤيتها رؤية صحيحة. واختتمت فعاليات المؤتمر بتكريم عميد كلية التربية جامعة جنوب الوادي د. محفوظ عبدالستار، د. أسامة عمارة، وكيل كلية التربية لشئون البيئة وخدمة المجتمع، د. أيوب حسين محمود، أستاذ متفرغ علم النفس التربوي بكلية التربية بالغردقة، والسادة الباحثين المشاركين.