حول الفلكلور الأفريقى وأساطيره و آدابه، دارت الجلسة الثانية من مؤتمر "أفريقيا بعيون مصرية" الذى أقامه اتحاد كتاب مصر لإثراء العلاقة بين مصر و الدول الأفريقية بحضور عدد من سفراء الدول الأفريقية، كما تضمنت الجلسة "شهادة إعلامية عن أفريقيا" . كانت البداية مع "الميثولوجيا الأفريقية " – علم الأساطير- عنوان الورقة البحثية ل د. ابتهال سالم ، التى ألقت الضوء على أساطير الأمازيغ و خاصة بالسنغال، و الذى غلب عليهم عبادة قوى الطبيعة، حتى دخلت الأديان السماوية لأفريقيا. و أشارت سالم إلى أن" تعدد الآلهة " و " الأساطير" و " تقديس الموتى " رابط مشترك بين المثيولوجيا الأمازيغية و المثيولوجيا المصرية . أما عن تأثير الميثولوجيا الأمازيغية على الأدب الأفريقى، قالت ابتهال سالم، أن "الصحراء" مازال لها تأثيرها على الأدب المستمد من التأثير الأمازيغى، حيث كان يلجأ الأمازيغ للصحراء لتغيير مصائر المواليد . وعن الفولكلور الأفريقي، تحدث د. محمد أمين عبد الصمد، عن دراسة الاستعمار للشعوب للسيطرة عليهم ، و هذا ما فعله الغرب مع أفريقيا، بمحاولة البحث عن الفوارق و استغلالها، و محاولة إخراج مصر من الدائرة الأفريقية، بالإدعاء أن "أفريقيا ما وراء الصحراء" وهذا كذب . وتابع عبد الصمد قائلا أن الاستعمار استعبد 10 مليون إفريقى تم نقلهم لأوروبا للعمل، و خلقوا تعليم موازى . و أوصى عبد الصمد بالعمل على إنشاء مدرسة فلكلورية أفريقية، و التعاون بين المؤسسات المتخصصة فى الثقافة الأفريقية، و عقد مؤتمرات متتالية، و إلا تكون فقط حدث "كرنفالى "، مشيرا إلى عدم وجود ترجمات حديثة عن الأدب الأفريقى، و هو ما يجب أن يتم تنشيطه من جديد . من جانبها تحدثت د. فاتن حسين عن أدب ما بعد الكلونيالية (الرواية الأفريقية نموذجا)، مشيرة إلى أن مصطلح " الكلونيالية " تعنى الآثار الاستعمارية على الشعوب ، لافتة أن الهيمنة الثقافية هى الأخطر ، و أن علي الشعوب خلق هوية مضادة للصمود أمام تبعات الاستعمار . و استعادت حسين مشهد " المحاكمة " فى رواية ألبير كامو " الغريب " الذى رفض فيها الاستعمار الفرنسى للجزائر ، و تأريخ إدوارد سعيد فى " الاستشراق " و الذى رصد فيها مفهوم الشرق فى أعمال الغربيين و ما بها من تبرير الاستعمار . و نبهت الباحثة بأهمية مناهضة تلك الآثار السلبية للاستعمار ، و عدم الاكتفاء بتحميل الاستعمار مسئولية الأوضاع المزرية فى بلادنا ، دون حراك حقيقى ، و هذا ما وعى إليه كتابنا فى خلق أدب " مواجهة الآخر " نراه فى روايات نجيب محفوظ " ميرامار " و " ثرثرة فوق النيل " ، و عبد الرحمن منيف " مدن الملح " ، و رواية الطيب صالح " موسم الهجرة للشمال " . من جانبها أوصت د. إيمان مهران فى بحثها " دور المجتمع المدني في تأصيل التواصل الحضاري بين الشباب الأفريقي.. رؤية استراتيجية " ، بضرورة تسهيل مهام الباحثين الدارسين لأفريقيا ، فأغلب الباحثين يكتبون عن أفريقيا من المكتبات ، و لا يتاح لهم زيارة الدول الأفريقية ، فى حين تتجه معظم الزيارات إلى الدول العربية ، كما نادت مهران بتأسيس مهرجان مسرحى أفريقى ، و تعميق العلاقات الفنية و الثقافية بين مصر و الدول الأفريقية . فى الختام قدم طارق عبد الفتاح إبراهيم "شهادة إعلامية عن أفريقيا " ، عندما تم إيفاده للعمل فى " تنزانيا " تحديدا فى " زينزابار " ، و أثناء عمله هناك وجد أن هناك حملات تبشيرية ، ليست لتغير معتقدات الشعب التنزاني فقط ، و لكن بهدف إدخال مفاهيم العولمة بتغيير ثقافاتهم و أزيائهم و زرع الكراهية بين الأفريقى و العربى ، و برغم وجود أغلبية مسلمة فى " زينزبار" ، و لكنهم يغيرون دينهم من أجل حياة معيشية أفضل التى تقدمها لهم الجماعات التبشيرية . كما لفت عبد الفتاح لوجود حضور ثقافى و إعلامى و استثمارى من الغرب و كذلك إسرائيل و إيران فى تنزانيا ، فى حين هناك غياب لمصر . و تحدث عبد الفتاح عن " مشروع العشر ساعات" الذى أرساه بالتعاون مع وزارة الثقافة فى تنزانيا ، لعرض أفلام روائية و أفلام تسجيلية مصرية كل شهر ، لتنشيط التبادل الثقافى و الفنى . و أوصى عبد الفتاح بأهمية تغيير فكرة شعب تنزانيا عن العربى على أنه " مستعمر " بعد معاناة تنزانيا من الاستعمار العمانى .