أسفرت مظاهرات أمس السبت، في أم درمان بالسودان عن مقتل شخص آخر في صفوف المتظاهرين ورجال الشرطة، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية. ولأول مرة منذ اندلاع المظاهرات في هذا البلد قبل شهور، تنظم فيها مظاهرة أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، والتي كانت بالنسبة للمتظاهرين رسالة إلى الجيش للانضمام إليهم. وأكد الناطق باسم الشرطة هاشم على عبد الرحيم أن الشرطة تعاملت وفقا للقانون، مع عدد من التجمعات غير المشروعة في العاصمة وعددٍ من الولايات. وأضاف: "سجلت مضابط الشرطة بلاغا بوفاة أحد المواطنين خلال أعمال شغب بشارع الأربعين بأم درمان، إلى جانب بلاغات أخرى بإصابة عدد من المواطنين ورجال الشرطة"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السودانية. ووقعت اشتباكات بين آلاف المحتجين وقوات الأمن قرب مقر إقامة الرئيس عمر حسن البشير في العاصمة الخرطوم امس السبت. وفرقت شرطة مكافحة الشغب السودانية السبت، بالغاز المسيل للدموع المتظاهرين، الذين تجمعوا أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الدامية العام الماضي. وهتف المتظاهرون: "جيش واحد، شعب واحد"، إضافة إلى شعارهم المعتاد "سلام، عدالة، حرية"، وأفاد شاهد بوكالة الأنباء الفرنسية بأن المتظاهرين "كانوا يدعون البشير للاستقالة". ويشهد السودان حركة احتجاجية واسعة منذ 19 ديسمبر الماضي ، إذ يتهم المتظاهرون حكومة البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء في ظل نقص في الوقود والعملات الأجنبية. وقد تجسد الغضب الشعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية في الشارع، عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.وسرعان ما تصاعدت وتيرة المظاهرات لتتحول إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضد حكم البشير الذي يدعوه المتظاهرون إلى الاستقالة. لكن الرئيس بقي مصرا على أن التغيير لن يتم إلا عبر صناديق الاقتراع، ففرض حال الطوارئ وغيرها من الإجراءات الصارمة التي اعتقل على إثرها كثير من المتظاهرين وقادة معارضين وناشطين وصحافيين. ويقول مسؤولون إن 31 شخصا قتلوا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات حتى الآن، بينما تقدر منظّمة "هيومن رايتس ووتش" عدد القتلى ب51 بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.