هي سيدة أقل ما يمكن أن توصف به بأنها أنثى من نار لا تخضع لقوانين ولا ترضيها عادات وتقاليد، استغلت كبر سن والدتها وجعلت غرفتها مسرحاً لاستقبال عشيقها الذي تعود على الدخول إليها في غفلة من والدتها الطاعنة فى السن، حتى كتب نهايتها بيديه بعد خلاف بينهما على مبلغ مالي لا يساوي شيئاً، واتهام بخيانة مع رجل آخر. بدأت القصة بطلاق «سها» من 4 شهور وعودتها إلى منزل والدتها بأوسيم تحمل على ذراعيها طفلاً رضيعاً وفوق كتفيها هماً أثقل من الجبال، بمجرد أن وضعت السيدة قدميها داخل منزل والدتها طالبتها بمراعاة الله في تصرفاتها حتى يبارك لها فى طفلها الصغير، لكن المطلقة ضربت بتلك النصيحة عرض الحائط وجعلت من نفسها لقمة صائغة للرجال. في ذات الوقت تقريباً استقل «محمود» قطار الوجه البحرى متوجهاً من سوهاج إلى القاهرة طالباً الرزق، متمنياً الحصول على فرصة عمل تنتشله من الفقر المدقع الذي يعيش فيه، واستقر به الحال داخل غرفة صغيرة أعلى سطح منزل بمنطقة الجيزة، وبدأ في التعرف على جيرانه ويقدم لهم نفسه بأنه مبيض محارة يمكنهم الاستعانة بخدماته فى تشطيبات وترميمات منازلهم. لم يسلك محمود طريقه الطبيعي في العمل بمهنته، لكنه سرعان ما انحرف عقب رؤيته لبنات وفتيات المدينة الذين أبهروه بمظهرهم وملابسهم التى لم يعتد عليها في قريته الصغيرة، حتى قاده حظه العثر بعيدا عن مشواره الطبيعي في العمل وكسب رزقه بالحلال، للتعرف على المطلقة العائدة والتى فتحت عينيه على المتعة الحرام وقادته إلى جريمة شنعاء. في أحد الأيام أثناء عمل محمود بأوسيم تعرف على «سها» ونشأت بينهما علاقة صداقة وتبادلا أرقام الهواتف للاستعانة به في أعمال التشطيب إن احتاجت هي إليه «هات رقمك لو فيه حاجة هكلمك»، لم تمر الليلة الأولى دون مكالمة بين الاثنين تعرفا فيها على بعضهما، وصار الحال بينهما على تلك الطريقة كل ليلة حتى تطورت العلاقة بينهما، وبدأ الشاب صاحب ال23 عاما في التعلق بها رغما أنها تكبره بعدة أعوام. بعد أن اعترف لها الشاب بحبه بدأت تستنزف أمواله مقابل أن تطفئ لهيب تلك الأشواق على سرير المتعة الحرام داخل غرفتها الصغيرة بالمنزل الذي تعيش فيه بصحبة والدتها وطفلها الرضيع، فقد اعتاد العشيق التسلل خلسة في غياب الأم إلى الداخل، ويبات ليلته في أحضان عشيقته ينهلان من العشق المحرم سوياً. مرت الأيام بين الاثنين واعتاد هو عليها وأصبح لا يطيق فراقها، وأنفق هو عليها كل أمواله التي كسبها من عمله، وأصبح لا يرغب في العمل حتى لا يتركها خوفاً من أن تجد بديلاً له يحل محله، ما كان يدور بعقل الشاب تحقق قبل أن يغادر ذهنه، ففي الليلة الأخيرة بينهما أعدت «سها» نفسها لسهرة حمراء وأثناء تواجد عشيقها معها سمعها أثناء تواجدها بغرفة مجاورة له تهاتِف أحد الأشخاص مما جعل نار الغيرة تشتعل في قلبه. «بتكلمي مين في التليفون دلوقتي» كانت تلك الجملة كفيلة بأن تغير أجواء الليلة وتشعل بينهما عراكاً حاداً أطبق الشاب على رقبة عشيقته بيديه وطالبها بالأموال التى أنفقها عليها قبل أن يتركها «هاتي فلوسي اللي صرفتها عليكي»، ومع اشتداد المعركة بينهما فقد سيطرته عليها بعد أن أحكم قبضته على رقبتها وفارقت الحياة، ولم يجد «محمود» سوى قرطها الذهبي يسرقة على أمل أن يعوضه عن أمواله التي خسرها فى أيام العشق، وفر هارباً بعدها، إلى بلدته بسوهاج، مستقلاً نفس القطار الذي كان يحمل آماله وطموحاته أثناء ذهابه في المرة الأولى إلى القاهرة بلد السحر والجمال والأحلام. صوت ضجيج وحركة غير طبيعية وانقباض في القلب مع صوت بكاء حفيدها الرضيع شعرت بها أم المطلقة لتهرول إلى غرفة ابنتها وتنادي عليها ليطمئن قلبها «يا سها» وتوبخها في نفس اللحظة على بكاء الرضيع، لكن لا حياة لمن تنادى وفوجئت بها في أرضية الغرفة لا تقوى على الحركة فحاولت مساعدتها في النهوض معتقدة بأنها مغشياً عليها لكنها وجدتها مفارقة الحياة، وتسيل دماء من فمها لتتسمر في موضعها للحظات، وأطلقت بعدها صرخات استغاثة بالجيران. حضر قاطنو العقار للوقوف على ما يدور في شقة والدة سها، ومع اكتشاف موت الابنة المطلة ومقتلها، اتصل أحدهم بمفتش الصحة الذي حضر سريعاً لتوقيع الكشف الطبي على الجثة وإصدار تصريح الدفن، لكن الجميع كان على موعد مع مفاجأة صادمة لدى ثبوت وجود آثار كدمات وخنق بالرقبة ليؤكد المفتش «مش هصرح بالدفن.. لازم نبلغ القسم»، فأسرعت الأم إلى قسم الشرطة تستنجد بهم «الحقوني بنتي اتقتلت». انتقل بعدها ضباط المباحث لعمل المعاينة جثة الضحية في أرضية غرفتها، والتحريات تبين أنها ترتبط بعلاقة غير شرعية مع شاب منذ طلاقها، وتوصل رجال المباحث إلى هوية القاتل. في صباح هادئ عكر صفوه صوت سرينة سيارات الشرطة التي اقتحمت القرية الريفية البسيطة بسوهاج، فتجمع الأهالي وشاهدوا رجال الأمن يقتحمون منزل محمود ويلقون القبض عليه وسط ذهول الأهل والجيران ويخرج محمود من منزله مكبل اليدين. وأدلى الشاب المتهم باعترافات تفصيلية أمام نيابة حوادث شمال الجيزة، وقال إنه كان مرتبطاً بالمجني عليها «سها» عقب انفصالها عن زوجها منذ 4 أشهر، وكان يتردد عليها بعد مغافلة والدتها، وإنه أقام معها علاقة غير شرعية، عدة مرات، مقابل مبالغ مالية. وأضاف الشاب أنه كان يقيم معها في غرفة النوم، معظم الأيام دون علم والدتها، ويوم الواقعة كان في الغرفة معها، وقعت مشادة كلامية بينهما، بسبب تحدثها في الهاتف مع آخر، ورفضها إعطاءه مبلغاً مالياً، فأمسك بيدها وتشاجرا معاً، وخنقها فسقطت على الأرض جثة هامدة، واستولى على هاتفها المحمول وقرطها الذهبي، وأنهى الشاب حديثه «ضحكت عليا وأنهت مستقبلي، تستحق الموت».