ناقشت هنا مشكلة حق تصويت غير المتعلمين، واقترحت أن يحرموا من حق المشاركة السياسية بالتصويت، وان تقتصر عملية التصويت على الحاصلين على شهادة تعليمية أقلها شهادة الثانوية العامة وما يعادلها، وذكرت أن هذه القضية طرحت على اللجنة التأسيسية التى وضعت دستور 1923، وأيامها اتفقوا على منح غير المتعلمين حق التصويت لأنه يخدم الوطن بتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية، وقد استندت فى استبعاد غير المتعلمين من المشاركة السياسية، أنهم لا يمتلكون درجة من التعليم تؤهلهم للمتابعة للأحداث السياسية والاقتصادية وتساعدهم على الاختيار، خاصة أننا نختار من يصلحون لإدارة البلاد، وعملية الاختيار تتطلب قراءة ومناقشة برنامج المرشح، سواء كان مرشحًا للبرلمان أو المحليات أو منصب الرئاسة، وقلت إن أغلب غير المتعلمين يعملون فى مهن وحرف تساعدهم بالكاد على إطعام أنفسهم، وهم وما يجعل بعضهم ضمن شريحة الأكثر فقرا، وهذه الشريحة الاجتماعية يسهل التأثير على بعضها، حيث يقوم بعض المرشحين باستغلال فقرهم وشراء بعض الأصوات، أو خداعهم ودفعهم لاختيار مرشح بعينه، ودللت على هذا بأن قوانين الدولة ترفض منح غير المتعلم رخصة قيادة السيارة، وذلك خوفا على حياته وعلى حياة المواطنين، فى الوقت الذى تسمح فيه هذه القوانين لغير المتعلم بأن يختار من يقود ويدير البلاد، وهنا تكمن مفارقة كبيرة وخطيرة، لماذا؟، لأن قيادة السيارة مثل المهنة يكتسبها الإنسان بالتعلم، والخطورة فيها تقع على السائق وعلى بعض الأشخاص، لكن الخطورة فى اختيار من يديرون البلاد تقع على الشعب كله، كما تقع كذلك على الوطن، لهذا اقترحت أن نحرم غير المتعلم من حق اختيار من يديرون البلاد حتى يمحى أميته ويحصل على شهادة تعليمية تؤهله للمشاركة السياسية. هذه القضية لاقت إقبالا من بعض الكتاب والمثقفين والقراء، وقد اتفق معى البعض منهم ورفضها البعض الآخر، من بين هذه الردود صاحب الرسالة التالية وهو أستاذ جامعى، يبدى فى الرسالة مخاوفه من سيطرة الإخوان على مصر، أكثر من مناقشته للقضية: الكاتب المحترم علاء عريبى.. تحية طيبة وبعد.. صدقت عندما قلت إن الأميين يتحكمون فينا وفى مصير وطن, هل من سبيل أن يصدر قانون يلزم كل من ينتخب أن يكون متعلمًا تعليما عاليا حتى الثانوية؟، هل نطمع أن يفيق الثوار الشرفاء إذا كانوا موجودين أصلا! هل يستطيعون أن يلموا الشمل ويصبحون قوة لها كوادر وآلية انتخابات تدعمهم، أم سنظل نتكلم ونثور أكثر من الأفعال؟ أنا أستاذ جامعى ولم أنتخب مرسى لانى ضد أخونة دولة مصر ومتخوف جدا من أن يتم إحلال العسكرة بالأخونة فى مؤسسات الدولة، متخوف من حديث مرسى لوكالة فارس الإيرانية وإعادة العلاقات مع إيران والمد الشيعى، حيث إنى اعمل بالبحرين التى تعانى تطرف الشيعة وإرهابهم ويوميا نشاهد التخريب والشغب على يد ميليشيات حزب الله البحرينى. أخشى من مهارة وبراعة الإخوان فى تنظيم الانتخابات والفوز بها، وأخشى أنهم يخططون من الآن للبرلمان والمحليات والنقابات لتقويض الدولة المدنية وتحويلها إلى دولة إخوانية وسلفية، وننتهى إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونصبح إيران أخرى ثم يكون مصيرنا كالعراق التشرذم المحتل الضعيف. هل كانت ثورة أم مؤامرة على مصر؟ هل نستبدل الوطنى بالإخوان ومبارك بمرسى؟ هل ضاعت مصر التى فى خاطرى لتحل محلها دويلة الخمار واللحية؟ هل تعلم يا سيدى أن فى بورسعيد يتم تطبيق ما يحدث فى السعودية من إغلاق المحال وتوقف الحياة عند الأذان وأثناء الصلاة؟، كيف السبيل لمعارضة قوية تضم كل من يرفض الإخوان؟ ولا تذكر البرادعى لأنه فى استعلاء يأتى ويذهب ويتحدث من برجه العالى؟؟؟ مازلت لا أتخيل أن يكون مرسى رئيسًا لمصر الدولة الرائدة، هو كبوس فظيع نعيش فيه.. وكيف السبيل للتخلص من الأغلبية الأمية وتأثيرها السلبى على أبناء مصر المختلفين؟، كيف نقنع الكتلة الصامتة بأن تخرج عن صمتها لتشارك فى اختيار من يديرون البلاد؟ سؤال أخير هل تمت صفقة بين العسكرى والإخوان انتهت بمنحهم الرئاسة؟، هل خضعوا للضغوط الأمريكية لدعم مرسى؟ أو لم نكن أولى بنا أن يأتى عمرو موسى؟ كيف خسر الجولة وهو على قدر كبير من الخبرة؟، هل منعه العسكرى؟.. شكرا".