المصريون تكشف أسرار تصويت "المنوفية" لشفيق

لا شك فى أن مصر الحضارة قد عاشت الأسبوع الماضى أيامًا لم تشهد مثلها على مر التاريخ المعاصر حيث توافدت الملايين من الشعب المصرى لكى ترسم خريطة جديدة للدولة المصرية. فبعد أسابيع قليلة سوف يستقر فى قصرالعروبة أحد الرجلين (محمد مرسى مرشح حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وأحمد شفيق مرشح الفلول كما يحب الكثيرون أن يسمونه فبعد منافسة ضارية خرج الشعب المصرى فيها ليقول كلمته ويعلن للدنيا عمن يختاره رئيسًا للبلاد وبعد انتهاء عملية الفرز أسفرت النتائج عن تقدم مرشح الحرية والعدالة محمد مرسى يليه أحمد شفيق الذى كان مفاجأة للجميع ولقد حصل شفيق على معظم أصواته من محافظات الدلتا ومن بين هذه المحافظات محافظة المنوفية ومعلوم أنها قد خرّجت معظم قيادات الحزب الوطنى المنحل ومن ثم التقت "المصريون" بعض أهالى المنوفية للتعرف على أسباب التصويت لكلا الرجلين مرسى وشفيق.
فى البداية يقول الحاج ناصف معوض "أنا انتخبت أحمد شفيق فى الجولة الأولى لأنه راجل رتبة كبيرة فى الجيش ولو كان شفيق وحش كانوا طلعوه بره زى حازم أبو إسماعيل إللى والدته طلعت أمريكية إنما شفيق رجل مضحكشى علينا وبسؤاله شفيق مثل مبارك لأنه كان ينتمى للنظام الذى كان يترأسه مبارك ولو شفيق فاز فى الإعادة سوف تقوم ثورة ضده وسوف يخرج كثير من الشعب لميدان التحرير، قال الحاج ناصف مبارك حاجة وشفيق حاجة تانية وإللى عايز يروح التحرير يروح وبعدين لو راح حد للتحرير هيروح كام واحد ألف ولا ألفين؟ وإيه يعنى بس الشعب هيختار شفيق مش حد تانى وبعدين هو مش فيه حرية؟ وكل واحد يختار إللى هوه عايزه، وبسؤاله عمن يختار فى الإعادة مرسى أم شفيق قال إحنا انتخبنا الإخوان فى المجلس ومعملوش حاجة وأنا مش مرتاح لحد غير شفيق وعلى رأى المثل اختار إللى نفسك ترتاح له. بينما قال حسنى محمد رمضان، فلاح وموظف بالجمعية الزراعية، "أنا مش متابع أى وسيلة من وسائل الإعلام لأنى لا أصدقها فى أى شىء، وبسؤاله عمن انتخبه فى الجولة الأولى قال "أنا اخترت محمد مرسى مرشح الإخوان لأنه راجل يحمل كتاب الله وأن أتوقع أن يحكم بالعدل بين كل المصريين ثم إحنا جربنا كل شىء، ونريد الآن أن نجرب ولو لفترة من يريد تطبيق شرع الله"، وعند سؤاله عن سبب استحواذ شفيق على أغلب أصوات محافظات الدلتا قال "السبب فى ذلك الأمية والغش الموجود فى القناوات الفضائية وفلول الحزب الوطنى المنحل مما ساعد على تشويه سمعة الإخوان والتيار الإسلامى.
وبسؤاله عما ينتظره من الرئيس القادم قال حسنى ننتظر أن يحل مشاكلنا المتراكمة منذ تولى مبارك الحكم وهذه المشاكل عديدة ومنها مشكلة مياه الرى فنحن لا نستطيع رى الأراضى الزراعية من مياه النيل ولكننا نقوم بنقل المياه من المصرف بتكاليف مضاعفة مما يسبب عبئًا على الفلاح وهناك أيضًا مشكلة الأسمدة، حيث إن الفدان الواحد يحق له صرف 6 شيكارات من السماد فى حين الواقع غير ذلك تمامًا فالجمعية لا تصرف غير شيكارة واحدة للفدان ولم يجد حلاً سوى الشراء من السوق السوداء والمشكلة الجديدة التى تواجه الفلاح فى هذه الأيام هى أن تقاوى الذرة جاءتنا مغشوشة والتى حصلنا عليها من البحوث الزراعية مما يضر باقتصاد الدولة ويسبب مزيدًا من الأعباء على كاهل الفلاح. ويقول وليد محمد البطرة عامل، أنا لم أشارك فى الانتخابات فى الجولة الأولى لأن حال البلد هيفضل زى ما هو سواء مرسى أو شفيق لأن كل واحد بيتكلم وخلاص لحد ما يفوز ويقعد على الكرسى وبعد كدا ما بيعملشى حاجة أنا رحت وانتخبت فى مجلس الشعب والأسعار كل يوم بتزيد ومحدش سائل فينا يبقى نروح وننتخب ليه؟ ويقول منصور الخطيب، صياد، "أنا انتخبت أحمد شفيق لأنى شوفت كتيير من الناس انتخبوه وكده يعنى أن هو أحسن واحد فى الناس المترشحة وأحسن من الجماعة بتوع الدقون "وقال منصور "أنا ما تابعتش أى برنامج انتخابى لأن الثورة دى بهدلتنا فى أكل عيشنا وزودت مشاكلنا يعنى أيام مبارك كانت أحسن ألف مرة من الأيام دى وبسؤاله هل تعلم أن شفيق ينتمى لنظام مبارك قال منصور أنا ما عرفشى شفيق ينتمى لأى نظام لكن إللى بيقولوه على الإخون خلانى انتخب شفيق. وبسؤاله هل تعرضت لموقف مع أحد الإخوانيين جعلك تكرههم قال لا لكن كل كلام الناس إنهم مش كويسين بس أنا ما شوفتش منهم حاجة وحشة بصراحة، ثم أكد لو شفيق منزلشى الانتخابات كنت هنتخب أى حد تانى غير الإخوان وسوف انتخبه فى الإعادة مرة أخرى معللاً ذلك أنه هو الوحيد القادر على حل مشاكلهم الخاصة بمصرف بحر الفرعونية والذى يعتبر هو مصدر الرزق الوحيد له ولكثير غيره من الصيادين لأن هذا البحر ملىء بالملوثات التى تتسبب فى كثير من الأمراض للصيادين لهذا سننتخب شفيق فهو القادر على حل مشاكلنا .. وقال الحاج محمود أبو عيد والذى يسميه أهل قريته كفر فيشا الكبرى الفلاح الفصيح أنا تابعت معظم برامج المرشحين واقتنعت ببرنامج مرشح حزب الحرية والعدالة د. محمد مرسى والذى دفعنى لاختياره هو أنه ينتمى لحزب قوى وجماعة منظمة على مستوى العالم وهذا ما يجعله مرشحًا قويًا يستطيع أن يقود البلاد فى هذه المرحلة الصعبة وقبل ذلك وعوده لنا بتطبيق شرع الله لأن إحنا قد جربنا كل شىء وقد آن الأوان لنجرب من يريد أن يحكمنا بالشرع ولو لفترة حتى يثبت للجميع أن الحل لمشاكلنا فى تطبيق الشريعة وبادر الحاج محمود بالرد على أصحابه الذين يقولون بأن البلاد تحتاج إلى رجل ذى خبرة سياسية قائلاً مبارك كان عنده خبرة سياسية هو ومن عملوا معه ومع ذلك ماذا صنعوا للشعب المصرى المظلوم فأنا متابع لمعظم الأحداث وأعرف أن دور مصر تراجع فى جميع المستويات فى الداخل والخارج كما زاد الفقر والجهل فى عهده فلا يمكن لنا أن ننتخب نظيره أحمد شفيق ويفعل مثل ما فعل مبارك ونظامه الفاسد. ويقول حسن عيد باشا عامل أنا ما تابعتش أى برنامج لكن الثورة قامت بالشباب المصرى كله والجماعة المشايخ ما شاركوش لكن ركبوها فى الآخر لما عرفوا أن الثورة هتنجح، وأنا انتخبت شفيق صحيح هو من نظام مبارك لكنه راجل نظيف ومنهبشى حاجة من فلوس الشعب لكن بعد ما انتهت الجولة الأولى الواحد محتار يرشح مين فى جولة الإعادة مرسى ولا شفيق لأنى مش عارف مين الصح ومين الغلط بس عيب الإخوان أنهم ما بيخدموش غير بعضهم وإللى خلانى انتخب شفيق أنى شاركت فى حرب 73 وأعرف قيمة الراجل إللى فى المؤسسة العسكرية وأعرف قوته وبلدنا محتاجة رئيس يمشيها بالكرباج مش واحد طيب لأن الطيب فى بلدنا ما ينفعشى.
وتعليقا على تصدر أحمد شفيق مرشح الفلول حصد غالبية الأصوات بمحافظة المنوفية يقول كرم الشافعى -أحد القيادات الإخوانية البارزة بمحافظة المنوفية- إن الأسباب التى أدت إلى تراجع الإخوان بالمحافظة أمام مرشح الفلول أحمد شفيق تتلخص فيما يلى أولاً الشائعات حيث قام أبناء الحزب الوطنى المنحل والذين مازالو يمارسون نفس الأساليب الرخيصة التى تعودوا عليها منذ عهد المخلوع فراحوا يطلقون الشائعات على كل من ينتسب إلى حزب الحرية والعدالة حتى المؤيدون للحزب لم يسلموا من تلك الشائعات فهذه شائعة تقول إن الإخوان إذا وصلوا للرئاسة سوف يضعون أبناء المحافظة تحت أقدامهم، خاصة فلول الحزب المنحل كما أذاعوا أن هذا الكلام قد خرج منى أنا شخصيًا وأقسمت للجميع أن ذلك لم ولن يحدث فى يوم من الأيام وقد قمت بتتبع تلك الشائعة حتى أثبتنا كذب من أطلقوها وقد قاموا بالاعتذار لكن بعدما نالوا غاياتهم الدنيئة من وراء ذلك وهى اقناع البساء بأن الإخوان كذلك . وأضاف الشافعى الأمر الثانى الذى أدى إلى تراجع د/محمد مرسى أمام مرشح الفلول هى التكتلات العائلية حيث إن أبناء الوطنى المنحل داروا على العائلات وقدموا لهم الوعود بأنهم بمجرد وصول شفيق للحكم سوف تحصل كل عائلة على ما تحتاجه من جميع الخدمات والدعم الذى يرضيها، مؤكدين أن الإخوان حينئذ سوف يعودون إلى جحورهم بعودة الحزب الوطنى مرة أخرى كما ألمح الشافعى إلى السبب الثالث وهو الأموال التى تم رصدها للإنفاق فى مجابهة الإخوان واستجلاب كل من لديه استعداد للمشاركة فى تشويه صورة الإخوان فلقد نما إلى أسماعنا من عن طريق بعض الفلول أن منهم من قد عُرض عليه المال ليقوم بالترويج لصالح شفيق وليدور بين الناس بنشر الأكاذيب متهمًا الإخوان بأنهم السبب فى حدوث الأزمات المتتالية التى يعانى منها الشعب المصرى فى حياته اليومية.
ويرى القيادى الإخوانى بمحافظة المنوفية كرم الشافعى أن مصدر المال الذى ينفق لشراء الأصوات هى زوجة أحمد عز وقال نحن لا نملك دليلاً ولكن هناك قرائن عديدة ولن نهدأ حتى نثبت ذلك بالأدلة.
ومن جانبه أكد إبراهيم حجاج، النائب بمجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة بدائرة منوف، أن الإعلام هو السبب الرئيسى فيما آلت إليه الأمور حيث إنه من غير المتوقع أن يقوم شعب بثورة للإطاحة بنظام فاسد ثم يأتى ويختار أحد أركان ذلك النظام رئيسًا له من جديد، وأضاف حجاج قد يكون حزب الحرية والعدالة تباطأ فى الرد على الشبهات التى دار تحول الإخوان فى الفترة الماضية وذلك بسبب الانشغال الشديد بمجريات الأمور التى مرت بها البلاد وختم حجاج أنا على يقين من أن الشعب المصرى لن يسمح لأحد بخيانة دم الشهداء وأن الجميع سوف يتصدى لتلك المحاولة التى تستهدف القضاء على الثورة المصرية.. ويرى د محمد حبيب، النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أنه من الواضح أن هناك جهدًا يبذل فى الليل والنهار داخل تلك المحافظات التى بزغ فيها نجم أحمد شفيق فليس معنى أن الإخوان فى تلك المحافظات يجتهدون ويقدمون جهدًا ممتازًا أن غيرهم ضعيف فى أدائه وفى إدارته للمرحلة الراهنة ويجب ألا ننسى أن محافظة المنوفية كانت تضم اثنين من أباطرة الحزب الوطنى المنحل وهما الراحل كمال الشاذلى وأحمد عز ولابد أنهما قد أثر بالسلب على كثير من أبناء هذه المحافظة وأضاف نائب المرشد السابق أن الذى ساعد أيضًا على وصول شفيق للإعادة مع مرسى هى الشائعات والتهم التى ألصقت بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى نسبة الأمية التى يعانى منها الملايين فى مصر وبالتالى يلجأ الكثير إلى عواطفه ومشاعره فيعطى بلا روية أو تفكير وختم حبيب متوقعًا أن كل من الفريقين سيحاولا فى جولة الإعادة التواصل مع الكتلة التصويتية الضخمة متمثلة فى حزب الكنبة لضمان عبوره ذلك المارثون الصعب ...بينما يرد الكاتب الصحفى صلاح عيسى على من يقول بأن المحافظات التى حصل فيها شفيق على نسبة مرتفعة من الأصوات هى المحافظات التى تقع تحت سيطرة آل مبارك قائلاً إن مبارك أصلاً لم يكن له علاقة بأهله، ولم يكن لديه أى اهتمام بأقاربه بمحافظة المنوفية، وقد تكون تلك التصرفات صدرت بصفة شخصية من بعض المحسوبين على النظام السابق كما أكد عيسى على ضرورة احترام من ستأتى به صناديق الانتخابات أيًا كان انتماؤه الحزبى أو الأيدولجى وأيضا يجب على الرئيس أن يطبق القانون وممارسة صلاحياته ولا يتعداها وأن يهتم بالقضايا التى تنتظره ولأجلها اختاره الشعب المصرى.
فى حين أرجع الخبير بمركز الأهرام الإسترتيجى الدكتور سعيد اللاوندى تفوق مرشح الفلول أحمد شفيق على غيره بمحافظة المنوفية إلى أن غالبية أبناء المنوفية متطوعون بالجيش وهذا قد غرس فيهم حب القوات المسلحة مما قادهم للتصويت لمرشح مثل شفيق، وأضاف أن هذا الأمر مؤلم للغاية فلقد أصبح الشعب المصرى فى حيرة من أمره بعد وصول مرسى وشفيق للإعادة وهذا يحتم علينا أن نختار من هو أقل سوءًا، وأشار اللاوندى إلى سبب وصول كل من شفيق ومرسى للإعادة أن الأول جعل مقدرات الدولة تعمل لصالحه دون التفاف إلى المجلس العسكرى الذى تغاضى عن ذلك، إضافة إلى أذناب الحزب الوطنى المنحل الذين ساعدوا شفيق بكل ما أوتوا من قوة أما الثانى فتقف خلفه جماعة قوية تدعمه لها تأثير فى الشارع المصرى وختم الشعب المصرى بات مخيرًا مابين حكم العسكر أو حكم الاستحواذ والهيمنة على كل مفاصل الدولة.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى سلامة أحمد سلامة إن حصول شفيق على أعلى الأصوات فى محافظات الدلتا قد يرجع إلى أن الذين قاموا بتأييده ما زالو يدينون بالولاء لبعض رموز النظام السابق، إضافة إلى التكتلات العائلية وأضاف أن وصول أحمد شفيق للإعادة ظاهرة تستحق الدراسة والوقوف أمامها حتى نستطيع تقييمها وتحديد أبعادها كما توقع الكاتب الصحفى فوز مرشح الحرية والعدالة د/محمد مرسى بمنصب الرئيس مرجعًا السبب فى ذلك لغياب دور القوى الثورية الأخرى التى أصيبت بالإحباط العام مما يقع على أرض الواقع والتباين الواضح بين الرغبة المعلنة والأداء المتناقض مع هذه الرغبة.
فيما أرجعت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى تقدم أحمد شفيق إلى عدم اتفاق القوى الثورية على خارطة طريق ثورية يلتزم بها الجميع كأن يتفق الجميع على مرشح ثورى يلتف حوله الجميع ومن ثم استفاد أحمد شفيق الذى استطاع أن يدخل جولة الإعادة بكل قوة، وأضافت الشوباشى الذى استوقفنى أن شفيق إذا فاز بمنصب الرئيس فبعد 4 سنوات نستطيع أن نغيره ولكن كيف سنغير من جاء به الله كما أبدت عدم تأييدها لمرشح ينتمى للتيار الإسلامى خوفًا من تصريحات البعض التى تبث الذعر فى قلوب سامعيها مدللة على ذلك بتصريح منسوب لأحد أعضاء الجماعة الإسلامية على حد تعبيرها بأن من أعطى صوته لشفيق هم النصارى معتبرة ذلك نوع من أنواع التخوين للمصريين، وبالتالى سوف يذهب الكثيرون بأصواتهم إلى أحمد شفيق لتأثرهم السلبى بمثل تلك التصريحات.