قالت مجلة "تايم" الامريكية إن الرئيس المنتخب محمد مرسى قادر على انتزاع المزيد من الصلاحيات التى تقلصت لصالح المجلس العسكرى بعد الاعلان الدستورى فى حالة اذا ما نجح فى تجنب تكرار اخطاء جماعة الاخوان المسلمين. وقالت ان السلطات الممنوحة للرئيس لا تزيد عن صلاحيات رئيس وزراء فهو لا يملك التحكم فى الميزانية او فى السياسة الخارجية او فى مسائل الدفاع والامن القومى. واضافت أن مرسى يتمتع بشرعية غير مسبوقة حصل عليها من الصناديق التى نصبته كأول رئيس منتخب، ويواجه مرسى تحديات اى رئيس وزراء مثل التعليم والاقتصاد والسياسات الاجتماعية. واوضحت المجلة ان الجنرالات وضعوا المعارضة العلمانية فى مواجهة الاسلاميين الذين حصدوا مقاعد البرلمان وسيطروا على 70 % وزعت بين الاخوان المسلمين 45 % والسلفيين 25 % وجاء اداء الاخوان فى البرلمان ومحاولة الاستحواذ على اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور ليدق ناقوس الخطر ويثير انتباه القوى السياسية من غير الاسلاميين والمؤسسة العسكرية - التى انتزعت سلطات رجل مصر القوى على حد تعبيرها منذ اقصائه فى فبراير- وهنا نصب العسكرى نفسه ك"حامى" للدولة المدنية ليسارع الى الاستحواذ على اغلب سلطات السلطة التنفيذية والتى كان يفترض ان تكون فى يد الرئيس المنتخب كما اخذ خطوة استباقية قبل الانتخابات الرئاسية وقام بحل مجلس الشعب عن طريق حلفائه فى القضاء، وبالتالى قبض على السلطتين التنفيذية والتشريعية ليتمتع بسلطات هائلة لا يمكن معها لجماعة الاخوان فى الوقت الحاضر ان تقوى على مجابهته. وبدلا من ان يكون الصراع فى احد مستوياته بين القوى المدنية والمؤسسة العسكرية اصبح الصراع بين القوى المدنية والاسلاميين. ورغم ذلك لا تزال الفرصة سانحة لمرسى، بما يستمده من شرعية فى انتزاع جزء من السلطات المتركزة فى يد الجيش الذى اظهر بوضوح انه الحاكم الفعلى. وساعد الجنرالات على ذلك الانقسام بين القوى السياسية فى مجتمع يضج من ضغوط المشكلات السياسية والاجتماعية، إلا ان ذلك يحتاج بالتأكيد الى قدر كبير من النضوج السياسى والقدرة على الانصاف السياسى وهو ما لا تتمتع به ايا من القوى السياسية حتى الان.