سيادة رئيس الجمهورية الثانية لمصرنا الغالية دكتور مرسى ..أبعث لك بدعواتنا لأن يقدرك الله على ما ستواجهه ، وأن يعينك لتفى بكل وعودك دون نقصان ، وأولها أن تتقى الله فينا ، فأنت أعلم منا أنك صرت مسئولا أمام الله عن كل طفل جائع وامرأة أرملة لا تجد ما تستر به نفسها ، وعن كل شيخ هرم أعياه الوقوف على أبواب المستشفيات العامة التى لا تصلح للآدميين ، عن كل سكان القبور والعشوائيات والمشردين فى الطرقات ، والعاطلين عن المقاهى ، نعم ستسأل أمام الله إن لم تفعل كل ما بوسعك لإنقاذ كل هؤلاء وغيرهم الكثير . سيادة الرئيس أول زيارة ميدانية أتمنى أن تقوم بها هى زيارة ميدان التحرير ، لتخطب فى هؤلاء المعتصمين ، لتتتحدث معهم بصوت العقل ، حتى يفضوا التظاهر والاعتصام ، وان يتركوا الأمر لأولى الأمر ، فطالما ولوك عليهم وأعطوك أصواتهم ، يجب أن تكون لديهم الثقة انك قادر على حل كل مشاكلهم أو معظمها ، عليهم أن يعطوا الفرصة للسلطات المخولة لك لأن تعمل فى هدوء دون ارتباك ، بعيدا عن أصوات الضجيج وضغوط الاعتصام والتظاهر . نعم عليهم ان يدعوك تعمل وتصدر القرارات بعد دراسة ، وليس تحت انفعال أو عاطفة لإرضاء جميع الأطراف ، إذا كنت مدينا لهم بوصولك الى القصر الرئاسى ، فلا يجب أن يكون هذا الدين طوقا يكبل خطواتك الأصوب وقراراتك المدروسة ، فالقرارات التى تؤخذ تحت الضغوط يجانبها الصواب . سيادة الرئيس زيارة ميدان التحرير الآن ضرورية ، فقد كره الناس التعطل والتبطل وقطع الأرزاق على مدى عام ونصف ، رأت فيه مصر مالم تره من قبل من كم التظاهر والإضراب والاضطراب ، وعليهم أن يعطوك الفرصة دون أن يقذفوك بأحجار مطالبهم ، أن يدعوا أحكام القانون لمن يفهم فى القانون ، وإعداد الدستور لمن هو مختص به ، فكفى إملاءات ومطالب غير مدروسة نحن فى مرحلة جديدة تماما ، ويجب علينا حسن استخدام الديمقراطية التى وهبها الله لنا أخيرا ودفعنا ثمنها دماء الشهداء . نحن فى مرحلة يجب أن يتم فيها تنظيم البيت من الداخل وإعادة ترتيب الأوراق دون السير بخطوات مرتبكة وليس أيضا بطيئة ولكن مدروسة دراسة علمية سليمة ، لا أعنى بهذا تجاهل صوت الشارع او القادم من التحرير ، بل التفاهم معه والتحاور والوصول الى حلول عن طريق الحوار والإقناع ، أما أن تدعهم هكذا للأبد ، فليس هذا الحل ، وليس هذا ما يحلم به المصريون بعد أن تنفسوا لأول مرة الصعداء عقب إعلان فوزك الذى انتظروه طويلا أملا فى الاستقرار . سيادة الرئيس.. زيارة التحرير هامة جدا الآن ، حتى يشعر الشعب حقيقة بالتغيير ، وليجدوا من يسمعهم ويتحاور معهم ويقنعهم بالعقل والمنطق فمصر تحتاج إلى جميع سواعدنا دون أن يعطلنا أو يعرقلنا شئ ، فلنعمل معا ولنرى نتيجة عملنا . كما أطالب جميع أفراد الشعب بالتروى ، بعدم التعجل فى الحكم على سياسة أول رئيس منتخب جاء بإرادة حرة للشعب من داخل صندوق الانتخاب ، أطالبهم بإرجاء المطالب الشخصية والفردية ، لإتاحة الفرصة لأن يعمل الرئيس فى ظروف أقل ما يقال عنها إنها مهيأة وليست وردية ، فكلنا يعلم أوضاع مصر المرتبكة على جميع المستويات . علينا أن نعلم ان الدكتور مرسى لا يحمل عصا موسى السحرية ، وان نمنحه الوقت ليعمل ، ولا نتعجل فى الحكم عليه بالإدانة أو التهليل ، فالأعمال فوق الأقوال ، علينا ألا نقذفه مقدما بالأحجار ، فما يواجهه الرئيس الجديد تنوء عن حمله الجبال وقد اعترف به رئيس الحكومة الدكتور "الجنزورى " والذى أكد أنه يعمل فى أصعب ظروف يمكن أن تعمل بها حكومة . ولينسى المتربصون وصائدو الأخطاء أدوارهم ، وليحاول كل منا العمل بإخلاص ، كل فى موقعه ، فقد أعطى الرجل الأمان للجميع ويجب أن نصدقه الى أن يثبت العكس ، وعلينا أن نعمل فى ظل هذا الأمان ولا نعكره أو نكدره ، فإن اخطأ حاسبناه ، وإن أدى واجبه ، علينا ألا نطعنه ونطلب المزيد بل نبارك خطواته ، وليضع كل منا نفسه مكان دكتور مرسى ، ليتخيل الدور الصعب الذى اختاره لنفسه واختاره الشعب له ومن قبل اختاره الله لنا جميعا .