محمد صلاح: مدافعو الزمالك هم من جاملوا نهضة بركان وليس الحكم    برشلونة يعزز موقعه في وصافة الدوري الإسباني بثنائية أمام ألميريا    فاروق جعفر: واثق في قدرة لاعبي الزمالك على التتويج بالكونفدرالية.. والمباراة لن تكون سهلة    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    بعد ارتفاع عيار 21.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة (تحديث الآن)    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    مدارس النصيرات بغزة في مرمى نيران الاحتلال ووقوع شهداء    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو في محافظات مصر    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    جهاد جريشة: لا بد من محاسبة من تعاقد مع فيتور بيريرا.. ويجب تدخل وزرارة الرياضة والرابطة    لمدة خمس أيام احذر من هذه الموجة شديدة الحرارة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    حسين الشحات : نحترم تاريخ الترجي ولكننا نلعب على الفوز دائما    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    بعد ساعات من انتشار الفيديو، ضبط بلطجي الإسماعيلية والأمن يكشف ملابسات الواقعة    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    فتحي عبد الوهاب وهاني خليفة أبرز المكرمين.. صور    للرجال على طريقة «البيت بيتي».. أفضل طرق للتعامل مع الزوجة المادية    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    انقسام إسرائيلي حول غزة يعقد سيناريوهات إنهاء الحرب    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    مصر ترفض مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    «السياحة» تلزم شركات النقل بالسداد الإلكتروني في المنافذ    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيان للناس حول الرئيس المقبل
نشر في الجمعة يوم 10 - 05 - 2012

يقول المولى سبحانه: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً".
إننى لا أدرى سبباً لتلك الضجة التى تحدثها هذه الأقلام المسمومة، وهى تنفث الشائعات غير الصحيحة، والأقوال غير الصادقة، تسود صفحات الصحف بدعوى الحرص على مصلحة مصر وعلى سعادة شعبها، وعلى إنقاذ ثورتها الأخيرة فى يناير 2011 .. ذلك الحرص الموهوم، حرص القط على الفأر من أن يسقط ويقع .. ليوهموا الناس أن الحدأة تقذف بالكتاكيت!!
وإننى لا أدرى ما هذه الأفواه .. عبر القنوات الفضائية .. باتت تفضح أصحابها، وتكشف بغضاءهم علانية دون مواربة أو خجل، إذ توجه سهام الحقد والادعاءات الباطلة ضد أنصار التيار الإسلامى، الذين لا ذنب لهم إلا أن اختارتهم أغلبية الشعب، يريدون العودة إلى تحكيم الشرع الإسلامى، وأن يسوسوا دنياهم بأحكام الدين.. طلباً لسعادة الدارين.. بعد أن ظلوا محرومين من السعادة الحقة نتيجة تعطيل شرع الله الحنيف.. وإقصائه بعيداً.
إن صلاح أحوالنا لن يتم إلا إذا عدنا إلى ربنا، فيعود إلينا الخير .. يقول تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"، كما يدلنا ربنا سبحانه على وسائل استمطار رحمته فيقول عز من قائل: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى غيروا ما بأنفسهم"، فهو سبحانه لم يلبسنا ما نعانيه من ثياب الجوع والخوف إلا بسبب أننا تغيرنا ظاهراً وباطناً إلى الأسوأ: "ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إن شعب مصر منذ 25 يناير 2011 قد عرف طريقه إلى الله وتحرر من الظلم والظالمين وحكم الجاهلية، واتخذ الطريق الموصل إلى مرضاة الله باختيار الإسلاميين فى المجالس التشريعية، إنه قرر بنفسه العودة إلى الله، فلعل الله قد صحح مسيرته، وألهمه رشده، ولعل ما اختاره الشعب الصواب، فلماذا يغضب الغاضبون؟!
بقيت خطوة واحدة أيها الشعب المؤمن إن شاء الله، وأنا واثق أنك لن تخدعك هذه الضجة، ولن تثنيك عن قصدك بإذن الله تعالى.. هذه الخطوة بين يديك، فتقدم إلى برباطة جأش وثبات أقدام، واختر الرئيس الذى يواكب عودتك إلى ساحة الإيمان، والحكم بما أنزل الله باختيار الحاكم رئيساً كان اسمه أو إماماً.
إن اختيار الإمام المسلم ونصبه واجب على المسلمين، ونسأل من الإمام؟ الإمام كل من ائتم به قوم، سواء كانوا على الصراط المستقيم، أم كانوا ضالين، ولكن القرآن إمام المسلمين الهادى وهو الصراط المستقيم، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة الهداة، ومن بعده فالخليفة إمام الرعية، يقدمهم الخلفاء الراشدون رضى الله عنهم.
إنه لابد من رئيس يسوس الجميع على مقتضى النظر الشرعى فى مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، فالرئاسة خلافة عن صاحب الشرع فى حراسة الدين وسياسة الدنيا. إنها الرئاسة العامة فى شئون الدنيا والدين، قال تعالى "الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر".
وأحذركم.. ومن تختارونه رئيساً.. من أن تكون رئاسة شرعية بالاسم فقط، بينما هى ملك فى الجوهر، كما عانينا من قبل: بأن يساس الناس على مقتضى الغرض والشهوة، أو أن تكون رئاسة سياسية محضة بأن يساس الناس على سبيل جلب المصالح الدنيوية فحسب مع دفع المضار، دون اعتبار بالحياة الأخروية وميزان الحلال والحرام الوارد بالشرع.
وهذا عمر الفاروق يسأل سلمان رضى الله عنهما عن الفرق بين الخليفة والملك؟ فيقول سلمان الفارسى: (إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ثم وضعته فى غير حقه فأنت ملك، وأما الخليفة فهو الذى يعدل فى الرعية، ويقسم بينهم بالسوية، ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهل بيته، والوالد على ولده، ويقضى بينهم بكتاب الله).
إنه لابد للمسلمين من إمام – كما يرى أهل السنة والجماعة – فالإمامة عندهم واجبة، فالإمام يقيم شعائر الدين، وينصف المظلومين من الظالمين.. قال صلى الله عليه وسلم: "من مات وليس فى عنقه بيعة .. مات ميتة جاهلية"، وقال أيضاً: "إذا خرج ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم"، ولا شك أن التأمير فى الحكم أولى!
وتاريخ المسلمين منذ اجتماع السقيفة - بعد لحوق النبى صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى – لاختيار خليفة .. إلى اليوم يؤكد الإجماع، خصوصاً وأن القاعدة الفقهية تقضى بأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وذلك كى نتقى أضرار الفوضى، يقول بعض الصحابة: (لو دخلت بلداً ليس به إمام فاخرج منه!).
علينا جميعاً أن نعلم شيئاً عن مقاصد الإمامة التى تتمثل فى الآتى:
أولاً: إقامة الدين من جانبين، والجانب الأول حفظه بنشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسلاح، وكذلك بدفع الشبه والبدع والأباطيل عنه ومحاربتها، وهذا مجال ثقافى، أما المجال العسكرى فحماية ديار الإسلام أين كانت، وتحصين الثغور بإعداد القوة . وأما الجانب الثانى فبتنفيذ شرائعه وأوامره، وإقامة حدوده، وتنفيذ أحكامه، وحمل المسلمين عليها بالترغيب والترهيب.
ثانياً: سياسة الدنيا به، والحكم فى شئون هذه الحياة بما أنزل الله، باعتبار عموم رسالة النبى وشموليتها وكمالها وأنها لتصلح فى كل زمان ومكان تتسم بالثبات فى الأصول، والمرونة فى التفاصيل.
إن سياسة الدنيا بغير الدين كفر وظلم وفسوق كما نطق بذلك القرآن الكريم، وأتباع للطاغوت إتباعاً ينفى الإيمان، مع جحد لأحقية حكم الله ورسوله، أو اعتقاد أن حكم غيرهما أحسن، أو أنهما وأحكام البشر متساويان، وفيه احتكام إلى شرع ملفق مما لا يغنى ولا يسمن من جوع.
إن من ثمرات انتخاب إمام مسلم نشر العدل، ورفع الظلم، وجمع كلمة المسلمين، ودفع الفرقة، والتمكين لعمارة الأرض، واستغلال خيراتها التى خلقها الله لنا لصالح المسلمين خاصة وسائر البشر عامة.
وأحذركم أن تنتخبوا رئيساً يخلو من هذه الشروط الآتية جميعها:
أولاً: فالإسلام أول شرط لهذا الرئيس لأن الرئاسة إمامة عظمى، تندرج فيها الإمامة الصغرى، أى إمامة الصلاة، ولا يتوفر هذا الشرط إلا للمسلم، فلا يجوز أن يصلى غير المسلم بالمسلمين.
ثانياً: أن يكون بالغاً، ليكون مكتملاً عقلاً، والأفضل والأصح ألا تقل سنه عن أربعين عاماً أى سنة النبوة وكمال النضج، وهكذا كان الخلفاء الراشدون .
ثالثاً: انتخبوا المسلم البالغ، العاقل الرشيد، لأن العقل سبب ومناط التكليف، والله لم يخاطب إلا العقلاء، فلا المجنون ولا الصغير ولا النائم مكلفون.
رابعاً : انتخبوا الحر، عبد الله وحده الذى ليس عبداً لغيره ولا عبداً للمال ولا الجاه ولا الشهوات ولا المظهر ولا الهوى ليكون أهلاً للمنصب الجليل، يتصرف من مركز الاستقلال لا يعبد إلا الله.
خامساً : اختاروه رجلاً، لأنه وحده الصالح للإمامة والرئاسة، لقوله صلى الله عليه وسلم : "ما أفلح – أو خاب – قوم ولوا أمرهم امرأة"، ولقوله تعالى "... رجالاً نوحى إليهم"، وأيضاً قوله عز من قائل "الرجال قوامون على النساء".
سادساً : اختاروه مجتهداً ذا علم، والأولى أن يكون بلغ درجة الاجتهاد وعلامة تحصيل العلم أن يكون حاصلاً على درجة الدكتوراه أو العالمية، ولو لم يعلم الناس عنه اجتهاداً.
سابعاً: اختاروه ذا عدالة - ولا معصوماً عن الخطأ غير الأنبياء - ويكفى أنه يحاول تحرى الصواب فى كل قراراته، وذلك يكون بمداومة المشاورة لأهل العقل والعلم والنظر والخبرة.
ثامناً: انتخبوا رجلاً يتمتع بصحة الرأى فى السياسة والإدارة والحرب ملماً بدراسة هذه الأمور له وزراء مستشارون من كافة التخصصات، وله مجلس شورى الإمام أو الرئيس، فلا يبرم أمراً إلا بعد إعمالهم الفكر والنظر والمشورة باستعراض الآراء ثم يقوم باختيار ما يراه مناسباً منها، وأن يستمع إلى وجهات النظر مع تباينها ليأمن الوقوع فى الخطأ ما استطاع.
تاسعاً: تأكدوا أنه ذو صحة بدنية، ليس به عاهة مقعدة تعوقه عن سلامة الأداء يتمتع بكفاءة بدنية وبنية قوية، وأن يكون سليم الحواس قادراً على النهوض بالأعباء الجسدية، فلا مرض مزمناً به ولا داء مقعداً له عن استغلال كل وقته وطاقته لصالح الأمة الذى هو أجير عندها.
عاشراً: اختاروه متمتعاً بالكفاية النفسية التى لا تقل أهمية عن الكفاية البدنية، وتحققوا أنه بشر سوى متسم بسعة الصدر وطول الصبر والتأنى والرزانة، وعدم التعجل ونظافة اليد والبعد عن الطيش والسفه والحمق لا تستخفه الأحداث، ولا تأسره مشاعره ولا يعانى من عقد نفسية.
حادى عشر: وأن يكون الأفضل بين المرشحين عند التفاضل فى شروط الرئاسة، وما أظن أن اختيار المفضول يكون أصلحاً للمسلمين، فقد جاء الخلفاء الراشدون بترتيب الأفضلية، وإن جاز هذا فى غير الرئاسة – اختيار المفضول مع وجود الأفضل – فيما أراه وأنصح به.
ثانى عشر: وإياكم واختيار الحريص على تولى الرئاسة، فقد منع النبى صلى الله عليه وسلم أبا ذر لما سألها وقال أيضاً "إنا لا نولى هذا الأمر من يطلبه"، بل نقول: من رشح نفسه بنفسه وسأل تأييد الناس فلا تنتخبوه.
ثالث عشر: ويا حبذا لو انتخبتم قرشياً جمعت له تلك الشروط على أن يكون مصرياً ينحدر من أصل قرشى.. ولكن هيهات !!!
رابع عشر: وخذوا عليه العهد بعدم التوريث لورثته حيث انعقد إجماع المسلمين على ذلك إجماعاً لا ينقض
إن اختيار الأمة لرئيسها بالاختيار الحر المباشر يغنى عن اختيار أهل الحل والعقد مع أهل النظر والاجتهاد أو بأى طريق أخرى لا تناسب زماننا.
اعلموا أنتم وأعلموا من تختارون بأن واجبات الرئيس هى ما يأتى، وحذروه من أى تقصير أو إهمال وإلا فقد أخل بعقد الاختيار مما يوجب عزله:
أولاً: الاجتهاد فى صيانة الدين، بحفظه على أصوله المستقرة وعلى ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، فإن ظهر مبتدع، أو زاغ ذو شبهة عن الدين وجب على الرئيس أن يوضح له الحق ويبين له الصواب، وأن يأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود ليظل الدين محروساً من خلل والأمة ممنوعة من زلل.
ثانياً: أن يجبر القضاء على الحكم بشرع الله دون سواه مطلقاً وهما كانت الأسباب.
ثالثاً: توفير الأمن لكل آحاد الأمة – مسلمين وغير مسلمين – فى أنفسهم وأهليهم وأموالهم، ومساعدة البلاد المستعمرة لتنعم بالتحرير.
رابعاً: إقامة الحدود التى بينها الله على الجميع، حتى تصان محارم الله من الانتهاك، وتحفظ حقوق عباده من إتلاف واستهلاك، لا فرق بين مواطن وآخر مع مراعاة اختيارات غير المسلمين.
خامساً: هو ملزم بأن يحمى الثغور ضد الأعداء باتخاذ أسباب القوة على اختلافها.
سادساً: جباية الأموال المستحقة – زكوات وصدقات – بلا زيادة ولا نقصان، والنظر فى الضرائب.
سابعاً: تقدير الحقوق والرواتب المستحقة على الخزانة بقواعد ضابطة للمواطنين على السواء.
ثامناً: اختيار أكفاء – أهل الخبرة ولو لم يكونوا أهل ثقة – حتى تنجح الإدارة، خوفاً من الله ورعاية لحق الشعب.
تاسعاً: ترك ونبذ بطانة السوء، وبطانة (كله تمام يا فندم) والبحث عن بطانة الخير النصوح، لا بطانة المدح.
عاشراً الإشراف بنفسه على ما هو متصل بما يجب عليه نحو الأمة. وعليكم أن تفهموه أنه مسئول عن تقصير رجال الدولة، وأن التقصير منسوب إليه يتحمل عبأه، يحاسب عليه أمام الله، ثم إمام الرعية، فهو راع ومسئول عن رعيته.
حادى عشر: وألزموه الخضوع لمبدأ الشورى فى كل الأمور، لا يحكم مستبداً برأيه، مقلداً لفرعون: " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، بل يتاسى بالنبى صلى الله عليه وسلم الذى كان – رغم نزول الوحى عليه – أكثر الناس مشاورة لأصحابه، واعملوا بمبدأ جمهور العلماء القاضى بأن الشورى ملزمة، وأن يتجنب الاستشارة فيما نزل فيه وحى وفيما تم الإجماع عليه، وتتحقق الشورى بصور وأساليب لا تحصى.
وأعلموه أن مدى التزام الرئيس بالشورى وآراء المشيرين هو الذى يقرر استمراره أو عزله.
ثانى عشر: ونبهوه على أن الإسلام يقبل التعددية، فيجب عليه أن يفسح صدره لليبراليين والعلمانيين واليساريين وغيرهم، فضلاً عن المواطنين من غير المسلمين وألا يظلمهم أو يمنعهم من حقوقهم، والتى أعلاها حرية الاعتقاد والرأى والتعبير، بشرط ألا تتناول مع ما يمس العقائد أو ما يخالف الآداب العامة، وليتعامل معهم برفق وألا يكون عوناً للشيطان عليهم.
إن الله سبحانه هو صاحب السيادة فى الدولة الإسلامية، والشعب نائب عنه، ويمثل الشعب سلطات ثلاث:
فالسلطة التشريعية لها حق التشريع ابتناء على حق الله فى التشريع ابتداء، بحيث لا تكون قوانينها معطلة أو مصادمة لشرع الله تعالى.
والسلطة القضائية لابد وأن تقضى بما أخذ من شرع الله، وأن تمتنع عن الحكم والقضاء بغير ما أنزل الله من شرائع مع اتخاذ السبل الكفيلة بتعديل المخالف من القوانين.
والسلطة التنفيذية يجب ألا تنفذ ما فيه مخالفة لدين الله كالتراخيص للأماكن التى يرتكب فيها ما نهى الله عنه.
قال تعالى "وأن احكم بينهم بما أنزل الله إليك ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك" وقال تعالى "إن الحكم إلا لله".
وعلى الرئيس إذا ما تولى منصبه أن يكون فى ظل قوله تعالى "الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر".
واعلموا أن حقوق الرئيس إذا ما تم تنصيبه تتلخص فيما يأتى:
أولاً: طاعته فى غير معصية، وليست طاعة مطلقة، فسلطة الحاكم مقيدة كما جاء فى الحديث الشريف "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"، وكما قرر الخليفة الأول أبو بكر رضى الله عنه: (أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيت فلا طاعة لى عليكم).
والإمام الجائر يطاع فيما لا معصية لله فيه، ويعصى فيما عدا ذلك.
ثانياً: القيام بنصرته وتقديره واحترامه وتوقيره قال صلى الله عليه وسلم "من أهان السلطان أهانه الله"
ثالثاً: أن يقدر له راتب، إلا أن يتعفف، فعمر رضى الله عنه يقرر أنه يتصرف فى مال المسلمين بشأن الراتب ككافل اليتيم، قال تعالى "ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف".
رابعاً: وجوب إخباره بانحراف من ولاهم المناصب العامة، مع دوام المناصحة له فى المغيب والمشهد، أى فيما غاب عنه أو شهده.
خامساً: فإذا تواضع كما فعل أبو بكر فتجب إعانته: إنى وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن رأيتمونى على حق فأعينونى، وإن رأيتمونى على باطل فقومونى.
وننوه إلى أن على الحاكم أن يضع حداً لفوضى التظاهر والاعتصامات كسبل التعبير عن الرأى التى جدت على حياتنا بأن يكون – إن جاز شرعاً – فى حدود إعلان الرأى والاحتجاج على ظلم دون تسبب فى أى أضرار فلا ضرر ولا ضرار.
ونختم بحالات عزل الحاكم مع الإقرار بأن القانون أعطاه مدة رئاسة أربع سنوات قابلة للتجديد مباشرة ومرة واحدة إلا أنه يعزل فى هذه الحالات فوراً:
أولاً : الكفر والردة بعد الإسلام
ثانياً : ترك الصلاة وترك الدعوة إليها بتعطيل المساجد مثلاً
ثالثاً : ترك الحكم بما أنزل الله تحت أى دعوة
رابعاً : الفسق والظلم والابتداع
خامساً : إذا أصيب بما يجعل تصرفه ناقصاً فيفرض عليه الحجر أو وقع أسيراً أو مهزوماً لا حول له ولا قوة
سادساً : لو نقصت كفاءته: إما بزوال عقل أو فقد بعض الحواس المؤثرة فى الرأى والعمل، أو فقد بعض الأعضاء المخل فقدها بالنهوض بأعباء الرئاسة
ومن وسائل العزل أن يعزل نفسه ومنها القتال والثورة المسلحة حالة عدم استقامته ومنها وهو الأولى لو لم يعزل نفسه – اتخاذ الطرق السلمية عن طريق أهل الحل والعقد وبمشورة أهل النظر والاجتهاد.
أيها الناخبون .. أهل الوطن على اختلاف أطيافكم ومشاربكم وألوانكم وعقائدكم وآرائكم وتوجهاتكم..
اذهبوا إلى صناديق الانتخاب، واتقوا الله فى دينكم ووطنكم مصر، ومستقبل أولادكم، واختاروا من تحققت فيه ما سبق من شروط، وتحروا الحق، وإياكم والتعصب الذميم، واعلموا أن صوتكم أمانة وأنتم مسئولون عنها.
أيها المرشحون للرئاسة.. من لم يكن فى مقدوره التحقق بما سبق من شروط.. فمن كرامته أن ينسحب من الآن، وذلك شرف له وخير.
"فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمرى إلى الله، إن الله بصير بالعباد"
ألا هل هل بلغت؟ اللهم اشهد
ألا هل هل بلغت؟ اللهم اشهد
ألا هل هل بلغت؟ اللهم اشهد
نقلا عن اليوم السابع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.