بعد عناء و تعب يوم طويل بالقنصلية المصرية لإستخراج بطاقة الرقم القومى و حضور مؤتمر صحفى لحملة الدكتور محمد مرسى بأمريكا، و قبيل وصولى للمنزل و عند الساعة السادسة مساء يوم الإثنين تلقيت مكالمة من أحد المسئولين من وزارة الأمن القومى الإمريكى يطلب لقائى يوم الثلاثاء 19 يونيو عند الساعة الخامسة مساء لإسداء المشورة فى بعض الأمور التى تتعلق بمصر. و إلتقيت به يوم الثلاثاء 19 يونيو لمدة 3 ساعات فى فندق شيراتون المطار بمدينة نيوارك بولاية نيوجرزى، و كان معه شخص آخر لا أعرفه من قبل إسمه رونى و محدثى أعرفه منذ عام 2005 و إسمه فرانك و كان سبب المعرفة هو إننى أرسلت رسالة للرئيس بوش معترضاً على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس التى كانت تتحدث فى مؤتمر صحفى و قالت بأن أمريكا ستعمل على نشر الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط. و قد أراد البيت الأبيض معرفة بعض التحليلات لطبيعة الشرق الأوسط من إنسان يعيش فى أمريكا. و منذ هذا التاريخ تتم إستشارتى لمعرفة الآراء حول بعض النقاط التى تريد الإدارة الأمريكية معرفتها. و هذا الأمر تقوم به الإدارة الأمريكية مع العديد من أبناء الجاليات المختلفة. وصلت فى موعدى ووجدتهم ينتظروننى حيث وصلوا قبل الموعد المحدد، و بعد أهلاً و سهلاً و السؤال عن الصحة و تناول القهوة،و للوهلة الأولى بدت الإستفسارات توحى بالنسبة لى بأن هناك إنقلاباً وشيكاً على نتيجة الإنتخابات فى مصر. لقد كان محور اللقاء يدور حول ماهى توقعاتى بالنسبة لردود الأفعال الشعبية إذا ما تم إعلان شفيق رئيساً بالمخالفة لما أعلنه محمد مرسى من نجاحة فى الإنتخابات، و قلت لهم بأنه من وجهة نظرى إن هذا الإستبيان هو تدخل فج فى شئون مصر الداخلية و هو مرفوض بالنسبة لى و كل المصريين، و إننا نثق فى أن الحق هو دائماً فوق القوة و أن الشعب المصرى قادر على وضع الأمور فى نصابها و لن تكون هناك أية إضطرابات لأن مصر منضبطة فى كل شئ و خير مثال على هذا هو هذه الثورة السلمية العظيمة. و الأدهى من ذلك هو السؤال الذى صدمنى و هو هل تعتقد بأن الصدام بين مناصرو الأخوان إذا ما تم إعلان شفيق رئيساً، هل من المحتمل أن يكون مسلحاً؟ و هل تعتقد بأن الإخوان لديهم أسلحة و إنهم قد يستعملونها فى أية مصادمات؟. و قد كانت إجاباتى محددة و قاطعة بأن السلاح فى مصر هو فى يد الحكومة و بعض الخارجين على القانون و هى نسبة بسيطة بالمقارنة بما هو موجود فى أمريكا، و هى نسبة بسيطة تستعمل فى أمور إجرامية و لا دخل للمجرمين بالسياسة، أما الإخوان فكل ما يقومون به هو إعتراض سلمى على بعض القرارات التى يختلف عليها فئة من الشعب. و إننى أعتقد بأن الأخوان لا يمتلكون اسلحة حيث إن هذه الجماعة لها وجود مكثف فى الشارع المصرى. عموماً اللقاء بالنسبة لى كان سيئاً و لا يبشر بخير، لقد كانت ردودى و بثقة بأن اللجنة العامة للإنتخابات لا يمكنها أن تنزلق إلى مستنقع مخالفة الحقيقة لأن كل أعضاء اللجنة هم من خيرة قضاة مصر الشرفاء، و قلت لهم بأن سجل قضاة مصر مشرف على الدوام و ضربت لهم مثلاً عام 1954 عندما أحالت ثورة 23 يوليو بعض أعضاء الحكومات السابقة على الثورة للمحاكم بتهمة واهية ظناً من مجلس قيادة الثورة بأن القضاء سينحاز للثورة و سيقوم بالحكم دون أدلة. و قلت له لقد وقف القضاء ضد طلبات الثورة و أعمل القانون دون النظر إلى طلبات مجلس قيادة الثورة. و مع هذا فإننى تراودنى شكوك قد تكون غير صحيحة من أن اللجنة يمكنها أن تقبل أحد طعون الفريق أحمد شفيق بالمخالفة لقانون الإنتخابات الذى يحدد طريقاً محدداً للطعن على نتيجة الإنتخابات، حيث يتعين الطعن على النتيجة لدى القاضى الخاص باللجنة محل الطعن, و بعد قرار قاضى اللجنة ينتقل الحق فى الطعن أمام اللجنة العامة, و بالتالى فإننى أعتقد بأن اللجنة العليا للإنتخابات سترفض كافة الطعون المقدمة لها كما حدث فى الجولة الأولى لإنتخابات الرئاسة. الأستاذ السيد: إذا أردت كتابة أى شئ عن هذا الموضوع أنا لا أخشى كتابة إسمى فيه. حيث يراودنى الشك فمن المحتمل التلاعب بشكل ما و إعلان شفيق يوم الخميس و هذا الإحتمال يمثل ما نسبته 90% بالنسبة لى إعتماداً على اللقاء الذى سمعته ورأيته بأم عينى. لأننى أضع نصب عينى ماتم فى نيكاراجوا عام 1992 و فى الجزائر عام 1991 اللهم أحمى مصر من كل الشرور.