على الطراز الإيطالي.. السكاكيني من أقدم قصور مصر

يصنف قصر السكاكيني بأنه من أقدم قصور مصر، تم بناؤه عام 1896م، على يد حبيب باشا السكاكيني، ويقع القصر في ميدان السكاكيني بمنطقة وسط البلد في القاهرة، وتحديدا في منطقة الظاهر المتكدسة بالسكان وعرف محيط القصر لاحقا ب "حي السكاكيني".
سميت المنطقة بعد بناء القصر على اسم صاحب القصر حبيب باشا السكاكيني، وهو من مواليد دمشق بسوريا، جاء مصر عندما كان عمره يتراوح بين 16-17 عامًا ليتولي وظيفة بشركة قناة السويس الوليدة في بورسعيد.
تقول المرويات أن حبيب السكاكيني جذب اهتمام الخديوي إسماعيل عندما صدر بواسطة الشحن على الجمال طرود من القطط الجائعة إلى المنطقة التي تنتشر فيها الفئران في قناة السويس، وفي غضون أيام، تم حل مشكلة هذا الوباء من القوارض بفضله.
ونظرًا لقدرته على الحل السريع والابتكار والمبادرة
قام الخديوي، باستخدام هذا السوري النبيه، وكلفه بمهمة شاقة وهى استكمال بناء الأوبرا الخديوية.
نجح السكاكيني وانتهت أعمال بناء دار الأوبرا في الوقت المناسب لوصول وزيارة الملوك الأوروبيين، إلى مصر لحضور أفخم احتفال لافتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869.
وفي يوم في 12 مارس سنة 1901، منح "Rome's Leon الثالث عشر"السكاكيني اللقب البابوي "الكونت" تقديرًا لخدماته لمجتمعه.
يقال أنه جمع ثروته قبل العمل في المقاولات من تجارة السكاكين والأسلحة. وقد بنى القصر على قطعة أرض منحت له على بركة أرض تسمى بركة الشيخ قمزيحي الظاهر.
بني قصر السكاكيني على الطراز الإيطالي، وقد اختار لقصره موقعًا جذابًا يشع منه 8 طرق رئيسية وبالتالي
أصبح القصر نقطة مركزية في المنطقة ولم يكن الحصول على مثل هذا الموقع سهلًا في ذلك الوقت لكن علاقة السكاكيني باشا مع الخديوي سهلت هذه المهمة.
صمم القصر بتصميم بيزنطي منتمي للعصور الوسطى، حيث بني القصر على مساحة 2698 متر مربع يضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق يحتوى القصر على أكثر من 400 نافذة وباب و 300 تمثال، ومنهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر.
توفي السكاكيني عام 1923، وقسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة، بعد أن قام أحد أحفاد السكاكيني بالتبرع بحصته لوزارة الصحة.
وفي 1961 تم نقل متحف التثقيف الصحي من عابدين إلى قصر السكاكيني وذلك بأمر من محافظ القاهرة، وفي سنة 1983 صدر قرار وزاري من وزارة الصحة بنقل متحف التثقيف الصحي إلى المعهد الفني بامبابة.
وقد تم تسجيل هذا القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لسنة 1987، ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.