زوجة الرئيس قد ترفعه عالياً بين شعبه وقد تصنع له نعش سقوطه وتحفر له قبره، سيدة قصر الرئاسة قد تجعل الشعب إما راضياً عنه أو ساخطاً عليه، فتصبح مثل «سوزان مبارك» التى أقحمت نفسها في كل أمور الدولة، تتمكن من فرض ابنها «جمال» علي الساحة السياسية، تمهيداً لتوريثه الحكم.. وقد تصبح زوجة الرئيس سيدة أولى مثل جيهان السادات وقد تبقى مجرد زوجة حاكم تبحث لأبنائها عن وسيلة للتوريث مثل «زوجة مبارك». فمعظم القادة ورؤساء الدول حياتهم العائلية غير مستقرة، فمنهم من ينفصل عن زوجته بعد «عشرة عمر» مثل وسيلة بن عمار الزوجة الثانية للرئيس التونسى الأسبق الحبيب بورقيبة، والتي أصبحت السيدة الأولى حيث استولت علي بورقيبة قلباً وعقلاً واستمر زواجهما نحو 24 عاماً، وكان ينظر إليها علي أنها نائب الرئيس الفعلى، كانت قوية جداً وذكية للغاية، وكان يقول عنها بورقيبة «إنها تشبه أمي»، استمر نفوذ وسيلة إلى عام 1986م عندما قام بورقيبة بتطليقها متهماً إياها بتجاوز الحدود والتدخل اللفظى فى شئون الدولة. ومن أشهر الخلافات العائلية للرؤساء ما حدث بين نيلسون مانديلا وزوجته وينى ماديكيزيلا انتهت بالطلاق لأسباب سياسية، وكان قد تزوجها بعد طلاق زوجته افلين نتوكو ماسي إثر وفاة ابنته عام 1958. ومن جنوب أفريقيا إلي فرنسا فقد اهتزت باريس عندما تم إعلان الطلاق بين الرئيس ساركوزى وزوجته السابقة سيسيليا التي ساندت حملته الانتخابية بمواقف خاصة وعامة، لكنها غادرت قصر الإليزيه بعد بعض شهور فقط من وصولهما إليه معاً. وما حدث في الأرجنتين كان الأغرب فقد طلق الرئيس كارلوس منعم زوجته «سليمة جمعة» لأنها دعت أشهر الصحفيين إلي حفل شواء في غيابه وانتقدت أمامهم سياساته، وحينما ضاق ذرعاً بمعارضتها السياسية وانتقاداتها المتكررة فتخلص منها. وفي إيران طلق الشاه محمد رضا بهلوى الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد والملكة نازلى، لأنها لم تنجب ولي العهد. أما الملك فاروق الذي تزوج مرتين الأولى من فريدة والتي أنجبت له ثلاث بنات فقط، هم «فوزية وفريال وفادية» وطلقها لعدم إنجابها وريث العرش ثم تزوج من ناريمان صادق، والتي أنجبت له ولي العهد الأمير أحمد فؤاد وغادرت الملكة ناريمان معه إلي المنفي بإيطاليا بعد تنازله عن العرش بعد ثورة يوليو، إلا أنه وبعد خلافات كبيرة تم الطلاق بينهما عام 1954. الدكتور محمد الجوادى المفكر السياسي أن مصر لم تشهد سيدة أولى بالمعنى الحقيقى غير سيدة واحدة فقط وهي جيهان السادات، فقد كانت سيدة أولي في الظل أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان يثق فيها ويعتمد عليها ويستمع إلي كلامها، ثم أصبحت سيدة أولي في عهد زوجها الرئيس الراحل أنور السادات طوال عهده يوماً بيوم وفي عهد مبارك ظلت أيضاً سيدة أولى نظراً لعدم قدرة سوزان مبارك علي التغطية علي مجد جيهان السادات وانشغالها بحماية جمال مبارك وإعداده لحكم مصر.