شهدت أسوان عاصمة الثقافة الأفريقية ختام السمبوزيوم الذى بدأت فعالياته يوم 15 يناير وينتهى 15 مارس فى غياب محافظ أسوان ووزيرة الثقافة ومؤسسة الفنان آدم حنين فخرج ختاماً باهتاً، رغم زهو الأعمال النحتية التى زينت الساحة المفتوحة لتتعانق مع النيل الخالد والحضارة الفرعونية، ونالت إعجاب سكرتير عام محافظة أسوان اللواء حازم عزت، وضيوف المحافظة والتى شارك فيها نخبة متميزة من شباب النحاتين المصريين والأجانب، بجانب مجموعة من الأطفال الموهوبين، وحاول الدكتور فتحى عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، من رفع الروح المعنوية للفنانين الذين أبدعوا وجعلوا من الكتل الصماء عملًا فنيًا بتكريمهم، بحضور هانى فيصل، قوميسير عام السمبوزيوم الذى تبنى معرض الأطفال الموهوبين للفن التشكيلى «إيد وفرشة»، ونفذوا أعمالًا فنية بإجمالى 35 عملًا فنيًا بواسطة 7 أطفال بالتعاون مع قصر الثقافة وفنانى سمبوزيوم أسوان، وذلك ضمن مشروع نماء لتنمية قرية الرغامة البلد بتمويل من جمعية «مصر المحروسة بلدى». شارك الفنانون بأكثر من 15 قطعة فنية استغرقت شهرين فى تنفيذها بمساعدة مجموعة من العاملين الذين أصروا على البقاء مع الفنانين لحين الانتهاء من تنفيذ جميع الأعمال، وغادروا بعد ذلك مصر إلى السعودية للمشاركة فى أعمال فنية هناك. فكرة السمبوزيوم جاءت فى ذهن النحات آدم حنين عام 1996، عندما كان يعيش فى فرنسا وتقابل مع الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة بباريس وعرض عليه الفكرة التى أعجب بها لأنها تجمع بين نحاتين من العالم يحملون ثقافات ومدارس فنية متنوعة، واستدعى حنين ليحقق حلمه وينطلق أول سمبوزيوم، عام 1996 ليصبح معملًا فنيًا لتفريخ فنانين ومعارض نحت.. ونستعرض نماذج من الفنانين المشاركين فى السمبوزيوم هذا العام. خافيير سكالا من إسبانيا أطلق على عمله مناجاة النفس حوارًا مع الذات، فكرر شكل الانسان أكثر من مرة ليبرهن ان النفس الإنسانية تحاسب نفسها، وتخلق حواراً مفتوحاً مع ذاتها عن مشوار الحياة. سكالا يرى السمبوزيوم حالة فنية خاصة يجمع فن الدول على أرض النيل التى انبهر بآثارها وتغنى بحضارتها وتمنى أن يكون معه الجيتار الخاص ليعزف مقطوعة فى حب مصر، فهى متحف مفتوح. هيرمان شايدر من النمسا حملت قطعته الفنية عنوان «معبد الزمان» يعبر فيها عن تخيله للإسكان المستقبلى الذى يحيط به الطبيعة التى توهب له الحياة، فتربيته فى الريف جعلته ينظر الى الطبيعة بأنها الحياة ، ومن السهل أن تتحول القطعة الصماء الى شكل فنى يخدم الطبيعة ويعطى لها شكلاً جمالياً مستشهداً بتماثيل الفراعنة الموجودة فى كل مكان بمصر. آلاء يحيى.. أسرة فى محادثة عندما تمسك الأنثى بأزميل لتقطع الجرانيت الى قطع تخرج منها فناً ملموساً، فتضع لمساتها الانثوية على القطع لتكون متحركة ، تصنع عملًا فنيًا اختارت له بأحاسيسها، لتصنع ألفة بين الأسرة التى فقدنا فيها مع لغة السوشيال ميديا الحوار، لتعود بنا إلى تجميع الأسرة مرة أخرى وخلق لغة للحوار بين أفرادها. سنزيا سوزانا.. إيطاليا أحبت سنزيا سوزانا، شمس أسوان وقررت أن تطلق على قطعتها الفنية «فى عيون الشمس» ولكونها امرأة فنظرتها للأشياء مختلفة، لفت انتباهها إناء بمنزلها مليء بالماء على شكل أذن، فرسم فى عينيها لوحة نحتية، وعند اشتراكها بالسمبوزيوم صممت أذنين بهما ثقب ينظران إلى بعضهما البعض، تميل إلى استخدام الحجر فى أعمالها فتراه أنيقاً صامدًا أمام تغيرات الطبيعة، وبه جمال نشاهده عند تشكيلة مثل المرأة عندما تتزين تكون أجمل نساء العالم. عبدالرحمن العجوز.. المرأة البدينة تحمل أنوثة طاغية انفرد بشكل نحتى مختلف فلعب على تيمة البدانة ووظفها بشكل إبداعى، ليقول بأن المرأة البدينة بها أنوثة طاغية، وكتب على تمثاله «ثقل ورشاقة» وعندما سألته لماذا اخترت البدانة محورًا لأعمالك؟ قال ضاحكاً: إن المجتمع يظلم أصحاب الأوزان الثقيلة، ويتهمهم بالتخمة، فأردت أن أرسم البدانة على حجر يجسد جسم امرأة ممتلئة من أسفل، ولكنها رشيقة تتزين وتضع وردة على فستانها. سالى راجح.. ذكاء العقرب استحوذ ذكاء العقرب على التشكيل الفنى لسالى راجح، خاصة وان الحضارة المصرية ميزته وارتبط بالآلهة «سركت» وكان الرومان يأخذونه شعاراً لهم فى أسلحتهم، ويعتبر العقرب أول عمل لسالى من الجرانيت. أحمد نبيل.. قصة رجل معاصر لعبت البيئة الأسكندرانية دوراً فى تشكيله، واحتل الجمال المعمارى جزءًا كبيرًا من اهتمامه، ومزج فى عمله «قصة رجل معاصر» بين التراث المعمارى القديم بالحديث ، وتحدى صعوبة الجرانيت فى تكسيره والحفر عليه، ليخرج فى النهاية تحفته التى نال بها إعجاب من شاهدها.