سمبوزيوم أسوان يعلن انطلاق دورته الثالثة عشر جانب من المؤتمر
نجح في دوراته الثانية عشر السابقة, ومنذ بضعة أيام بدأت فعاليات دورته الثالثة عشر, سمبوزيوم أسوان الدولي الذي شارك فيه أكثر من 150 نحاتا منذ بدايته عام 1996حتى الآن من مختلف بلدان العالم, يعملون بخامة أجدادنا الفراعنة "الحجر" بدأب شديد.
محيط - رهام محمود
وفي المجلس الأعلى للثقافة أقيم المؤتمر الصحفي لسمبوزيوم أسوان هذا العام, والذي تشكلت لجنته العليا من عشرة أعضاء هم: الفنان فاروق حسني وزير الثقافة, الفنان آدم حنين القوميسير العام للسمبوزيوم, الكاتب والمفكر كامل زهيرى, الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية, الدكتور أحمد مجاهد مدير صندوق التنمية الثقافية, الفنان د. صلاح مرعي, الفنان د. صبحي جرجس, الفنان د. أحمد سطوحي, د. صبري منصور رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة, والفنان كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد.
حاضر بالندوة الفنانون محسن شعلان, وآدم حنين, ود. صلاح مرعي, ود. أحمد مجاهد الذي بدأ حديثه بأهمية هذا السمبوزيوم الذي يهدف بتواصل فن النحت الحجري بين فناني العالم, حيث ذكر أنه شارك به نحو 139 نحاتا من 101 دولة في دوراته السابقة. كما ذكر د. مجاهد أن من نتاج سمبوزيوم أسوان, أنه تم موافقة الفنان فاروق حسني على تخصيص حديقتين كبيرتين بالفسطاط التي تقع فيما بين مصر القديمة ومتحف مصر العريق, لتكون متحفا مفتوحا دائما يضم منحوتات سمبوزيوم أسوان الدولي.
وقد أعرب د. مجاهد عن ترحيبه بالفنانين المصرين والأجانب الحاضرين والذي اكتظت قاعة المؤتمرات بهم, وبالفنانين المحاضرين, وبالأخص الفنان آدم حنين صاحب الفضل لهذا الإبحار العظيم "للسمبوزيوم".
أوضح الفنان محسن شعلان في حديثه بأنه لمس منذ الدورة الأولى للسمبوزيوم نجاحه, حيث إنه أقيم على إيمان خاص وبشكل موثوق من نتائجه العملية؛ لأن مصر علم للنحت, وأثنى على دور الفنان آدم حنين الذي قام به في السمبوزيوم منذ دورته الأولى, وفكره وعقله الذي يدير هذا المشروع.
أضاف شعلان: "عندما نرى المناخ العام الذي أنشأ فيه السمبوزيوم, وأننا نملك نحاتون كبارا مثل الفنان عبد الهادي الوشاحي, كما أن النحت أحوج لحدث كبير وجاد كهذا الحدث, فمصر هي أشهر العواصم والأنسب لهذا المجال, والغريب في السمبوزيوم هو التفاعل غير العادي من الفنانين الأجانب بالخامة "الحجر" والعمل في جو أسوان, فهم ينتجون أعمالا لا تنتمي لهوية أو جنسية أيا منهم بالقدر الذي ينتمي لهذه الخامة وهذا البلد "مصر", فهذا السمبوزيوم لا توجد أدنى مغامرة لفكرته, فكان الاختيار ناجحا جدا للخامة, وللمكان الذي نثق به بأنه يسيطر ويلهب الفنان في مناخ ينتج أعمالا ترتبط جدا لنحت الجرانيت.
يواصل: أنا أعتبر سمبوزيوم أسوان هو "الأب", حيث أنطلق بعده العديد من السمبوزيوم, فهو سيظل شرارة البدء في هذا المجال, قضي حوالي ربع قرن, وهذا يحسب إضافة حقيقية للساحة التشكيلية المصرية, كما أنه حركنا لكي نفكر بإقامة سمبوزيوم البحر المتوسط الأول في قلعة قايتباي للتصوير الزيتي, يشارك به فناني بعض دول البحر المتوسط".
أما الفنان آدم حنين قوميسير السمبوزيوم منذ بدايته, فقد بدأ حديثه بالأعراب عن سعادته بوجود الفنان عبد الهادي الوشاحي وجورج البهجوري في هذه الدورة من السمبوزيوم, ثم أعلن عن افتتاح الدورة الثالثة عشر للسمبوزيوم اللقاء المحب لنفوس كل من يهتمون بالفنون والنحت بوجه خاص, وذلك يوم 21 يناير الماضي واستمراره حتى 10 مارس المقبل.
وقال: " اليوم نحتفل باكتمال الدورة الثانية عشر, وإطلاق الدورة الثالثة عشر بوجود نحاتين مميزين جدا, وتصدر الحجر كخامة نبيلة بين المواد الأخرى, التي غيرت ملامح الحركة التشكيلية بمساهمة فن النحت بالخامة الصعبة؛ فمصر هي أرض النحت منذ قديم الأزل, فمع تكرار السمبوزيوم خلال السنوات السابقة, أصبح هناك لقاءا فكريا بين شباب الفنانين وهذه الخامة, كانت تنقصنا قبل السمبوزيوم الأول الذي أقيم عام 1996؛ وهذا بسبب التشتت في استخدام الخامات الجديدة في الفن.
يضيف: الحجر يدعوك للحكمة, وبهذه المناسبة أشير إلى علامتين اعتبرهم تطورا في مسارنا الفني في الحركة الحاضرة اليوم, فقد أقيم منذ بضعة أيام في ميدان لبنان بالمهندسين صرحا فنيا من النحت التجريدي بمفهوم معاصر, يصل طوله ثماني أمتار يملأ النفس مسرة وثقة, وهو عمل للفنان عصام درويش. والعلامة الثانية توجد بمركز الجزيرة للفنون, في عرض يضم خمسة عشر عملا نحتيا متوسط الحجم بخامة الحجر, يتميزا برؤية مصرية عربية هم للفنان أحمد طلال. وأيضا في مبنى جامعة المنصورة يوجد عمل نحت حجري للفنان دومتري, ويوج أيضا تمثالا لفنان آخر, وفي مدينة دمنهور أمام مبنى الأوبرا القديم يوجد تمثال عروس البحر للفنان طارق زبادي, وهذه الأنشطة قد حدثت في وقت واحد بهذه الأيام الأخيرة, حيث لفت نظري أن النحت بدأ يخرج للميادين.
يواصل: ظاهرة أخرى صحية وهي انتشار فكرة السمبوزيوم في أماكن أخرى غير أسوان في محاولات متفاوتة, ولكنها مثيرة ومحرضه على مسار الفن, كما أصبح الفنان المصري مطلوبا بشكل دائم للمشاركة في ملتقيات مماثلة في دول العالم المختلفة, وهذا بعد ما تحقق نجاح سمبوزيوم أسوان في مصر في دوراته السابقة الأثنى عشر".
ثم ألقى الفنان صلاح مرعي أسماء الفنانين المشاركين في هذه الدورة الذي يبلغ عددهم خمسة عشر نحاتا من تسعة دول بما فيهم مصر وهم: أنطونيوس ميرودياس من "اليونان", مارتين بيتز توبار "ألمانيا", جيس ساليزبيرى "انجلترا", علي نوري علي "العراق", هاركوا ياميشتا "اليابان", صامويل بينير وجيمارايس "البرازيل", ون تشينجتساي "تايوان", آيلا توران تان "تركيا", ومن مصر الفنانون د. عبد الهادي الوشاحي, جورج البهجوري, ساركيس طوسونيان, أكرم المجدوب, أحمد قرعلي, فيفيان البتاتوني, وعصام درويش.
ثم تداخلت أحد الحضور وسألت عن المتحف الذي أقيم في أسوان, بأنه أصبح به قطعا نحتية مهمة جدا, لكن ما هو الجديد, فأجابها الفنان مرعي قائلا " المتحف عبارة عن هضبة خارج أسوان تطل على نهر النيل في موقع جميل جدا, في رأيي أن المتحف لم يكن مستقرا, خصوصا أننا نقوم بنحت أحجار من الطبيعة في موقعها كما هي بجانب المتحف وهذا يعتبر اكتمالا للمتحف, وهذه المساحة مضافة للمتحف؛ لأن المتحف مزدحم بالتماثيل, وهذا أعطى لنا فكرة أننا نزيد مساحة العرض, وفي الحقيقة أن صندوق التنمية الثقافية طلب سابقا من الفنانين عمل تصميمات لهذه المساحة, لكننا صدمنا بالنتائج؛ لأننا اخترنا مكان المتحف من الطبيعة ولا نريد أي تشويه له, فعندما جاءت تصميمات من هذا النوع, رأينا أن هذا الموضوع يحتاج نوع كبير من الحذر.
يواصل: ففي العام الماضي بدأنا نتجول في المناطق المحيطة بالمتحف في الوديان المجاورة له, وكل التفاصيل من حوله, اكتشفنا وقتها أماكن جميلة جدا لم نراها من قبل, ونحن مازلنا نستكشف المكان؛ ولذلك نحن سنرى في النهاية الوضع المناسب لهذه الأماكن حتى لا نجرح الموقع.
كما تسائل أحد الحضور: " هل سيكون متحف الفسطاط بديلا لمتحف أسوان؟", فأجاب د. مجاهد: "متحف الفسطاط بالتأكيد ليست بديلا, ولكنه تعريف لأهل القاهرة وعدم حرمانهم من هذه الأعمال, كما أضاف الفنن حنين: "أنا أرى انه تكمله للمتحف المفتوح في أسوان", كما سرح د. مجاهد أنه سيتم افتتاح المتحف بعد حوالي ستة أشهر.
ثم أقترح الناقد أيمن حامد بعد نجاح السمبوزيوم أن تستغل ناتج أعماله في تسويق هذه الأعمال؛ لإقامة المزيد من السمبوزيوم من المدن الأخرى, فأجاب الفنان صلاح: "بالنسبة لأعمال النحت فهي ملك للفنانين, كما انه يوجد لوائح وقوانين للسمبوزيوم في أنه لا يكون لنا الحق في بيع عمل فنان, لكن الفنان يتنازل عن العمل لأجل "مصر", فهو غير قابل للبيع, وواجبنا أن نحافظ على تمثاله, وأن يظل يحمل أسمه طول العمر".
كما قال الفنان شعلان: " إن الهدف من إقامة سمبوزيوم هو هدف ثقافي, والتسويق موجود وهو مشاركة عدد من الفنانين الأجانب من الدول المختلفة في هذا السمبوزيوم, لكن هذا التسويق مختلف عن فكرة التسويق السياحي, فالتسويق متاح بأن ينتشر العمل بهذه الخامة "الحجر", وبإقامة المعارض المتعددة, وظهور علامات شابة كما ذكر الفنان حنين أنه بالفعل في العشر سنوات الأخيرة انتشرت الخامة فعلا, بالإضافة إلى هدف آخر, أنه له أهمية في هذا الوقت تحديدا بغياب النحت عن الشارع المصري؛ فالنحت يجب أن يكون مرتبطا بالشارع المصري, وهذا كان مختفي منذ سنوات طويلة وبدأ يظهر الآن, وكنا خائفين جدا لوجود وجوه عديدة استغربته".
أما الفنان الوشاحي فرد قائلا " أنا أعارض أن أي عمل من السمبوزيوم يسافر خارج مصر؛ لأنه طبيعي أن يكون بمصر, ملكا للبلد, وهذا بتعاقد مع الفنان, فلو أحد يهمه نتاج السمبوزيوم فمن الممكن أن يتعاقد مع الفنان مباشرا, كما أن العمل ليست ملكا للفنان وحده, بل فهو ملك لكل إنسان مصري.