قال النحات آدم حنين، مؤسس سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، الذى تمت إقالته من رئاسته مؤخرا ل"بوابة الأهرام": تمسكت برئاسة المتحف المفتوح للحفاظ عليه. وأضاف "حنين": شعرت بالقلق على المتحف المفتوح لأنه مشروع كبير يضم 180 عملاً نحتياً بخامات الجرانيت لفنانين من 52 دولة. وأشار إلى أن هذه الأعمال شكلت مدرسة فنية مهمة، كما ظهر فنانون مصريون سريعا كان ينقصهم العمل بالجرانيت، وهو ما تحقق من خلال السمبوزيوم الذى شاركت فيه أسماء مختلفة لنحاتين من مختلف الأجيال. ولفت إلى أن الوضع تغير مع التشكيل الجديد لإدارة السمبوزيوم. مضيفاً: أتمنى أن يستمكل مسيرته. وإن كنت لا أعرف سبب الدعوة للتغيير، ويستدرك: لكن المؤكد أن هناك أناساً متخصصين فى مهاجمة أى عمل إيجابى. واستطرد: ما يشغلنى حالياً هو إدارة المتحف والحفاظ عليه حتى لا أجد أعماله فى الشارع. حيث كان كل محافظ يرسل خطاباً يطلب قطعتين لوضعهما فى ميدان المحافظة، ومن ثم إذا استجيب لهم، سيصبح المتحف فارغاً. ويسترجع "حنين" فكرة إنشاء سمبوزيوم للنحت بمصر ويقول: كنت أقيم بفرنسا عام 1977 ودعيت للمشاركة فى سمبوزيوم للنحت. فالتقيت فنانين من دول أخرى، عشنا سوياً طيلة شهر ونصف الشهر، تعلمت خلالها صنعة لم أكن أعرفها، وهى النحت على الحجر. ونوه إلى أن النحت على الحجر لم يكن متداولاً فى مصر، حيث كان يقتصر على اثنين فقط هما الفنان التلقائى عبد البديع عبد الحى وأحمد مرسى. وتابع: سئلت خلال مشاركتى فى السمبوزيوم بفرنسا عن النحت فى مصر فلم أجد إجابة، وشعرت بخجل شديد. فلم يكن لدينا نحت بالمعنى الحقيقى فى مصر. لكن كان هناك تقليد ونسخ من كتالوجات. ويستطرد: تحدثت مع الفنان فاروق حسنى آنذاك حينما كان رئيسا لمركز ثقافى فى باريس. قلت له: لا يوجد لدينا نحت والحل الوحيد هو عمل سمبوزيوم فى أسوان، وعندما تولى منصبه كوزير للثقافة طلب منى تنفيذ الاقتراح عام 1996. ويوضح: الفكرة كانت تكمن فى إعادة فن نحت الأحجار الصلبة فى مصر والمواد النبيلة عند الفراعنة. وحدث ذلك فى أسوان، منبع تلك المواد، حيث اختيار عنصر مادة واحدة مصرية صلبة للتعامل معها، كلنا سنعمل بالجرانيت كوحدة واحدة، وبطريقة تفكير واحدة تفرضها علينا المادة. وينوه: لأننا لم يكن لدينا أحد يعرف العمل بالجرانيت، قمنا بدعوة فنانين أجانب ومصريين، فالأجانب لديهم التقنية، فيما يمتلك المصريون الإبداع والفكرة. بدأ التعاون مع الطرفين وتبادل الأفكار والمعلومات، ومن هنا خرج نحاتون كثيرون. ويشير إلى أن السمبوزيوم قدم مجموعة كبيرة من النحاتين قرابة ال35 فناناً، نسجوا أعمالاً مختلفة ليست لها علاقة ببعضها البعض، على حد تعبيره. مضيفاً: كل فنان تعاملت معه ترك أثراً لدي، وتفاعلت معه بشكل أو بآخر. ويؤكد: بدأ السمبوزيوم يطور فن النحت، خرج النحاتون الجدد من نقطة جديدة غير تلك التى بدأت منها أنا وجيلى، وحالياً يشارك النحاتون المصريون فى أى سمبوزيوم عالمى فى روسيا مثلا، واليونان، وإفريقيا. قدم "حنين" العديد من المنحوتات التى شكلت بصمة مهمة فى مشواره الفنى، حتى أطلق عليه البعض لقب "كاهن النحت". عن أقرب أعماله إليه يقول: أحب كل أعمالى. لكن هناك أعمال لها أثر فى حياتى مثل تمثال شيخ البلد، البومة والحمار والقارئة. مضيفاً: فى منحوتاتى أعمل على تحقيق المعادلة الصعبة، بمعنى كيفية تقديم شغل مصرى حقيقى ليس به تأثيرات مبالغ فيها. ويختتم "حنين" حواره مؤكداً شعوره بالرضا عن تجربته الفنية التى يعيش فيها ويكتشف باستمرار. لافتاً إلى أن المتحف الخاص به فى الحرانية هو النتيجة الجميلة لهذه التجربة، "ذلك المكان الذى لم أحلم به". ويشير: لا يشغلنى إذا كان تم الاحتفاء بتجربتى أم لا، لأنها مشكلة النقاد. لكن ما يشغلنى هو العمل والسعادة به. وأشعر بسعادة لأنى أجد شيئاً يتحقق أمامى بغض النظر عن المال.