عُرف بشخصيتة المبجلة ومناصرتها لقضايا المرأة، مما جعله هدفًا متكررًا للهجوم من قبل الإسلاميين المتشددين، وبالرغم من إطالته بالعديد من الشائعات، إعتبره المسلمين من علماء الدين المعتدلين، إنه الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف ومفتى الديار المصرية السابق، الذى تحل علينا اليوم ذكرى وفاته التاسعة. مولده ونشأته ولد في 28 أكتوبر 1928، بمحافظة سوهاج، تلقى تعليمه الأساسي في الإسكندرية حيث حفظ القرآن الكريم، ثم حصل على الإجازة العالية من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر عام 1958. المناصب التي تدرج فيها حصل على "الليسانس" من كلية أصول الدين جامعة الأزهر 1958، وعمل كإمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف 1960، والدكتوراة في الحديث والتفسير العام 1966، وعمل كمدرس في كلية أصول الدين جامعة الأزهر 1968، وأستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط 1972، ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات. عمل أيضًا أستاذ بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط في 1976، وعميد كلية أصول الدين بأسيوط 1976، وانتقل إلى السعودية في عام 1980، حيث عمل في المدينةالمنورة كرئيس لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وعُين مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، وفي 27 مارس 1996 عين شيخًا للأزهر. أبرز فتاواه ومواقفه أُعتبر الشيخ محمد سيد طنطاوى من العلماء الذين برزوا في العصر الحديث بأهم المواقف التى تتبنى فكر المؤسسة الرئاسية، كان شيخ الأزهر يصافح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أثناء فعاليات مؤتمر "حوار الأديان" الذي نظمته بنيويورك في 12 نوفمبر 2008 الأممالمتحدة والسعودية. في 20 فبراير 1989 عندما كان الشيخ طنطاوي مفتي الديار المصرية أصدر فتوى يحرم فيها فوائد البنوك والقروض باعتبارها ربا يحرمه الإسلام، وعرّفَ الدكتور سيد طنطاوي الربا أنه زيادة على رأس المال مصحوبة باستغلال وابتزاز، ورأى أنّ من يأكل الربا متعمّداً فهو مرتد وجزاؤه أن تُفسَخَ عنه زوجته، وأن لا يُدفن في مقابر المسلمين، وكان يرى أنّ فوائد المصارف حلال. وفي شهر فبراير من عام 2003، وقبل احتلال القوات الأمريكية للعراق أقال طنطاوي الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر من منصبه بسبب ما قيل إنه صرح بفتوى يؤكد فيها "وجوب قتال القوات الأمريكية إذا دخلت العراق، وأن دماء الجنود الأمريكيين والبريطانيين تعد في هذه الحالة حلالا، كما أن قتلى المسلمين يعدون شهداء". وفي نهاية أغسطس 2003 أصدر طنطاوي قرار بإيقاف الشيخ نبوي محمد العش رئيس لجنة الفتوى عن الإفتاء وإحالته للتحقيق، لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه، وقال أن الفتوى التي صدرت "ممهورة بشعار خاتم الجمهورية المصري وشعار الأزهر"لا تعبر عن الأزهر الذي لا يتدخل في السياسة. وفي 30 ديسمبر من عام 2003 استقبل طنطاوي وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، في الأزهر وصرح أنه من حق المسؤولين الفرنسيين إصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية، وقُوبل هذا التصريح بانتقادات شديدة من قبل بعض الجماعات الإسلامية وعلماء دين ومن المجلس الأوروبي للإفتاء، ومن جماعة الإخوان المسلمين، بينما أيده الرئيس المصري حسني مبارك. وفي 8 أكتوبر 2007 أصدر طنطاوي فتوى تدعو إلي جلد صحفيين، نشروا أخبارا فحواها أن الرئيس حسني مبارك مريض، وقد أثارت هذه الفتوى غضب شديد لدى الصحفيين والرأي العام. وبعد مصافحته للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر حوار الأديان في 12 نوفمبر عام 2008 ، تعرض للنقد، وقد حدثت مُسائلة برلمانية في مصر حول مصافحته لبيريز وطالبه نواب الإخوان المسلمون بالاعتذار. وفي 5 يوليو 2009 ظهرت مطالب برلمانية جديدة تدعو لعزله علي خلفية جلوسة مرة أخرى مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ، علي منصة واحدة في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في الأول والثاني من يوليو 2009 في كازخستان. وفي 5 أكتوبر 2009، أثار إجباره لطالبة في الإعدادي الأزهري على خلع النقاب زوبعة عند البعض وحالة من السخط العارم بين السلفيين، وامتد الأمر إلى اتهام الشيخ بالسخرية من التلميذة الأمر الذي نفاه شيخ الأزهر في تصريحات لاحقة له مؤكدا أن "النقاب حرية شخصية ولكنه أكد على كونه ليس سوى مجرد "عادة"،رافضا ارتدائه داخل المعاهد والكليات الأزهرية. وفاته توفي الدكتور محمد سيد طنطاوي، صباح يوم الأربعاء 24 ربيع الأول 1431 ه الموافق 10 مارس 2010 في الرياض، عن عمر يناهز 81 عاما إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010، ودفن في مقبرة البقيع وقد نعته الفاعليات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.