أكد إميل عطا الله، مدرب سائقي قطارات السكة الحديد، أن الكارثة التى حدثت فى محطة مصر عليها علامة استفهام كبيرة جدًا تتمثل في النقاط الآتية: 1- أى قطار يتقرب من نهاية مصد حديدي أو خرساني لابد أن تكون سرعته 25 كم/س قبل 500 متر من المصد، وإلا يفقد هواء الفرامل ويكون وقوفه اضطراريًا. 2- سرعه القطار عندما يلامس بداية الرصيف ذو ال160 مترًا فما فوق لابد أن تنخفض إلى 5 كم /س وإلا المصدات الأرضية تفرغه من الهواء ويقف فورًا وبأقل من ثلاث ثواني. 3- كلما اقترب القطار إلى المصد تقل السرعه كل 30 مترًا حتى تنعدم إجباريا عند المصد وإلا يتعرض للإيقاف اضطراريًا والذي يؤدى لوقوفه بعيدًا عن المصد بما لا يقل عن 20- 40 متر. 4- حتى لو ضربت مصدات القطار المصد الأرضي فهناك "زنبرك" يتحمل ضغوط رهيبة كفيلة بجعل الوقوف أكثر نعومة وغير مؤثر. وأضاف، أن كل ما سبق يجعلنا نؤكد أن ما حدث في "محطة مصر" ما هو إلى تتابع متسلسل لكمية كبيرة من الفشل تمثلت في الآتي: 1- عدم وجود ( safety feature ) ولو، سقطت واحدة من هذه الأساسيات يمنع دخول القطار أو القاطرة للخدمة. 2- عدد أنظمه الآمان في القطارات القديمة ثلاثة وهى ( dead man feature , control governor - main blunger )، بينما فى القطارات الحديثة هناك 4 أنظمة، ما يجعل أمر هذا الحادث شبه مستحيل واحتماله لا يزيد عن صفر بالمائة. 3- حتى لو كان السائق نائم أو انتقل إلى رحمة الله، أو تحت تأثير المخدر، فإن القطار بنفسه سيقف بمجرد أن السائق عضلاته ترتخي، ولهذا لا نعول كثيرًا على السائق. 4 وإذا فرضنا أن القطار نفسه فشل في تحكم هوائيات وكهرباء، فإن شبكة التحكم الأرضية من "باكم الهواء" الملاصقه للقضبان ستوقفه لا محاله مجرد تجاوز السرعة القانونية، والتى تحدد بالتدريج لتصل الي 3- 5 كم / س. وتابع عطا الله الخلاصة، أن ما حدث هو منظومة فشل متكاملة تملت في الآتي: 1- نظام القطار نفسه ( من ثلاث او اربعه انظمه آمان). 2- نظام الخطوط ( من عدد لا نهائي ولا يمكن حصره من وحدات الامان الملاصقه على يسار او يمين القضبان حسب وجود الباكم. 3- نظام الإشارات كل إشارة مزودة بوحدة آمان. وأوضح أنه إذا فشل نظام واحد مما سبق فمعناه أننا أمام كارثة لا يمكن ترجمتها إلا على الآتي: اتفاق من السائق بتعطيل كل أجهزه القطار الأمنية، مع عامل التحويلات الأرضية على إفسادها، وموافقة كشك الإشارات أو كمبيوتر الإشارات، وأيضًا الموافقة على تجاوز الإشارة المغلقه بالتزامن مع إفساد منظومة الآمان المرتبطة بالإشارة، وهذه تحتاج لمجهود مبذول ومتفق عليه مسبقًا وهو كبير جدًا. وأخيرًا أكد مدرب سائقي قطارات السكة الحديد، أن الاستناج النهائي، هو أن ما حدث في "محطة مصر" مقصود ومتعمد ومشترك فيه مجموعه من المجرمين، وربما ستكشف الأيام، أن هناك إرهابًا وراء الحادث.