[عبدالله عمران يكتب:حتى لا يضيع الحلم المصري] عبدالله عمران مصر التي في خاطر العرب، على مفترق طرق الآن.. وثورة شعبها من أجل غدٍ أفضل، تدخل في هذه اللحظات المرحلة الثانية من شرعيتها، وهي مرحلة غامضة ومثيرة للقلق داخلياً وخارجياً.. نقرأ المشهد السياسي الراهن، حيث يعتقد الجميع بأن مطالبه نبيلة ووطنية ومشروعة ودستورية. لكن الواقع السياسي يشي بأن الجميع يُقفل “الوضع المصري” على الانسداد، وتُمْعن الأطراف السياسية والقضائية والعسكرية كافة في توليد أسباب إضافية لهذا الانسداد . ندرك أن الطريق إلى الديمقراطية شاقّ وطويل، وأمامه عقبات وموروثات ومصالح متناقضة، ونتفهّم تعقيدات المرحلة الانتقالية - التي طالت - إلاّ أن الحريصين على مصر الكنانة يستشعرون في هذه اللحظات أن الرؤية الواضحة لمسار الثورة غائبة، وأن التناقضات (الطبيعي منها والمصطنع في آن) بين “شرعيات” الفرقاء يمكن حلها بالتوافق، وباعتماد سياسة التحليق “الوطني” فوق “الحزبي” . صحيح أن المجلس العسكري يتحمّل مسؤولية الوضع الراهن، إلاّ أن عجز شركاء الثورة عن صنع “وحدة ائتلافية”، وعن خوض غمار “التغيير الديمقراطي” بعقلانية، قد يدفع مصر إلى تحمّل أكلاف باهظة من استقرارها وعافيتها . يستشعر المواطن العربي، ومعه المواطن المصري، بأن ثورته على وشك أن تُسرق، وأن حلمه بمستقبل أفضل قد يضيع، وتُقلقه هواجس عودة النظام القديم بحلة جديدة، وتزعجه مخاوف بأن نظاماً شمولياً إخوانياً في الأفق، وفي الوقت نفسه تنتابه كوابيس دخول نفق مظلم، لو تم حل مجلس الشعب، وعادت الصدامات الحادة بين الأطراف كافة في الميادين . الكل خاسر، العسكري والمدني والديني والشبابي الثوري، والحلم معرّض للانقطاع في غياب الوعي بمصلحة الوطن العليا . فهل يدرك أصحاب الرؤوس الساخنة بأن حجارة مصر ستتناثر، إذا لم “يُبرد” هؤلاء رؤوسهم؟ وإذا لم يتوافقوا على حلول عقلانية تحت سقف الوطن لتناقضاتهم، التي على رأسها التناقضات بين شرعية المجلس العسكري والشرعية الثورية، وبين شرعية “الثورة” وشرعية الانتخابات والبرلمان، وبين القوى المدنية والقوى الدينية السياسية، وبين شباب “الثورة” والنخب التقليدية الحزبية؟ نخشى أن تدفع مصر أكلافاً إضافية . . . وربما هذه هي ضريبة التاريخ . نقلا عن صحيفة الخليج