[هاآرتس: هزيمة مصر فى 67 أضرت إسرائيل] كتب- محمود صبرى جابر منذ 1 ساعة 29 دقيقة رأت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن حرب 67 المعروفة في إسرائيل باسم حرب الأيام الستة كانت بالنسبة لإسرائيل نصرا بطعم الهزيمة، مشيرة إلى أنها أضرت بإسرائيل وكانت السبب في صحوة المصريين من وهم التفوق على دولة الكيان الصهيوني، فجعلت المصريين والعرب يدركون جيداً الحجم الحقيقي لإسرائيل والتعامل معها بما يتماشى مع ذلك، وترتب على ذلك الخسارة الساحقة في 1973. وأشار الكاتب الإسرائيلي "عودة بشارات" في مقاله بالصحيفة إلى أن إسرائيل احتفلت في الأسبوع الماضي بالذكرى السنوية ال 45 لحرب الأيام الستة، التي وقعت تحديداً منذ 16453 يوماً، مشيراً إلى أن إسرائيل تباركت بهذا اليوم، حيث لم تجد توقيتاً أفضل من شهر يونيو لشن حرب لبنان الأولى(يونيو 1982)، متمنياً أن تجد حروب إسرائيل القادمة توقيتاً آخر غير شهر يونيو لأن النتائج جاءت عكسية. وأضاف الكاتب أنه بعد انتصار إسرائيل في يونيو الأول(نكسة 1967)، وبينما كان موشيه ديان في انتظار مكالمة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر يعلن فيها عن استسلام ورضوخ العالم العربي، خرج الملايين في القاهرة يرددون هتافات "هنحارب، هنحارب"، وبعد شهرين من ذلك قاد عبد الناصر مؤتمر القمة العربية التي سميت "قمة اللاءات الثلاثة": لا للمصالحة، لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات حتى استعادة الحقوق. وتابع الكاتب الإسرائيلي بأن قادة الدولة العبرية لم يفهموا معنى الرد العربي بعدما أعمت ألبومات النصر أعينهم، ولم يدركوا كيف لم ترضخ مصر بعد هذه الهزيمة الساحقة للاملاءات المنطقية التي يستوعبها أي عقل في مثل هذه الظروف؟ مشيراً إلى أن نتائج التفكير السليم تكون أحياناً مدهشة للغاية، مؤكداً أن إسرائيل لو كانت تتحدث عن نصر، فإن الحديث يدور حول نصر عربي واعد، ففي الوقت الذي ارتكز فيه النصر الإسرائيلي على الأسلحة الحديثة ونظريات القتال المتطورة والقوة البشرية المدربة، كان النصر العربي نصراً للكرامة التي تجري في عروق كل مواطن عربي. وأضاف الكاتب أنه لشديد المفارقة كانت نكسة 5 يونيو 1967 في صالح العرب، حيث أنها كانت السبب الرئيسي لتفتيح أعين الغارقين في الأوهام وصدمهم بالواقع، مؤكداً أن شباب الثورة في حينه(الضباط الأحرار) أيقنوا أن الثورة ليست فقط احتلال مبنى الإذاعة والتليفزيون وتلاوة البيان الأول، فقد فهموا أن العالم العربي في حاجة لتغيير جذري في كافة مجالات الحياة من إصلاح في مجالات التعليم والاقتصاد حتى تحديث وعصرنة الجيش. وتابع الكاتب: في مقابل الهبوط الصعب للعرب على أرض الواقع، كان التوجه السائد في إسرائيل هو العكس، مشيراً إلى أن قادة إسرائيل أصيبوا بمرض التوهان الحيزي(Spatial disorientation) وهو مرض معروف لدى الطيارين حيث يصاب المرء بدوار ويجد صعوبة في التفرقة بين السماء والأرض. وأضاف الكاتب أن قادة إسرائيل أصابتهم نشوة الانتصار التي تحولت خلال فترة وجيزة إلى "تقصير جسيم" ونسوا حتى أسباب خروجهم لحرب 1967. وأكد الكاتب الإسرائيلي أنه إذا كانت حرب الأيام الستة في مصلحة العرب فإن نتائجها كانت كارثية لإسرائيل التي لازالت تشعر بها حتى يومنا هذا في كل مجالات الحياة، مستشهداً بوصف الشاعر توفيق زياد لنكسة يونيو 1967 بأنها "نصر أَمَرْ من الهزيمة".