[خطاب: لا تعارض بين عملي بالرقابة وعضويتى بجبهة الإبداع] د. سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أجرت الحوار - دينا دياب: منذ 1 ساعة 27 دقيقة تشهد الرقابة علي المصنفات الفنية حالة نشاط غير عادي ما بين خلافات مع الأعمال التي تناقش شخصيات النظام السابق أمثال: مسلسل «المزرعة» وفيلم «رغيف العيش» ومسلسل «باب الخلق»، كما ينشغل الرقباء بمشاهدة حلفات من مسلسلات رمضان وأفلام موسم الصيف، وتجهز الهيئة لإقامة استوديوهات خاصة للمشاهدة، فعن نشاطتها حاورنا رئيسها سيد خطاب فقال.. * كيف تري مستوي أفلام موسم الصيف؟ - في رأيي..الموسم السينمائي الصيف هذا العام مضغوط في الوقت بسبب شهر رمضان و امتحانات الثانوية العامة وفترة دخول الانتخابات، وللأسف كل المنتجين الذين غامروا شهدوا ضعفاً في جمع الإيرادات، رغم أهمية الأفلام المعروضة في الموسم والتي كنت سعيداً بتقييمها لانها دلالة علي تطور الأداء الفني، وننتظر مشاهدة عدة أفلام مقرر طرحها وهي: أفلام «جيم أوفر» بطولة يسرا ومي عز الدين، وفيلم ساعة ونصف بطولة فتحي عبدالوهاب وماجد الكدواني «وبعد الموقعة» لمنة شلبي وباسم السمرة والذي سيمثل نموذجا في العلاقة بين الجمهور والإبداع والرقابة والتعامل معه باعتباره دعوة لحرية إبداع جديدة تشهدها الرقابة للمرة الأولي بقبول طريقة التصوير الوثائقي، ونحن أمام فيلم جيد يكفي انه شرفنا في مهرجان كان وشارك في المسابقة الرسمية وأحدث حالة رائعة لتشرف السينما العربية أمام العالم. * تردد أن الرقابة حذفت بعض مشاهد من فيلم "حصل خير"؟ - الفيلم لم تحذف منه أي مشاهد، ومازالت هذه النوعية من الأفلام الكوميدية الخفيفة تحظي باهتمام الجمهور، ومازالت تجمع إيرادات ونحن نريد أن نغير من ذوق المجتمع وقناعاته واهتماماته، ولكن هذا يأخذ وقتا طويلا ونحتاج إلي خروج أجيال مختلفة للمؤلفين ترتقي بمستوي الجمهور أكثر من ذلك. * إلي أين وصلت أزمة مسلسل "أم الصابرين"؟ - المسلسل الآن موضوع تحت طائلة القانون، ولا يحمي المخرج رأس المال الذي يعمل به، للأسف مخرج المسلسل يصور خارجي ويوميا نحرر ضدهم محاضر تصوير، وشركة الإنتاج المغامرة هي التي ستتحمل هذه الأزمة لانه من المستحيل ان نعطي للمسلسل تصريح عرض علي القنوات إذا لم يأتي بالأوراق الخاصة بالمخالصة بتنازلات الورثة الذين يرفضون أساسا تقديم المسلسل الذي يتناول سلبيات وإيجابيات الداعية الإسلامية زينب الغزالي. * وماذ عن أزمة فيلم "رغيف عيش"؟ - الفيلم تم رفضه واستدعاء مؤلفه محمد قناوي للحديث عن الملاحظات الأساسية للعمل فهو يدعو إلي حالة من التصالح العالمي والذي يسمح للفلسطينيين بالتواجد علي الحدود ويؤكد ان هذا لا يمنع من وجود علاقات إنسانية مشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمصريين في شمال سيناء، والحقيقة ان الفيلم به رؤية غير مقبولة للتطبيع وخوف علي حدود الدولة المصرية، فالمسلسل له مرجعيات أخري، وفي يد مؤلف المسلسل أن يغير الفكرة تماما. * شهد مسلسل "باب الخلق" اعتذار العديد من الفنانين بسبب تطبيعه مع أمريكا، فهل وافقت الرقابة علي هذه المشاهد؟ - عندما عرض علي السيناريو لم تظهر مشاهد بعينها تؤكد ذلك، وعموما أنا لا أنصاع لكلام ممثلين، ويمكن ان يتخيل الممثل أن شخصيته بها شيء من هذا القبيل لكن المسلسل سيعرض علي في المشاهدة قبل العرض، ولن أقبل ان يظهر بالمسلسل أي تجاوزات سياسية مهما كانت قوة نجمه. * لماذا لم تحل أزمة مسلسل "المزرعة" حتي الآن؟ - استمرت الخلافات بين الرقباء وبين المؤلف لمدة عام منذ قيام الثورة، وأزمته معنا قانونية ورغم ان المؤلف قام بالعديد من التعديلات علي الحلقات بعد نتيجة المحاكمة إلا ان الرقباء رفضوا المسلسل بسبب الشروط القانونية لانه يتعرض لحقوق مواطنين متهمين ولم يصدر عليهم أحكام قضائية نهائية، فالمسلسل يتناول شخصيات جمال وعلاء مبارك كشخصيات أساسية أخذت براءة في قضايا في الحقيقة والمسلسل يتهمهم فيها، فلا يمكننا النيل من الحقوق الدستورية والقانونية لأحد، وهذا ليس لصالح الثورة ولا الإبداع المصري لان هذا النوع من الأعمال المباشرة والقائمة علي الكوميديا الساخرة علي شخصيات حية، بعضها مازال يأخذ براءة، وآخرون مازالوا متهمين في ظل قانون يؤكد ان المتهم برىء حتي تثبت إدانته، أمر غير مقبول، فحتي من حصلوا علي أحكام منهم مازالوا في مرحلة النقض، فليس في صالحنا ان نخالف القانون ونوافق للمؤلف علي خروج المسلسل وأثناء عرضه نكتشف انه بعيد عن الواقع، وللحقيقة الفكرة متميزة ولكن مع الحفاظ علي الحقوق الدستورية دون الاعتداء علي احد، فنحن نرفض الاعتداء علي أي فصيل سواء كان الإخوان أو حتي أعضاء النظام السابق، فنحن لن نسخر من أحد، فنحن قدمنا أفلاما عن شخصيات السادات وجمال عبدالناصر وحتي الملك فاروق بكل ما سمعنا عنه وما لدينا من معلومات موثقة قدمناه بشكل محترم، ونحن نرفض انتهاك الحقوق القانونية. * كيف توفق بين عملك كرقيب علي المصنفات الفنية وعملك في حرية الإبداع؟ - حرية الإبداع جزء أساسي من عملنا والمحافظة علي هذه الحرية أساس عملنا ونحن شاركنا مؤخرا في ندوة في مؤسسة حرية الفكر والتعبير وطرحنا فكرة لتطوير رؤيتنا للرقابة في عصر العولمة وعلاقتها بالمجتمع القائم في زمن القنوات المفتوحة التي تحتاج رؤية مغايرة لمفهوم الرقابة من الأيام القادمة وناقشنا المشروع باعتباره رؤية ثقافية مغايرة لتكون مؤسسة جديدة للرؤية الفنية، وقدمنا تصورا طرحناه في لجنة السينما بالمجلس الأعلي للثقافة ومؤسسة حرية الفكر والتعبير ونقابة السينمائيين لتغيير مفهوم الرقابة لتكون مكانا لتعدد الألوان والآراء المتعارضة ومناقشتها وتلتقي فيه كل الأصوات والألوان المصرية وأعتقد ان مؤسسة بهذا الشكل نطمئن لتقييمها للأعمال الفنية، والآن جار العمل لتجهيز معمل بدار الأوبرا المصرية للصوتيات والمرئيات سيتم تنفيذه في شهر يوليو وكانت هناك محاولة للتعاون مع استوديوهات أكاديمية الفنون لكن لبعد المسافة لم نتمكن من ذلك. * وماذا عن أزمة الرقيب شادي علي عبدالله الذي اتهم الرقابة بابتزاز العملاء؟ - هذا رقيب علي خلاف مع مديره العام وجار التحقيق معه في الشئون القانونية وما قيل بشأن تعيينه أمر خارج عنا، ونحن كهيئة لا نملك سلطة التعيين، فجهاز التنظيم والإدارة هو المسئول عن ذلك وجاءنا عدد كبير من أوائل دفعات معهد السينما وفنون مسرحية وتخصصيات مختلفة وتم تعيينهم جميعا فهدفنا تغيير دم الرقابة المصرية. * وما حقيقة عدم وجود جهاز بيتا كأم ديجيتال تعرض عليه الأفلام، مما سيمثل أحيانا ابتزازا للعملاء؟ - لهذا السبب قدمنا مقترحا بإنشاء معمل صوتيات ومرئيات لتحديث الأجهزة، وكان هناك رفض دائم، مما يضطر الرقباء للنزول مع مندوبي الشركات لمشاهدة الأفلام هناك ونشاهد الأفلام في استوديوهاتهم مثلما يحدث في الأفلام ال 35 مللي أو الأفلام التي تأتينا من المطارات والموانئ لاننا لا نملك أجهزة عرض حديثة حتي أن بعض شركات الإنتاج تخاف علي النسخ الخاصة بها وترفض عرضها لانها تدمر الخام، مبني الرقابة مبني حكومي عتيق كل الأجهزة الموجودة فيه تصلح لوضعها في متحف السينما، كذلك الأليات المستحدثة للرقابة غائبة عنا تماما، وهذا لا يعني ان هناك ابتزازا للعملاء لانه في النهاية الرقيب يضع تقريره النهائي حسب تقاليد معينة.