تتواصل فى سلطنة عُمان مجموعة من الفعاليات المهمة، تنطلق فى هذا الإطار يوم الاثنين المقبل فى جامعة السلطان قابوس أعمال المؤتمر الرابع للبرمجيات تحت رعاية الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام. تنظمه الجامعة ممثلة فى مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات، بالتعاون مع هيئة تقنية المعلومات ممثلة فى المبادرة الوطنية لدعم البرمجيات الحرة. يعد المؤتمر ملتقى مهماً يجتمع فيه رواد التقنية من باحثين وأكاديميين وخبراء لعرض ومناقشة التقدم العلمى ونتائج الأبحاث فى مختلف المجالات. دعم ثقافة الابتكار التقنى لمواكبة التطور العالمى السريع تم اختيار موضوع النسخة الرابعة من المؤتمر ليكون: «البرمجيات الحرة - لتوطين التقنية وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال»، ويهدف الى تشجيع روح المبادرة فى مجال المعلومات والاتصالات بصورة عامة، ودعم مجتمع المبتكرين والمبرمجين مع استحداث درجات وظيفية وفرص عمل فى هذا المجال بالإضافة إلى دعم ثقافة والابتكار التقنى. كما تسعى اللجنة المنظمة من خلال إقامة المؤتمر إلى دعم الصناعة الوطنية وخطط ريادة الأعمال، ونقل وتوطين التقنيات الحديثة من خلال البرمجيات وتبادل الخبرات على ضوء التجارب الدولية فى هذا المضمار للاستفادة منها فى السلطنة. جائزة السلطان قابوس فى سياق متصل بدأ الإعداد لتنظيم النسخة الجديدة من مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة فى الخدمات الحكومية الإلكترونية - 2019 والتى تنظمها السلطنة سنويا، وقد فازت وزارة الإعلام فى أحدث دوراتها بجائزة أفضل مؤسسة حكومية منجزة للتحول الإلكترونى، وقد تسلم الجائزة الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام، فى احتفالية كبيرة أقيمت فى شهر ديسمبر الماضى، وتم خلالها تكريم الجهات الفائزة. حماية أمن المعلومات من جانبه أعلن الاتحاد الدولى للاتصالات ومعهد بى أى للأبحاث - فى توقيت سابق - أن سلطنة عمان جاءت فى المركز الأول عربياً والرابع عالمياً فى مستوى الجاهزية فى الأمن السيبرانى بحسب المؤشر العالمى الذى أصدره الاتحاد، والذى أعلن أن السلطنة تعد من أكثر الدول جاهزية فيما يتعلق بالسلامة المعلوماتية وتقنية المعلومات. من جانبه أكد المركز الوطنى العمانى للسلامة المعلوماتية أنه على أتم استعداد للتعامل مع الحوادث والهجمات الإلكترونية بمختلف أنواعها، وكذلك كل ما يتعلق بالهجمات الوافدة من الدول الأجنبية و كافة صور الابتزاز الإلكترونى. ويقدّر حجم الخسائر الناجمة فى دول العالم نتيجة تلك الممارسات بنحو 450 بليون دولار سنوياً، وهو مرشح للازدياد بشكل كبير جداً، لأنه قلما يخلو أى هجوم إلكترونى من استخدام العملة الرقمية. قائمة أفضل دول العالم من جانبها أشادت الأممالمتحدة بمبادرات سلطنة عمان ونجاح الاستراتيجية التى تنفذها فى قطاعات الحكومة الإلكترونية. فقد صدر تقرير عن إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة الأممالمتحدة «UNDESA» ثمن إنجازات السلطنة فى هذه المجالات، وذكر فى مؤشراته المهمة أنها تواصل تسجيل مجموعة من المراكز المتقدمة الجديدة. ولأول مرة يشمل التقرير مؤشر الأمن السيبرانى والذى جاءت فيه سلطنة عُمان واحدة من ضمن أفضل عشر دول على مستوى العالم فى هذا المجال، مما يعطى دلالات على تقدم مستواها فى جميع المؤشرات. تحت شعار «معاً لإنترنت آمن» فعاليات عُمانية مبتكرة وغير تقليدية تحت شعار «معاً لإنترنت آمن»، احتفلت سلطنة عمان باليوم العالمى لإنترنت آمن والذى يحل سنوياً فى شهر فبراير من كل عام، حيث تحرص على مشاركة دول العالم فى الاحتفاء به، ممثلة فى هيئة تقنية المعلومات، منذ عام 2014 وذلك من خلال عدداً من الفعاليات والندوات والمسابقات التثقيفية التى تستهدف مخاطبة أولياء الأمور والمعلمين والأطفال من عمر خمس سنوات. تقام هذه الفعاليات بالتعاون بين الكثير من المؤسسات الحكومية، ومنها وزارات الإعلام، والأوقاف والشئون الدينية، والتربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية وغيرها من هيئات المجتمع. فى هذا الإطار نظمت منذ أيام، هيئة تقنية المعلومات العمانية ممثلة فى المركز الوطنى للسلامة المعلوماتية، فعاليات مبتكرة وغير تقليدية، من أهمها مسابقة «التحدى» ضمن برنامج الحماية من مخاطر الإنترنت، واستهدفت من خلالها جمهور المستخدمين من 12 إلى 18 سنة، واعتمدت على حل سلسلة من الألغاز فى مجال أمن المعلومات بمشاركة فرق طلابية عديدة. كما نفذت الهيئة عدداً من المحاضرات وحلقات العمل للتوعية بالجوانب المتعلقة بالاستخدامات الإيجابية الآمنة للإنترنت والطرق المثلى للتعامل مع بعض جرائم تقنية المعلومات كالتنمر والابتزاز الإلكترونى. تستهدف الفعاليات العمانية الإسهام فى تعزيز التعاون المشترك بين دول العالم لرفع مستويات الوعى، وأهمية الحفاظ على الخصوصية، إضافة إلى تطوير المعايير والأنظمة الأخلاقية والسلوكية عند استخدام الإنترنت، وقد بدأ الاحتفال باليوم العالمى بناء على مبادرة للاتحاد الأوروبى. معايير التقييم يصدر مسح الأممالمتحدة للحكومة الإلكترونية كل عامين ويعد مرجعاً مهماً لقياس التقدم الذى تحرزه دول العالم فى مجال الخدمات المقدمة عبر الإنترنت، ولمدى ونوعية المشاركة الإلكترونية، وتقييم خدمات الاتصالات المتوافرة والبنية الأساسية الداعمة للتقدم الرقمى، وبناء القدرات الوطنية، وحسب التقرير تأتى الدنمارك فى المركز الأول عالمياً، ويعكس تقدم السلطنة فى هذا التقرير الجهود المبذولة من المؤسسات الحكومية بدعم من هيئة تقنية المعلومات فى تحسين إجراءاتها وهندسة عملياتها وتطوير خدماتها عبر القنوات الرقمية والمحافظة على التطوير والتحديث المستمر لمحتواها الرقمى بهدف تقديمها لكافة الفئات المستفيدة بكل سهولة ويسر. يعتمد هذا المسح على تصنيف الدول الأعضاء فى منظمة الأممالمتحدة فى تقرير الحكومة الإلكترونية وفقاً لمؤشر مركب تندرج تحته عدة تقييمات أساسية تحتسب بنسب متساوية وتشمل: الخدمات الإلكترونية، والبنية الأساسية للاتصالات، ورأس المال البشرى، ويعتبر كل من المؤشرات السابقة مقياساً مركباً يمكن استخلاصه وتحليله بشكل مستقل. خطوات استباقية للتعامل مع الهجمات والتهديدات الإلكترونية قبل وقوعها على الصعيدين الإقليمى والدولى شاركت السلطنة فى فعاليات تقييم الجاهزية فى مجال الأمن السيبرانى لدول منظمة التعاون الإسلامى، التى نظمت تحت عنوان: مخاطر العملة المشفرة، لبحث اتخاذ خطوات استباقية للتعامل مع الهجمات والتهديدات الإلكترونية قبل وقوعها. من جانبه تولى الوفد العمانى تصميم خطة عمل وإدارتها وتزويد الفرق بمدخلات مهمة، للتعامل مع هذه التحديات بصورة دقيقة تواجه جميع مراحلها. شملت الفعاليات محاكاة عملية اختراق لشبكات وأنظمة مؤسسات مالية لتوليد عملات رقمية جديدة. تضمن برنامجها أيضاً سيناريوهات حقيقية لهجمات باستخدام برامج خبيثة على مرحلتين، الأولى: إصابة جهاز الضحية بالبرنامج الخبيث بحيث يقوم باستغلال البرامج المتاحة لجهاز الحاسب الآلى بقصد عملية التنقيب عن العملة الرقمية الإلكترونية، وفى حال قيام الضحية بفصل هذا الجهاز عن شبكة الإنترنت سيقوم هذا البرنامج بتشفير كافة البيانات والملفات المهمة على جهاز الضحية ولن يتم فك هذا التشفير إلا بدفع مبالغ مالية تدفع للمخترق. المرحلة الثانية من البرنامج تتضمن استهداف واختراق بنك عالمى من خلال استغلال ثغرة موجودة فى أنظمة هذا البنك، وهى ثغرة حديثة لم يتم الكشف عنها من قبل الشركات المصنعة للبرامج التشغيلية والتطبيقات الأخرى التى يتم استخدامها. أبدت الوفود المشاركة من مختلف الدول اهتماماً كبيراً بالطرح العمانى وبهذا النسق من الاستعداد والتدريب الذى يتناول مستجدات حقيقية فيما يتعلق بمواجهة النسخ المطورة من برامج الفدية الخبيثة. تسهم مشاركة السلطنة فى هذه الفعاليات الدولية فى تعزيز الجاهزية والاستعداد للتعامل مع المخاطر والتهديدات المحتملة لتفادى تداعياتها المختلفة، واكتشاف الطرق الجديدة الأمثل عالمياً لمعالجة الحوادث الأمنية التى قد تتعرض لها مؤسسات دول العالم، إضافة إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين المراكز الوطنية، وزيادة الوعى بالآليات والإجراءات المتبعة فى هذا الخصوص. كما تسهم السلطنة فى تفعيل التعاون الدولى فى مجالات تأهيل الكوادر الوطنية وتدريبها على إدارة الحالات الطارئة والتعامل مع المخاطر الأمنية المعلوماتية، إضافة إلى تطوير آليات التنسيق عبر الحدود.