بخطوات مثقلة تستند على أبنائها من الثوار الحالمين بمصر جديدة عظيمة الشباب الذين أقسموا ألا تضيع الثورة فالرحلة الطويلة التى بدأها رفيق الدرب خالد سعيد سوف تكتمل ، أقسموا أن يعود لمصر رونقها ومجدها ، تشرق شمسها على كل الربوع ، سارت أم خالد سعيد خطواتها نحو ضريح الشهيد ، جبهتها المضيئة طالت عنان السماء تصطف الملائك حولها تطمئنها ، تربت على كتفها تحتويها فى تلك اللحظات ٍالأليمة ، إقتربت منه فمازال عطره فى هوى أنفاسها ، مالت نحوه بباقة الزهر والنعناع ، ورود ورياحين ، إحتضنته قبّلت إسمه الذى أضاء كل الكون ، هنا يرقد مفجر ثورة التحرير هنا يرقد حبيب الملايين الساكن فى الروح والوجدان قالت : ياحبيبى يافخر الرجال أشتاقك يانور العيون ، عامان ياشريان فؤادى تواريت عنى ، مازال يسألنى عنك مقعدك الخالى ، فنجانك ، قطتك التى كم داعبتها أناملك الطاهرة البريئة أناملك التى مابرحت تترك القرآن دستورا ولم تكن أبدا لتتلوث بما إتهموك به ظلما وبهتانا ، أشتاق عذب حديثك وكان صفو الماء ، قلبك الرقراق كم عطر الأجواء ، صوتك مازال يشنف أذنى ينادينى : - أمى ضمينى الى حضنك أحتاجك فأنت الأب والأم - ياولدى كم أرنو لطيفك فى المساء والبكور ، ياكف تحنان يحن للمسها فجرى ، فى سجدتى تتراءى لى ملاكا أحار فى وصفه ، لست وحدى هنا ياأغلى الناس ، جميعهم هنا يقرأون معى أيات الرحمة والمغفرة ، يتضرعون الى الله بالشكر الجزيل الذى منّ عليك بالشهادة وجعلك أول من أطلق شرارة الثورة فى التحرير ، فى ساحة الميدان أنت من سطرت صفحة التاريخ ، التغيير قادم قادم لامحالة طالما بذلت دماء الشرفاء صانعو المجد التليد ، المسيحيون يطوفون بالشموع أمام العذراء مريم ( أم النور ) يتشفعون برمز الطهر تصلى من أجل راحة نفسك ياحبيبى يااكتمال الربيع يامن بعثت الأمل فى الصمود والشعب يطالب ( حرية وعدالة وكرامة ) فذكرتنا بابن الوليد ، لايصلح الأوطان إلا فارس كتب قصيدة زينت سفر الوجود ٍ - ولدى يامن أضأت للمحروسة غياهب الأغوار ،هذه ثورة الغضب كم أشعلت فى الأفئدة الموقدا ، فالوطن كم لجم منذ عقود سافرة ، الوطن الذى فجر لصوص مصر أبناءه فتناثرت الأجساد دامية ونحن سجناء التخلف والحماقة ، الطيش والبطش ، كم حولتنا الأنظمة الفاسدة الى بقايا حطام ، بقايا بشر ، كنا سجناء التخلف والحماقة ، كم تلاشى الشموخ وهم يزرعون فى صدورنا الألغام والخوف يمزقون الحروف يزرعون حقولا من الحقد يمطرونا بقوافل الكلام والخطب يراوغون والنصل فى الأكف، يتحينون الفرصة ليباغتوك فسقطت ياولدى صريع القسوة والإنتقام بعدما كشفت سر الغش والتدليس ، لم نستطع أن نحميك وأنت بين فكى التوحش والإفتراس ياموطن النجوم والأصداف يامركب الفجر الندى يضئ براحات الخلود ، حفرت إسمك ياخالد على الجسر والنهر صورتك بأعماق كل مصرى ولدى نام واهنأ فى جنة الخلد هاهو الفرعون الأخير محكوم بالمؤبد ، مسجون من العار يختبئ خلف نظارته السوداء ، يتوارى منكس الرأس محطما ذليلا ، عبرة لكل من تسول له نفسه أن يستبد من جديد ، مصر لن تسامح فاسقا فلا حياة للظالم والسفيه نام واهنأ هاهم يساقون الى طره رأس الأفعى ووزير داخليته الثورة مستمرة ياخالد الى أن يتم القصاص للشهداء وأنت منهم ، الثورة التى أشعلت أنت جذوتها فهزمت غارات اليأس فأضأت ربوع الشعر والنثر ليبزغ النور من رحم الليل ، ولدى ... كعهدك بنا لن نخذلك بعدما أحييت فينا الإنتماء وعلى نهجك سنسير حتى تعود العصافير تحلق من جديد بعدما كفت عن الغناء كل الطيور ، كم سالت دماء الأبرار بحورا فى كل الميادين ، والى أن نلتقى ياخالد هذى تحيات المصريين النبلاء الى رفيق دربك مينا دانيال والشيخ عماد عفت وعلاء عبدالهادى وسالى زهران وكل الشرفاء هنيئا لكم المجد فى السماء تحيطكم الواحة والجداول ، أما سارقى الأوطان فهم إلى زوال ، فالتاريخ فسوف يقف شاهدا بأنهم صفحة سوداء عنوانها الخزى والعار ، سوف تبقى ياولدى رمزا وطنيا عبر الأزمان ولن تتحول أبدا إلى صورة وبرواز