مواجهة الشائعات حرب جديدة تخوضها الدولة المصرية حالياً، فالمعروف أنه بعد الحرب الضروس التى تقودها البلاد ضد الإرهاب وأنصاره ومؤيديه، لجأت الجماعات المتطرفة إلى حرب جديدة ضد الدولة المصرية، وهى حرب الشائعات التى انتشرت بشكل مخيف خلال الآونة الأخيرة، فكل إنجاز تحقق على أرض الواقع، نجد أمامه شائعات كثيرة بشكل لافت للأنظار، للتشكيك فيه، والهدف من الشائعات هى بث الانهزامية فى نفوس المواطنين، والحقيقة أن المصريين يتمتعون بحس وطنى كبير، ويدركون الحقائق بشكل سليم دون لبس أو غموض، ويقوم مجلس الوزراء بدور مهم فى مواجهة الشائعات، وتقريباً لا يمر يوم دون أن نجد ردوداً واضحةً على الشائعات التى تنتشر فى السوشيال ميديا كالنار فى الهشيم. وهذا الجهد الذى تقوم به الحكومة تستحق عليه الثناء والشكر. الجماعات الإرهابية التى تناهض مصر، لم يعد بمقدورها سوى حرب الشائعات، من أجل النيل من الوطن، ولديها إصرار عنيف على إحداث فتنة بين المواطنين والدولة المصرية التى تنحت فى الصخر كما يقول المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد، لتحقيق آمال المصريين فى اقتصاد قوى وبناء سياسى متين. ومن المؤسف أن الجماعات الإرهابية وأنصارها ومؤيديها، لديهم كتائب إلكترونية كثيرة تستخدمها من خلال السوشيال ميديا، لنشر الشائعات بهدف إحداث الفتنة داخل المجتمع، وبهدف وقوع الفوضى والاضطراب، ولذلك فإن الحرب على الشائعات، تعد أشد وطأة من الحرب على إرهابيين معلومين يرفعون السلاح فى وجه المواطن وضد الوطن. وهذا الأمر الخطير يتطلب تضافر كل الجهود، حكوميةً أو منظمات مجتمع مدنى، للتصدى لهذه الشائعات التى نسعى إلى تحقيق هدف خطير، وهو إحداث الفوضى، وليست الحكومة وحدها المعنية بالتصدى لحرب الشائعات، بل على جميع الجهات المختلفة أن تتعامل بشفافية كاملة من أجل التصدى لهذه الحرب القذرة، ويأتى على رأس ذلك تنمية الوعى الوطن لدى المواطنين ليكون هو حائط الصد المنيع فى وجه أية شائعة، لأن الوعى الوطنى كفيل بمفرده بإحباط الشائعات بدلاً من سياسة النفى المتبعة فى هذا الشأن، والوعى الوطنى يحتاج إلى ضرورة قيام المثقفين بدور فاعل فى هذا الشأن، وأعتقد أن قيام المثقفين بالتوعية المستمرة كفيل وحده بالقضاء وإحباط مؤامرات الشائعات التى تحاك ضد الوطن والمواطن، وليس سهلاً أو بسيطاً أن نترك هذه الشائعات تنهش فى جسد الوطن، ولذلك فإن بناء الوعى الوطنى الآن فى ظل هذا الظرف بات ضرورة ملحة. لا يجوز بأى حال من الأحوال ونحن بصدد بناء دولة عصرية حديثة، وفى ظل تنفيذ مشروع وطنى للنهوض بمصر، أن نترك هذه الشائعات تحبط كل إنجاز حقيقى على أرض الواقع.. فهل مصر حالياً بعد ثورة «30 يونيه»، هى مصر قبل ذلك، سواء فى زمن الإخوان أو الحزب الوطنى المنحل؟!.. هناك فارق كبير وواضح لا تخطئه الأعين، ولا ينكره إلا كل حاقد لا يريد خيراً للبلاد.. فما تم من إنجارات خلال أربع سنوات مضت كان يحتاج فعلياً إلى ربع قرن لتنفيذه على جميع المستويات، سواء أكانت عسكرية أم اقتصادية أم سياسية.. فالبلاد تسير بوتيرة متسارعة نحو الأفضل والأحسن، وهذا ما يدركه ويعلمه جيداً أهل الشر، ما دفعهم إلى خوض حرب الشائعات.. وكلمة «شائعة» تعنى شيئاً غير الحقيقة، ما دعا هؤلاء الأوباش إلى أن يزينوا الباطل ونشره، للتأثير على الناس من أجل- كما قلت سابقاً- إحداث الفتنة والوقيعة ونشر الفوضى والاضطراب، وعلى اعتبار أن الشائعات من وسائل الحروب والتدمير قديماً وحديثاً، ومن أقوى وسائل التدمير المعنوى والمادى للشعوب والمجتمعات، ومواجهة الشائعات ضرورة ملحة للحفاظ على سلامة الأمن القومى للبلاد فى ظل مؤامرات تحاك ضد مصر فى الداخل والخارج. ولابد من تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية الذى صدر مؤخراً حيث يجرم الشائعات ويحاسب مرتكبيها حساباً عسيراً.