أطلق عليهم ماشئت انتهازيين، مُتسلقون، مُتنطحين، مُدعين، مُتسولون، طامعين، استغلاليين إلخ ولكنهم بكل تأكيد ليسوا نخباً سياسية محترمة كالمتعارف عليها فى سائر دول العالم الديمقراطي الحر للأسف الشديد، فقد تحملنا جدلهم البيزنطى وطروحاتهم الأقرب للهرطلة والعبثية منها إلى الجدية طوال عام ونصف العام على أمل أن يُخلصنا الله منهم عندما يُنتخب رئيس للجمهورية ويُسلم الجيش معززاً مكرماً السلطة لأيدٍ أمينة تحافظ على البلاد والعباد لكن يبدو أنه عز عليهم إراحة شعبنا المُنهك والمُرهق وأبوا أن يخرجوا من المشهد هكذا خالى الوفاض فأرادوا أن يُدخِلوا البلاد فى دوامة جديدة ومتاهة لاتنتهى حتى تطول الفترة الانتقالية وتطول مدة إقامتهم فى استديوهات مدينة الإنتاج ليطلوا علينا فى الصباح والمساء من فضائياتها المختلفة ليؤدوا أدوار الزعامة التى تقمسوها باقتدار وتوحدوا فيها وأصبح من الصعب بل من المستحيل فصلها عنهم والعيش دونها!! آخر إبداعات هؤلاء المراهقين السياسيين هو تشكيل مجلس رئاسى مدنى فى الوقت الذى بدأت فيه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية فى الخارج وذهب المصريون فى كل بقاع الأرض للتصويت لاختيار الرئيس القادم والذى سيختاره أيضا المصريون فى داخل مصر بعد ثمانية أيام بالتمام والكمال! أى أنهم يريدون العودة بالبلاد إلى يوم 11/2/20011 أى إلى نقطة الصفر! ولأن مصر هى بلد العجايب فقد قرر هؤلاء الزعماء الوهميون تشكيل هذا المجلس المزعوم من المرشحين الخاسرين فى الانتخابات مع المرشح الفائز فى الجولة الأولى الدكتور محمد مرسى بعد أن فشلوا فى تنفيذ بدعتهم أو تخريفتهم الأولى فى تنازله للمرشح الخاسر حمدين صباحى !! والذى يدهشك فى كل هذه الطروحات أو الخزعبلات أن الذين يطرحونها ويسوقونها فى وسائل الإعلام ويشغلون الناس بها هم نخبة من أساتذة العلوم السياسية وممن يسمونهم فى الفضائيات فقهاء دستوريين وخبراء قانونيين ومفكرون سياسيين ومحللين استراتيجيين إلى آخر هذه المسميات التى ما أنزل الله بها من سلطان، ماعلينا فأين القانون والدستور فيما يطرحونه هل فى الإعلان الدستورى ما ينص على ذلك.. وماهى الآليات التى سيتخذونها لتحقيق فكرتهم العبقرية هذه والتى ستنقذ مصر من حالة الفوضى والضياع؟! أى كلام المهم أن يظهروا بطلعتهم البهية على شاشات الفضائيات ويثيروا الجدل فى الشارع المصرى أطول فترة ممكنة حتى يظلوا محتفظين بمقعدهم فى الاستديوهات والتى ستقودهم إلى أن يتبوأوا مقعدهم الحقيقى فى جهنم بإذن الله! لأنهم ضالون ومُضللون يقلبون الحقائق ويحرفون الكلم عن مواضعه يريدون أخذ البلاد إلى الهاوية من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة متناسين تماما المصلحة العليا للوطن، إنهم سحرة فرعون بحق! ولا يخفى على ذكاء القارئ بالطبع أن كل هذه الأفكار الجهنمية أو الخرافات من أجل منع مرشح الإخوان المسلمين من خوض جولة الإعادة هذا هو الأساس وليس الفريق شفيق فلا يغرنك ما يقولونه بل إن بعضهم مَن أعلن صراحة دعمه له ومنهم من ساوى بينه وبين الدكتور مرسى أى ساوى بين مَن يمثل ثورة 25 يناير وبين مَن يمثل الثورة المضادة ووضعوا بما أسموه وثيقة العهد وطلبوا من الاثنين التوقيع عليها! هؤلاء مشكلتهم الحقيقية مع أنفسهم التى تكره الإخوان المسلمين أكثر من حبهم لأنفسهم بل أكثر من حبهم لوطنهم لهذا لا مانع عندهم فى إدخال البلاد فى صراعات وأزمات ومعارك حتى لا يصل مرشح الإخوان إلى الحكم!! هذه هى القضية باختصار شديد ولكن ماذنب الشعب المصرى فى مرضهم المزمن هذا والذى لا أمل فى الشفاء منه أبدا لماذا يريدون نقل العدوى له؟! أطمئنهم أن شعبنا العظيم عنده مناعة منكم ومن أمثالكم وقد بلغ سن الرشد ولا يريد وصايا من أحد على قراراته واختياراته ولقد اختار طريق الديمقراطية ولن يحيد عنه أما مجلس الوصايا هذا الذى تفرضونه عليه يا مراهقى السياسة فهو مرفوض شكلاً وموضوعاً والعبوا غيرها!!