كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة تفاصيل مقتل اثنين فى حادث ثأر أثناء استقلالهما أتوبيس في أوسيم، حيث تبين أن خلافات ثأرية بين عائلتي "رابح والزيدي" منذ 25 عامًا تسببت فى الواقعة. وأفادت التحريات الأولية بأن خصومة ثارية قديمة بين عائلتي "رابح" و"الزيدي" تجددت مرة أخرى واستقل شابان من العائلة الأخيرة دراجة نارية وطاردا أتوبيسًا يستقله شخص من عائلة "رابح" وأمطراه بوابل من النيران، ما أسفر عن مقتله وآخر ليس من طرفي الخصومة وفر المتهمان هاربين. وتابعت التحقيقات أن الخلافات الثارية بين العائلتين تعود إلى عدة سنين وصلت إلى 25 عامًا قتل خلالها عدة أشخاص من الطرفين، كان آخرها منذ شهرين بالحكم على 3 متهمين بالإعدام وبالمؤبد ل5 آخرين نتيجة إدانتهم في قضية "مذبحة أوسيم" التى راح ضحيتها 4 أشخاص منذ عامين. وتحفظت قوات الأمن على كاميرات المراقبة المتواجدة بالمكان، والتى رصدت المتهمين يطاردون الأتوبيس بعد استقلاله الشاب المستهدف، وأطلقا على جانبه الأيمن عدة طلقات أجبرت السائق على التوقف. كما تحفظ رجال الأدلة الجنائية على فوارغ الطلقات التى تم العثور عليها داخل الأتوبيس وبمكان الواقعة، ورفعت أجهزة الأمن عينات من الدماء الموجودة، وأجرت معاينة للأتوبيس محل الواقعة. استمع رجال المباحث إلى أقوال السائق الذي أكد أنه أمام طلقات النار أُجبر على التوقف خوفًا على حياة مستقلي الأتوبيس، وتابع أن الجناة صعدوا داخل الأتوبيس، وقتلوا شخصًا يدعى "ممدوح" من عائلة "رابح" وآخر كان يجلس لجواره يدعى "إسلام" من عائلة "الخرصة" وبعدها أسرعوا بالنزول مستقلين دراجة بخارية، وأدلى السائق وبعض الركاب بأوصاف وملابس الجناة. شكل اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية الجناة من خلال مناقشات شهود العيان، تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل إلي النيابة العامة للتحقيق. روى بعض الشهود العيان تفاصيل الحادث المأساوي، حيث أكدوا أنه في حوالى الساعة السابعة إلا ربع صباح الجمعة فوجئوا بإطلاق نار أتوبيس من مجهولين يحملون سلاحًا ناريًّا وهددوا قائده "أقف بدل ماتموت" مما دفعه للاستجابة لهم والتوقف أمام مبنى الإدارة التعليمية. "كأننا بنتفرج على فيلم سينمائي" واصل بها أحد الأهالي حديثه، مستعجبًا من طريقة ارتكاب الواقعة، وتابع أن أحد المتهمين دخل إلى الأتوبيس وأطلق عدة أعيرة على أحد الركاب، لكن طلقة غير مقصودة أصابت راكبًا آخر يجلس إلى جواره، وواصل الرجل الأربعيني حديثة "كان لسه فيه الروح" إلا أنه فارق الحياة أثناء محاولة إسعافه.