يعُد التحول الرقمي أحد الأدوات التنموية في العالم، خاصة مع التطور في الأجهزة الإلكترونية وظهور تقنية التحول الرقمي، مما وفر الكثير من الوقت وخفض التكلفة وتحقيق مرونة مع زيادة الإنتاجية. وفي إطار تنفيذ مشروع البنية المعلوماتية، تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مشروع التحول الرقمي في مدينة بورسعيد، الذي يعد تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء انعقاد مؤتمر الشباب السادس بجامعة القاهرة في يوليو 2018، ببدء المشروع القومي للتحوّل الرقمي للدولة، والبدء بمحافظة بورسعيد كنموذج تطبيقي أوليّ. وفي هذا الصدد قال النائب عمرو الجوهري، عضو لجنة الاقتصاد بالبرلمان، إن مشروع التحوّل الرقمي للدولة يُعد أحد الخطوات القادمة في مسيرة مصر التنموية، مؤكدًا أن نجاح الخطوة الأولى من تنفيذ المشروع في مدينة بورسعيد، يعمل على تسهيل حركة التجارة خاصة في ميناء بورسعيد. وأضاف الجوهري، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن عملية التحول الرقمي أتجهت إليها كبرى الدول العالمية منذ فترة كبيرة، مشيرًا إلى أن هذا التحول خطوة إيجابية لجميع محافظات الجمهورية لتيسير الاجراءات علي المواطنين. واستعرض عضو لجنة الإقتصاد بالبرلمان، أهم ما تتميز به عملية التحول الرقم، قائلًا " عملية التحول الرقمي لها جوانب عديدة تستفيد منها الدولة، وهي أنها تساعد على سهولة متابعة العمليات الإقتصادية والتجارية للمواطنين، بالإضافة إلى أنه تقضي على الروتين في تنفيذ المهام، ويوفر على الدولة التكاليف الورقية من مستندات وغيرها". وأوضح الجوهري، أن بداية هذا المشروع من بورسعيد ونجاحة فيها يدل على سهولة تطبيقه في باقي محافظات الجمهورية، لافتًا إلى ضرورة توافر شبكة الكترونية سليمة لتنفيذ المشروع على درجة عالية من الدقة. ومن جانبه أشاد الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، بمشروع التحوّل الرقمي للدولة، مؤكدًا على أن التحول الرقمي اتجهت إليه معظم الدول في العالم خاصة مع الثورة المعلوماتية التى نعيشها في الوقت الحالي. وأضاف عبده، أن التحول الرقمي يضم بين جوانبه العديد من المميزات ويعالج بعض المسائل التى تحتاج لوقت، لافتًا إلى أن العمليات التنموية تتم على أسس علمية تتسم بمعالجة القصور والإستفادة من إيجابيات أى مشروع يتم على أرض الدولة. وأوضح رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن أهم ماتتميز به عملية التحول الرقمي أنها تقضى على مسألة الفساد الإداري بالإضافة إلى أنها توفر الكثير من الوقت في تنفيذ عمليات التجارة سواءًا في المواني أو المصالح الحكومية. وأشار إلى أن مصر تعيش فترة تنموية في جميع المستويات، الأمر الذي يستوجب تجربة المشاريع المقامة على أحد المناطق قبل بداية تعميمها، لافتًا إلى أن نجاح تجربة التحول الرقمي في منطقة بورسعيد يؤكد على سهولة تعميم هذا التحول في جميع أنحاء الدولة. وفي نفس السياق أكد الدكتور صلاح الدين فهمي، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، على أن مشروع التحوّل الرقمي التى تقوم به الدولة، يعد أحد المشاريع الهامة التى تهدف إلى إحداث تنمية حقيقية في جميع القطاعات، كما أنه أحد الحلول الفعالة في القضاء على الفساد، وترشيد نفقات الدولة. وأضاف "فهمي"، أن التحول الرقمي أصبح إلزامًا على الدول التنموية لمواكبة التطورات العالمية، لافتًا إلى أن إستخدام الأجهزه الإلكترونية في إدارة العمليات التجارية، يقلل من نسبة الخطأ بالإضافة إلى أن التعاملات النقدية والورقية تهدر الكثير من الوقت، الأمر الذي استوجب استخدام الحاسبات الإلكترونية لترشيد الوقت وتوفير الكثير من الجهد لكلًا من الجهات الحكومية والمواطنين. وأوضح رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن عملية التحول الرقمي لم تقتصر على مدينة بورسعيد فقط، بل شملت كافة المحافظات والقطاعات في الدولة، مشيرًا إلى أن عمليات الفساد الإداري لا تنتج إلا عن طريق إحتكاك البشر بعضهم في التعاملات والحسابات، وهذا أمر يعالجه التحول الرقمي .