ساد الهدوء الشوارع مع برودة الطقس وزيادة الموجة الترابية التي حلت علي جميع محافظات مصر، مما أجبرت أغلب الأسر علي المكوث في منازلهم، حرصاً علي أنفسهم، ولكن حدث ما لم يتوقعه بشر، بعد حدوث تلك العاصفة، أخذت معها أسرة كاملة مكونة من 5 أفراد بسبب استنشاق غاز سخان المياه. في بداية القصة كان "سرحان هشام" الذي يبلغ من العمر 39 عاما، يعمل موظف بالنقل العام، لم يذهب لعمله بسبب تدهور الأحوال الجوية تلك اليوم، فقرر المكوث مع أسرتة في المنزل ولكنه لم يعلم أنه سيكون أخر يوماً له هو وأسرته. ففي ذلك اليوم الموعود أرادة الزوجة" ولاء" التي تبلغ من العمر 38 عاما، الأستحمام كعادتها اليومية، فذهب أطفالها الثلاثة إلي النوم في فراشهم، ولم يشعروا بشئ بعد ذلك. فأثناء أستحمامها تسرب غاز سخان المياة، وهي لم تلاحظ ذلك بالمرة، وعندما شعرت بأختناق شديد حاولت إيقاف السخان، ولكن سقطت جثة هامدة ملقاه ارضاً، وفي نفس ذات الوقت شعر "سرحان" بالأختناق وحاول مسرعاً الوصول إلي الحمام لينقذ زوجته، ولكنه فشل في إنقاذها ولفظ أنفاسه الأخيرة بالطرقة قبل الوصول إليها. ثم استنشق الأطفال الثلاثة "ياسمين التي تبلغ من العمر 17 عاما، وطارق الذي يبلغ من العمر 16 عاما والطفل الصغير محمد 5 أعوام" الذين ماتوا أثناء نومهم اختناقاً بغاز ثاني أكسيد الكربون السام. وبعد مرور الوقت شعر الجيران برائحة الغاز ثم تلقت الإدارة العامة للحماية المدنية بلاغًا بوجود تسرب غاز بدائرة قسم شرطة إمبابة، وعلى الفور تحركت عناصر الإنقاذ البرى مدعومة برجال الحماية المدنية، بحضور قوات الشرطة التي طوقت محيط المنزل محل الواقعة، حرصًا على سلامة المواطنين. ثم خيم الحزن والأسى والهدوء شارع الإمام الغزالي في منطقة إمبابة بالجيزة، في سرادق عزاء، وخروج جثامين أسرة كاملة، التي صرحت النيابة بدفن الضحايا الخمس، عقب تأكد الطبيب الشرعي بعدم وجود شبه جنائية في موتهم.