تغيرات عديدة شهدها قطاع السياحة قبل انتهاء عام 2018 وبداية العام الجديد، فقد تغيرت الخريطة السياحية لمصر لتختفى أسواق كانت تمثل المرتبة الأولى فى معدلات التوافد حل مكانها أسواق أخرى جديدة، حيث حلت أوكرانيا بديلة عن روسيابشرم الشيخ وكذا ألمانيا التى سيطرت على فنادق الغردقة علاوة على تصدر أسواق ناشئة من ضمنها كازاخستان وأذربيجان ليتغير اتجاه الدولة لفتح الأسواق وترسم لشركة العلاقات العامة الوطنية «سيزجى» مفهوماً جديداً فى استهداف الأسواق وتشير لأهمية إعادة ترتيب الدول المصدرة لمصر عقب تقدم دول واختفاء أخرى. ففى الغردقة، قالت الخبيرة السياحية نورا على، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية: سنة 2018 غيرت خريطة السياحة للدول المصدرة سياحة لمصر فاحتل السوق الألمانى المرتبة الأولى فى البحر الأحمر واختفى السوق الروسى الذى كان يحتل المرتبة الأولى بالتناوب مع الألمانى وتحول السوق الإنجليزى من شرم الشيخ إلى الغردقة بعد حادث الطائرة الروسية. وأضافت «على»: هناك أسواق كانت موجودة بنسب صغيرة ارتفعت معدلاتها مثل التشيك وجاءت الزيادة بشكل كبير وكذلك أوكرانيا وظهرت أسواق جديدة واعدة مثل أذربيجان وأوزباكستان وصربيا ورغم أن تعداد سكان تلك البلاد قليل، فإن العدد الذى يأتى منها لا بأس به ونحاول جاهدين مع صربيا ونعتبرها بداية جيدة للأسواق الجديدة ونفس الأمر فى الفنادق العائمة بدأت تعمل بشكل جيد خاصة السوق اليابانى والصينى والإسبانى وتراجع السوق الأمريكى. وأكدت رئيس الاتحاد ضرورة وجود حملات دعائية للترويج للمقصد المصرى فى الأسواق الجديدة باستمرار لتذكيرهم دائماً بمصر لاستمرار التدفقات بشكل أكبر. وفى نفس السياق -والحديث ما زال عن الغردقة- قال الخبير السياحى سامح حويدق: مؤكد هناك تغيير فى الخريطة السياحية ويؤكدها الطفرة الكبيرة من السوق الألمانى وهو ليس بالجديد ولكن جاءت الزيادة منه بشكل ملحوظ فبعد أن كان يتناوب المرتبة الأولى دائماً مع السوق الروسى، فإنه أحدث طفرة كبيرة فى الأعداد ويحتل المرتبة الأولى فى الغردقة ويختفى السوق الروسى تماماً. وأضاف «حويدق»: وهناك زيادة من أسواق أخرى كالسوق الإنجليزى والبولندى وتكاد تصل الزيادة إلى ضعف السنوات السابقة وكذلك السوق الأوكرانى وظهرت أسواق جديدة مبشرة، مثل سلوفاكيا وصربيا وفنلندا التى كانت موجودة من قبل واختفت لسنوات وعادت مرة أخرى وأتوقع النمو السريع لهذا السوق إلى جانب الدول الاسكندنافية. وطالب «حويدق» بضرورة تكثيف الحملات التسويقية والترويجية للأسواق الجديدة. ويرى مودى الشاعر، عضو الجمعية العمومية لغرف السياحة أن عامى 2017 و2018 غيرا خريطة السياحة فبعد سقوط الطائرة الروسية واختفاء السوق الروسى من جميع المقاصد المصرية واختفاء السائح الإنجليزى من شرم الشيخ والذى كان يمثل 90٪ من السوق الإنجليزى فى مصر كلها واكتشفنا أن هناك تلاعباً فى موضوع عودة السياحة الروسية والانجليزية وما يحدث ما هو إلا لعبة سياسية لا دخل لها بالأمن والأمان اتجه رجال الأعمال ومستثمرو القطاع الخاص للعمل على محورين: الأول التركيز على الأسواق الموجودة وتعظيمها مثل السوق الألمانى والسوق الإنجليزى الذى اتجه للغردقة ببعد عزوفه عن شرم الشيخ والسوق البلجيكى والهولندى والتشيك والدول الاسكندنافية، والمحور الثانى الاتجاه إلى أسواق كانت موجودة ولكن بنسب بسيطة والأسواق الجديدة، مثل كازاختسان وصربيا وجورجيا وظهرت إيجابيات ذلك فى الغردقة فأصبحت فى حالة اكتفاء وعدم الاحتياج للسوق الروسى بدرجة كبيرة كما كان فى السابق كل ذلك تم بجهود كبيرة عام 2018، دون أى حملات ترويجية والآن ومع بداية عام 2019 تلك الأسواق فى حاجة شديدة لحملات ترويجية وحملات مشتركة مع منظمى الرحلات الذين أصبحوا فى حالة استياء شديد لعدم وجود حملات ترويجية. شرم الشيخ وفى شرم الشيخ أكد رامى رزق الله، عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء أن السوق الأوكرانى أصبح يحتل المركز الأول بعد اختفاء السوق الروسى والإنجليزى وتوقع أن يزداد عدد السياح الأوكرانيين من نصف مليون عام 2018 ليصلوا إلى مليون عام 2019. وأكد «رزق الله» أن السياحة الأوكرانية تمثل الآن 70٪ من السياحة فى شرم الشيخ و30٪ لباقى الأسواق الجديدة مثل كازاخستان التى يأتى منها 12 طائرة أسبوعياً ومن الأسواق الجديدة أيضًا أوزباكستان وصربيا التى بدأت بطائرتين ومن المنتظر أن تزداد خلال شهر مارس المقبل. وكذلك السوق العربى، خاصة السوق السعودى الذى كان لافت للنظر خلال احتفالات رأس السنة بأعداد لا بأس بها وطالب «رزق الله» بضرورة الترويج بشكل مستمر فى الأسواق الجديدة وتسليط الضوء على شرم الشيخ بشكل أكبر. وأكد عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء أن حالة عودة السوق الروسى كما يتردد الآن بشكل قوى فمن المتوقع أن يتراجع السوق الأوكرانى بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30٪ لعدم حصوله على نفس الأسعار الحالية مع تدفق السوق الروسى وارتفاع الأسعار فى ظل الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد. مرسى علم وفى مرسى علم، قال رئيس جمعية مستثمريها الدكتور عاطف راضى: السوق الألمانى يحتل المرتبة الأولى ليحل محل السوق الإيطالى الذى أصبح يحتل المرتبة الرابعة واحتلت الأسواق الجديدة، مثل التشيك وبولندا المرتبة الثانية والثالثة وتراجع السوق الإنجليزى بشكل كبير، رغم أن مرسى علم لم تر الإرهاب على الإطلاق. وأشار «راضى» إلى أن السوق السعودى بدأ يظهر فى مرسى علم ولكن على استحياء لقربها من جدة، وأكد دكتور راضى أن أزمة مرسى علم سببها الطيران. السياحة الثقافية وعن السياحة الثقافية أكد الخبير السياحى هشام تمام أن 2018 غيرت أشياء كثيرة فى مصر ومنها السياحة التى جاءت بجهود تنشيطية قامت بها شركات السياحة والفنادق مع منظمى الرحلات الدوليين وجهود الدولة متمثلة فى وزارتى الدفاع والداخلية بفرض الأمن والاستقرار وتحركات الرئيس عبدالفتاح السياسى الخارجية. وأشار «تمام» إلى أنه أثبت باليقين أن الأسواق التقليدية هى التى ساندت السياحة فى أزمتها خاصة السوق الألمانى الذى يحتل المرتبة الأولى وأوكرانيا وفرنسا. وبالنسبة للسياحة الثقافية فهى تعتمد الآن على أسواق تقليدية كانت غائبة وعادت مثل إسبانيا والصين والهند واليونان وتراجعت السياحة الأمريكية التى كانت تأتى على استحياء وهى سياحة رخيصة فلم يعد السائح الأمريكى كالسابق وأغلبهم يأتى «أون لاين» وأيضاً تراجعت السياحة الإنجليزية وإن وجدت فتأتى بأعداد قليلة جداً ولكن السياحة الثقافية تشهد انتعاشة حقيقية. الأسواق الجديدة وعن الأسواق الجديدة التى بدأت تدخل للمقصد المصرى أكد محمد شعيرة، عضو الجمعية العمومية لغرفة السياحة أن الأسواق الجديدة بدأت تعوض اختفاء السوق الروسى والإنجليزى من شرم الشيخ، مؤكداً أن عام 2019، مبشر ومؤشراته واضحة من إشغالات فنادق القاهرة فى رأس السنة لتستمع إلى عبارة كامل العدد وإشغالات الأقصر وأسواق نحو 80٪ لذلك المؤشرات جيدة. وقال «شعيرة»: من الأسواق الجديدة فى شرم الشيخ الآن السوق الكازاخستانى الذى يصل من 10 إلى 12 طائرة أسبوعياً حتى نهاية شهر أكتوبر ومدة إقامته 10 ليال ومن المتوقع عودتها نهاية شهر فبراير المقبل، لتبدأ بثمانى رحلات أسبوعياً على شرم الشيخ. وأضاف «شعيرة»: من الأسواق الجديدة أيضًا على شرم الشيخأذربيجان وكان يأتى منها طائرة أسبوعياً ومن المتوقع أن تأتى بأعداد أكثر وهذا يحتاج مزيداً من الاهتمام والترويج، مؤكداً أن زيارات الرئيس السيسى لها رد فعل جيد على الأسواق الجديدة وعلى سبيل المثال أوزباكستان وكان يأتى منها أعداد لا بأس بها على شرم الشيخ وهناك محاولات مع شرم الشيخ وهناك محاولات مع شركات أوزباكستانية لزيادتها ولكن هناك مشاكل فى تحويل الزموال وتعمل على حلها. وأكد «شعيرة» ضرورة الاهتمام بالسوق العربى الذى تواجد بقوة خلال احتفالات رأس السنة خاصة فى فنادق القاهرة فعلينا الاهتمام والترويج له بشكل كبير فى ظل المنافسة الشرسة مع الأسواق الأخرى لتذكرة السائح دائماً بمصر.