ينظر القطاع السياحى إلى عام 2019 بحالة من التفاؤل والأمل بانفراجة كبرى فى ظل المؤشرات الإيجابية التى بدأت تلوح فى الأفق وفقاً لمؤشرات الحجوزات السياحية وفتح أسواق جديدة وخطوط طيران جديدة العام المقبل. وتوقع خبراء السياحة أن تقترب مؤشرات العام المقبل من عام الذروة 2010 لتعود الحركة إلى سابق عهدها واستعادة مصر إلى مكانتها السياحية على خريطة المقاصد الدولية فى ظل حالة الاستقرار الأمنى والسياسى والاقتصادى الذى تعيشه البلاد، فضلاً عن الزيارات المكوكية للرئيس عبدالفتاح السيسى لمختلف دول العالم وتقديم رسالة للعالم بعودة مصر إلى مكانتها الريادية فى منطقة الشرق الأوسط. بحالة من التفاؤل، قالت سيدة الأعمال والخبيرة السياحية نورا على، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية: عام 2019 سيشهد إن شاء الله زيادة فى الحجوزات من الأسواق الرئيسية كالسوق الألمانى والإنجليزى، متوقعة عودة السوق الإيطالى واليابانى والصينى والأسواق الجديدة من كازاخستان وصربيا وأوكرانيا. وأكدت «على» أن زيادة الأعداد سواء من الأسواق الرئيسية أو الأسواق الجديدة يرجع للجهد الكبير الذى قام به القطاع الخاص والتحرك بشكل نشط وجيد لتعويض خسائر القطاع طوال سبع سنوات عجاف ماضية، مؤكدة أنه من الضرورى أن تتم التوسعات فى الفنادق، خاصة مرسى علم والغردقة لمواجهة الزيادة، لأنه من الممكن أن تكون هناك زيادة فى الأعداد ولا تتوفر لها أماكن الإقامة، ولمقابلة هذه الزيادة أرى أن كثيراً من المستثمرين بدأوا يتجهوا للاستثمار فى بناء الفنادق، فضلاً عن الفنادق الجديدة التى تم افتتاحها مؤخراً، أما شرم الشيخ فمن الممكن أن تستوعب الأعداد فى حالة عودة السياحة الروسية والإنجليزية وإن كنت ليس لدى توقعات بعودتها لأن الموضوع سياسى ولا أرى أية مؤشرات لعودتها، وحال عودتها لا يوجد لها مكان فى فنادق الغردقة ومرسى علم الممتلئة بالأسواق الموجودة، لذلك من الضرورى أن يكون هناك توسعات للزيادة المرتقبة. وأكدت «على» أن السياحة الثقافية تسير بشكل جيد ونأمل أن تزداد الأعداد العام المقبل مع ضرورة العمل على حل المشاكل الموجودة، خاصة السدة الشتوية التى تتكرر كل عام. وأعرب رجل الأعمال والخبير السياحى حسام الشاعر، رئيس غرفة السياحة، عن تفاؤله بعام 2019 على السياحة، متوقعاً أن تزداد الحركة السياحية ما بين 30 و40٪ بدون عودة السياحة الروسية، وحال عودتها تقترب زيادة الأعداد من عام الذروة 2010 وهذا يتطلب بذل كثير من الجهد على السواء بين الدولة والقطاع الخاص. واعتبر رئيس غرفة شركات السياحة عام 2019 عام التحدى أمام الجميع، فعلى الدولة الاهتمام بالبنية الأساسية من مطارات وبنية تحتية وغيره، وعلى القطاع الخاص الاهتمام بالفنادق وجودتها والنقل السياحى والتدريب للعاملين. وبنفس حالة التفاؤل قال رجل الأعمال والخبير السياحى سامح حويدق: أتوقع أن تكون نسب الزيادة فى الأعداد تتراوح ما بين 15 و25٪ وهذه الزيادة من الضرورى أن يواكبها عدد أكبر فى الغرف المتاحة، فلابد من زيادة التوسعات بفتح فنادق جديدة لمواكبة الزيادة المتوقعة، خاصة فى الغردقة ومرسى علم. وأكد «حويدق» أن الزيادة التى تحققت فى عام 2018 والمتوقعة فى عام 2019 يرجع إلى حالة الاستقرار الأمنى والسياسى الذى تشهده البلاد والجهود التسويقية المكثفة التى قام بها المستثمرين على مدار السنوات السبع الماضية وكان لها الأثر الكبير فى زيادة الأعداد. وحول الأرقام التى حققتها السياحة عام 2018، قال «حويدق»: إنها غير معلنة وغير محددة وإن كنت أعتقد أن نصل إلى 10 ملايين سائح وأتوقع حالة استمرار حالة الهدوء والاستقرار أن يتم رفع الحظر عن شرم الشيخ كما تشهد السياحة الثقافية وهى تسير الآن بشكل جيد إلا أنها ستحقق العام المقبل طفرة كبيرة. رجل الأعمال والخبير السياحى كامل أبوعلى، رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، قال: أنا بطبيعتى متفائل ولكن علمتنى الأيام أن أكون حذراً، موضحاً: أتفاءل وأعمل المطلوب بشكل جيد جداً فعلينا جميعاً حكومة وشعباً وقطاع خاص تقديم الواجب المفروض علينا. وأوضح أن هناك مشاكل موجودة فى الأماكن السياحية والمطارات والفنادق والنقل السياحى والتدريب والعمالة وغيره، فحالة حل تلك المشاكل وتوافر كل الخدمات تؤكد سنحقق طفرة كبيرة فى زيادة الأعداد. وأكد «أبوعلى» قائلاً: العالم لا يحترم إلا القوى وأقصد بالقوة أشياء كثيرة وعلى سبيل المثال المقصد القوى بفنادقه النظيفة محترفين فى تقديم الخدمة الجيدة للسائح، منظمين فى كل شىء، حال توافر ذلك مؤكد سنحقق أرقاماً خيالية ودخلاً كبيراً والأهم سمعة مصر السياحية فى الخارج مؤكداً حال تحقيق كل ذلك سيتم رفع الحظر تماماً، وتوقع رئيس جمعية الاستثمار السياحى أن تكون نسبة الزيادة فى الأعداد العام المقبل 20٪ وتزداد إلى 40٪ حالة عودة السياحة الروسية. وتوقع مودى الشاعر، عضو الجمعية العمومية لغرفة السياحة أن يشهد عام 2019 زيادة فى أعداد السياح بالمقارنة بعام 2018، لتتراوح الزيادة ما بين 25 و35٪ وهى نسبة جيدة ولكن عن نفسى أضع أمامى دائماً عام الذروة 2010 فدائماً نقول: هناك زيادة ولكنها أقل من 2010. وأكد «الشاعر» أن الأرقام التى حققناها عام 2018، والمتوقعة فى 2019، جاءت نتيجة مجهود كبير من القطاع الخاص على مدار السنوات السبع الماضية وليس مجهود عام أو عامين، لكنه مجهود مستمر من أزمة 2011، وبعدها أزمة الطائرة الروسية، والقطاع الخاص لم يتوقف فتم عمل حملات دعائية على نفقة المستثمرين والحملات جاءت لتوقف الشركة السابقة وقمنا بفتح أسواق جديدة وساعد على ذلك حالة الاستقرار الأمنى والسياسى الذى تشهده البلاد، كل هذه العوامل أدت إلى زيادة الحركة فضلاً عن الانخفاض الذى حدث فى أعداد السياح فى إسبانيا وجزر الكنارى بسبب ارتفاع الأسعار، وذلك أيضاً ساهم فى قيام الكثير من السياح بتغيير مقصدهم إلى مصر. وأضاف «الشاعر» قائلاً: لضمان استمرار الزيادة المطلوبة علينا النظر على الأسواق المنافسة لنا، خاصة تركيا وتونس اللتين تخوضان منافسة شرسة جداً، فعلينا الحفاظ على مستوى الزيادة حتى لا يكون مصيرنا الخسارة مرة أخرى وهو ما أحذر منه، فعلينا بتكثيف الحملات الترويجية فى دول الأسواق والحملات المشتركة مع منظمى الرحلات وكبرى الشركات فى الخارج، لافتاً إلى أنه قد يكون ضاع الوقت فى بدء الحملات، ولكن علينا تدارك الأمر بأقصى سرعة لأن الدول المنافسة لا تتوقف عن الحملات الدعائية. وطالب «الشاعر» بضرورة النظر فى الأمر لما بعد عام 2019، وعلينا أن نعد من الآن لموسم 2019/2020، لنحافظ على الزيادة التى تحققت والمتوقعة للعام الجديد. فاطمة عياد